السل نوعان؛ النشط والكامن، وفي كلتا الحالتين تصيب البكتيريا الجسم وتستلزم الحالة العلاج، ولكن في النوع الكامن لا تظهر أي أعراض ولا تتكاثر البكتيريا ولا تنتقل للآخرين، في حين أن النوع النشط يتضمن ظهور الأعراض مع احتمالية انتقال العدوى للآخرين، ولكن كيف يتم تشخيص السل؟ وهل يمكن للفحوصات الكشف بين نوعي السل؟
المحتويات
تشخيص السل
يُجرى تشخيص السل من خلال إخضاع المشتبه بإصابته لمجموعة من الفحوصات والتحاليل، والآتي يوضح أبرزها:
الفحص السريري والتاريخ الصحي
يتضمن ذلك ما يأتي:
- الكشف عن الأعراض التي يشكو منها المريض، والتي تتضمن انتفاخ العقد اللمفاوية، والسعال لمدة تزيد عن 2 إلى 3 أسابيع، والحمى، والتعرق الليلي، وفقدان الوزن.
- استماع الطبيب لأصوات الرئتين أثناء التنفس باستخدام السماعة.
- سؤال المريض عن الأحداث والأنشطة التي مر بها وتعرض لها في الفترة السابقة للتأكد من مدى احتمالية تعرض الشخص للعدوى، أو إصابته سابقاً بالسل، أو إقامته أو سفره لمنطقة ينتشر فيها السل.
فحص الجلد
يُجرى هذا الفحص بحقن مادة معينة في الجزء الخلفي من الساعد تحت الجلد مباشرة، وستتم مراقبة النتائج المترتبة على ذلك، وفي حال ظهور انتفاخ أو نتوء أحمر وبارز أو أي أعراض أخرى موضع الحقن وذلك في غضون 48 إلى 72 ساعة فإن ذلك قد يشير إلى إصابة الشخص بالسل الكامن، أما في حال ظهور ردة فعل شديدة فإن ذلك قد يرتبط بالإصابة بمرض السل النشط، وقد يتطلب الأمر إعادة فحص الجلد مرة أخرى نظراً لأن عدوى السل تستلزم وقتاً طويلاً للتطور والتأثير في الجسم في العديد من الحالات.
إقرأ أيضا:أعراض الدرن الخامل
لا يعتبر اختبار الجلد دقيقاً بنسبة 100% لذلك فقد يحتاج الطبيب للمزيد من الاختبارات للتأكد من النتيجة بغض النظر عما إن كانت إيجابية أم سلبية.
تحليل الدم
يُجرى تحليل الدم غالباً للتأكد من نتيجة اختبار السل الجلدي أو في حال ظهور نتيجة الاختبار سلبية مع تلقي الشخص لقاح السل مؤخراً بالرغم من وجود عوامل معينة تشير إلى احتمالية تعرضه لخطر الإصابة بالسل، وتهدف تحاليل الدم إلى الكشف عن ردود فعل الجهاز المناعي تجاه بكتيريا السل، بما يؤكد أو يستبعد الإصابة بالسل الكامن أو النشط.
الفحوصات التصويرية
يتم تصوير الصدر بالأشعة السينية أو المقطعية في الحال التي تكون فيها نتيجة اختبار الجلد إيجابية، بما يؤكد أو ينفي وجود عدو بكتيريا السل في الرئتين، ومن الجدير ذكره أن الفحوصات التصويرية قد تفيد في تأكيد ما إن كان نوع السل الذي أصاب الشخص كامناً أم نشطاً.
تحليل البلغم
تؤخذ عينة من البلغم لفحصها مخبرياً في حال أظهرت الفحوصات التصويرية وجود علامات على الإصابة بالسل، كما يمكن استخدامه لتحديد العلاجات المناسبة للشخص من خلال الكشف عن البكتيريا المقاومة لأنواع معينة من الأدوية، ولكن يستغرق الأمر فترة تتراوح بين شهر إلى شهرين حتى تظهر النتائج، ومن الجدير ذكره أن فحص البلغم قد تفيد في تأكيد ما إن كان نوع السل الذي أصاب الشخص كامناً أم نشطاً.
إقرأ أيضا:أسباب الحمى الشوكية
قد يتم إجراء فحوصات أخرى في الحالات التي يُشتبه فيها بانتشار عدوى السل إلى مواقع أخرى من الجسم، ويتضمن ذلك: أنواع أخرى من فحوصات الدم، وتحليل البول، والتصوير بالسونار أو الرنين المغناطيسي أو صورة مقطعية، أو إجراء تنظير، أو أخذ خزعة وفحصها مخبرياً.
دواعي إجراء تشخيص السل
توجد مجموعة من الفئات التي يجدر عليها الخضوع لفحوصات تشخيص السل نظراً لأنهم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، ونذكر من أبرزها ما يلي:
- الأشخاص الذين قضوا وقتًا مع مصاب بمرض السل.
- الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون أو سافرو إلى بلاد ينتشر فيها مرض السل.
- الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في أماكن مصنفة على أنها ذات خطر للإصابة بالسل؛ كدور رعاية المسنين، أو الأماكن الإصلاحية، أو ملاجئ المشردين.
- الأشخاص العاملون في مجال الرعاية الصحية.
- الرضع والأطفال والمراهقون الذين يتعاملون أو يعيشون مع بالغين معرضين لخطر الإصابة بمرض السل، أو السل الكامن.
- بعض فئات الأشخاص المصابين بالسل الكامن، مثل: من أُصيبوا بهذه العدوى في العامين الماضيين، أو مرضى فيروس الإيدز، أو الرضع والأطفال الصغار وكبار السن، أو متعاطي المخدرات، أو من يعانون من أمراض تسبب إضعاف الجهاز المناعي، أو الأشخاص الذين لم يتم علاجهم بشكلٍ صحيح عندما أُصيبوا بمرض السل في السابق.