المحتويات
ما هو سرطان الغدد اللمفاوية؟
سرطان الغدد الليمفاوية أو الليمفوما (بالإنجليزيّة: Lymphoma) هو السرطان الناتج عن تكاثر الخلايا الليمفاوية بمعدل أكبر من المعتاد، والخلايا الليمفاوية هي أحد أحد أنواع خلايا الدم البيضاء، التي تملك دورًا أساسيًّا في دفاعات الجسم المناعية، ومحاربة الأمراض والجراثيم، ورغم أنّ سرطان الغدد الّليمفاوية قد يصيب أي شخص في أي عمر، إلّا أنّه أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في الأطفال، والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-24 عامًا، علمًا أنّ سرطان الغدد الليمفاوية غالبًا ما يكون قابلًا للعلاج.
يمكن أنّ ينشأ السرطان بدايةً في الغدد الليمفاوية، وهذا ما يُشار له باسم الليمفوما، أو قد ينتشر السرطان إلى الغدد الليمفاوية من مكان آخر في الجسم.
أنواع سرطان الغدد اللمفاوية
يوجد نوعان رئيسيان من سرطان الغدد الليمفاوية، وضمنهما يوجد العديد من الأنواع الفرعية، ويمكن تفصيل الأنواع الأساسية كما يلي:
- ليمفوما هودجكين: (بالإنجليزية: Hodgkin’s lymphoma) وهو من الأنواع النادرة من السرطانات، الذي غالبًا ما يؤثر في الغدد الليمفاوية الموجودة في الجزء العلوي من الجسم، مثل: الصدر، أو الرقبة، أو الإبط، وينتشر عادةً من عقدة ليمفاوية إلى العقدة التي تجاورها، مُسبِّبًا تضخّم العقد الليمفاوية في المناطق المصابة، ويميز الأطباء هذا النوع من السرطان بوجود نوع من الخلايا الليمفاوية كبيرة الحجم وغير الطبيعية، والتي قد تحتوي على أكثر من نواة واحدة، يُشار لها باسم خلايا ريد-ستيرنبيرغ (بالإنجليزية: Reed-Sternberg cells).
- ليمفوما لاهودجكينيّة: (بالإنجليزية: Non-Hodgkin lymphoma) وهو سرطان الغدد الليمفاوية الأكثر شيوعًا، والذي يتفرع لحوالي 90 نوعًا، ولا يتضمن وجود خلايا ريد-ستيرنبرغ، ويشيع حدوثه عادة في العقد الليمفاوية، والطحال، ونخاع العظم، والغدة الزعترية، والجهاز الهضمي، واللوزتين، واللحمية، مّسبِّبًا تضخُم الغدد الليمفاوية التي يصيبها، لكن يجدر العلم أنّ ليمفوما لاهودجكينيّة لا تصيب جميع العقد الليمفاوية، فهي تنمو في بعضها، وتتجاوز الأخرى.
إقرأ أيضا:انواع سرطان الثدي
أعراض سرطان الغدد اللمفاوية
تشمل علامات وأعراض سرطان الغدد الليمفاوية ما يلي:
- تورم غير مؤلم في الغدد الليمفاوية في الرقبة، أو الإبط، أو الفخذ.
- الشعور بالتعب المستمر.
- الحمى.
- التعرق الليلي.
- ضيق التنفس.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الشعور بالحكّة في الجلد.
- انتفاخ البطن.
- فقدان الشهية.
- حدوث الكدمات أو النزيف بسهولة.
- الإصابة بعدوى متكررة.
- السعال، أو ألم في الصدر.
أسباب سرطان الغدد الليمفاوية
ينتج سرطان الغدد الليمفاوية عن تكاثر الخلايا الليمفاوية خارج السيطرة، نتيجة حدوث تغيرات في الحمض النووي (DNA) داخلها، وفي الحقيقة لا يُعرَف سبب حدوث هذه التغيرات أو الطفرات في معظم الحالات، ولكن من الممكن لبعض العوامل أن تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، ومن هذه العوامل ما يلي:
- وجود تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية.
- الإصابة ببعض أنواع العدوى: ومن ذلك الإصابة بجرثومة المعدة (البكتيريا الحلزونية) أو الإصابة بعدوى فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein-Barr virus).
- وجود ضعف أو أمراض في جهاز المناعة:[٧] والذي قد يكون نتيجة الإصابة بأمراض تضعف المناعة، أو تناول بعض الأدوية المثبطة للمناعة، أو نتيجة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، وفيها يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم وخلاياه عن طريق الخطأ، ومن أمثلته: التهاب المفاصل الروماتويدي، وداء سيلياك
- الجنس الذكري: يعد الذكور أكثر عرضة بقليل للإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية من الإناث.
- التعرض للإشعاع أو بعض المواد الكيميائية: مثل البنزين وبعض الكيماويات الزراعية، لذلك يجب اتباع إرشادات السلامة عند التعرض لهذه المواد أثناء العمل.
- العمر: تشيع بعض أنواع الليمفوما في الشباب الصغار، بينما تشيع أنواع أخرى في الأشخاص الذين تجاوزوا 55 عامًا.
إقرأ أيضا:سرطان الغدد اللعابية
من الجدير بالعلم أن وجود واحد أو أكثر من عوامل الخطر لا يشير إلى حتمية الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، وإنما يعني أنّ الفرصة ستزيد مقارنة بالشخص الذي لا يوجد لديه أي من هذه العوامل.
تشخيص سرطان الغدد الليمفاوية
عند حدوث تورم في الغدد الليمفاوية أو الاشتباه بالإصابة بسرطان الغدد الليمفاوي فإن الطبيب عادة ما يبدأ بإجراء فحص بدني ينطوي على التحقق من انتفاخ أو تورم العقد الليمفاوية، والحقيقة أن هذه العرض لا يشير دائمًا إلى الإصابة بالسرطان، فالعدوى كذلك تتسبب بتورم الغدد الليمفاوية، لذا قد يوصي الطبيب بإجراء العديد من الفحوصات المساعدة على تشخيص سرطان الغدد الليمفاوية:
- خزعة العقدة الليمفاوية: (بالإنجليزية: Lymph node biopsy) يستخدم الطبيب في هذا الاختبار إبرة لسحب كمية صغيرة من الأنسجة من العقد الليمفاوية المصابة لفحصها تحت المجهر، وقد يزيل الطبيب العقدة الليمفاوية المصابة بأكملها أو جزء منها أثناء هذا الاختبار.
- شفط النخاع العظمي وخزعة نخاع العظم: (بالإنجليزية: Bone marrow aspiration and biopsy) وفيه يتم استخدام إبرة لإزالة السّائل أو الأنسجة من نخاع العظم، وهو الجزء الإسفنجي الموجود داخل العظم، حيث يتم إنتاج خلايا الدم البيضاء.
- التحليل الجزيئي: (بالإنجليزية: Molecular test) يهدف هذا الاختبار لتحديد نوع سرطان الغدد الليمفاوية، وذلك من خلال البحث عن أي تغيرات في الجينات، أو البروتينات، أو غيرها من المواد داخل الخلايا السرطانية.
- الفحوصات التصويرية: وذلك لرؤية الأعضاء والأنسجة داخل الجسم بوضوح أكبر، ومن ذلك: التصوير بالأشعة السينية (X ray)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو باستخدام بعض المواد المشعة لرؤوية الخلايا السرطانية بوضوح أكبر، وغيرها من أنواع الفحوصات التصويرية.
- فحوصات الدم: يسحب الطبيب عينة من دم المريض، للكشف عن مستويات بعض الخلايا والمواد داخل الدم، وللتحقق من مدى جودة عمل أعضاء الجسم الأخرى.
- البزل القطنيّ: (بالإنجليزية: Lumbar puncture)، ويشير هذا الاختبار إلى فحص السائل المحيط بالحبل الشوكي عن طريق إدخال إبرة في الظهر، وسحب عينة منه، لفحصها في المختبر، وذلك للكشف عن وجود خلايا ليمفاوية فيه، والكشف عن ما إذا كان السرطان قد انتشر للدماغ.
علاج سرطان الغدد الليمفاوية
يختلف علاج سرطان الغدد الليمفاوية باختلاف نوع السرطان، ومرحلته، والصحة العامة للمُصاب، وأجزاء الجسم المصابة، وقد يوصي الطبيب بأحد العلاجات التالية، أو بمجموعة منها معًا، وهي كالتالي:
إقرأ أيضا:أعراض سرطان البنكرياس في المرحلة الأخيرة- مبدأ الانتظار اليقظ: (بالإنجليزية: Watchful waiting) في هذا الخيار لن يتم اختيار أي علاج للمريض على الفور، وإنما يخضع المريض للمراقبة بعناية، وهذا لا يعني أنّ المريض لن يتناول أي علاج، ولكن سيتم إعطائه في حال تطلب الأمر ذلك، وغالبًا يُتبَع هذا النهج في حالات السرطان التي تنمو أو تتطور ببطء.
- العلاج الكيميائي: وذلك من خلال استخدام حبوب فموية أو حقن وريدية تعمل على منع الخلايا السرطانية من النمو والتكاثر، والقضاء عليها.
- العلاج الإشعاعي: يقتضي العلاج الإشعاعي باستخدام أشعة عالية الطاقة، وتوجيهها للخلايا السرطانية في العقد الليمفاوية أو الكتل المُصابة للقضاء عليها.
- العلاج بالأجسام المضادة لورم الغدد الليمفاوية اللاهودجكين: (بالإنجليزية: Antibody therapy for non-Hodgkin lymphoma) تساعد هذه الأجسام المضادة على التعرف على الخلايا السرطانية، ومن ثم التخلص منها.
- زراعة الخلايا الجذعية أو زراعة نخاع العظم: (بالإنجليزية: Stem cell transplant) قد يوصي الطبيب بهذا العلاج في حال عدم استجابة السرطان للعلاجات الأخرى، أو في حال عودته مرة أخرى بعد الشفاء منه، أو بسبب وجود احتمالية عالية للإصابة به مرة أخرى، وفيه يتم أخذ جرعات عالية من العلاج الإشعاعي والكيماوي لتثبيط نخاع العظم، ومن ثم يتم حقن خلايا نخاع عظم صحية من متبرع، حيث تنتقل هذه الخلايا إلى داخل العظم لتعيد بناء نخاع العظم من جديد.
- العلاج البيولوجي: وهو عبارة عن أدوية تُستخدم لتحفيز جهاز المناعة، وتعزيز عمله في مهاجمة الخلايا السرطانية والقضاء عليها، وينطوي على إدخال كائنات حية دقيقة للجسم لتحقيق ذلك.
دواعي مراجعة الطبيب
يجب مراجعة الطبيب إذا كان الشخص يعاني من الأعراض المذكورة سابقًا، أو بعضُها، كما يجب العلم أنّ الغدد الليمفاوية التي تبلغ حوالي 1.27 سنتيمتر أو أكبر ليست طبيعية، وبالتالي لا بد من مراجعة الطبيب إذا لوحظ أن العقد الليمفاوية ضمن المواصفات التالية:
- عدم القدرة على تحريك العقد المنتفخة.
- الشعور بصلابتها أو أنها كالمطاط.
- تهيج الجلد فوق المنطقة المصابة، أو احمراره، أو سخونته.
- استمرار التورم أكثر من أسبوعين.