هل تليف الرئة هو سرطان؟

تليف الرئة (Pulmonary fibrosis) هو واحد من أصعب الأمراض المزمنة التي تؤثر في وظيفة الرئة، وتُسبب المعاناة من مشاكل وصعوبات تنفسية تزداد سوءاً مع الوقت، لكن البعض قد يظن أن تليف الرئة هو نوع من سرطان الرئة، فهل هو نفسه حقاً؟

هل تليف الرئة هو سرطان؟

لا، تليف الرئة لا يُعتبر نفسه سرطان الرئة، بل هو مرض مزمن يحدث عندما تتشكّل ندوب في خلايا الرئة تعيق قدرتها على أداء وظيفتها، مُسبباً صعوبة التنفس ومشاكل تنفسية عديدة، ويحدث تليف الرئة نتيجة التهاب مزمن في الرئة، إما بسبب التعرّض لمواد كيماوية سامة، أو استخدام بعض الأدوية، أو بعض أمراض المناعة الذاتية وغيرها، لكن غالباً لا يوجد سبب محدد للإصابة به فيما يعرف بـ “تليف الرئة مجهول السبب”.

تليف الرئة واحتمالية الإصابة بسرطان الرئة

واحدة من أخطر المضاعفات التي قد يُسببها تليف الرئة على المدى الطويل هي زيادة فرص الإصابة بسرطان الرئة؛ لتأثر الخلايا التي تحمي الجسم من الإصابة بالسرطان، كما أنه دون علاج يمكن أن يُسبب مضاعفات أخرى عديدة، نذكر منها:

• ارتفاع الضغط الرئوي: أي ارتفاع الضغط داخل الشرايين الرئوية، مُسبباً ثقل وضغط كبير على جهة القلب اليمنى، واحتمالية الإصابة بفشل القلب ومضاعفات أخرى بعضها قد يكون مميتاً إذا لم يتم العلاج.
• الفشل التنفسي: أي أن الرئة تفشل في القدرة على نقل الأكسجين في كامل الجسم، والحاجة لاستخدام أكسجين أو تنفس اصطناعي للبقاء على قيد الحياة.
• مضاعفات أخرى: منها تخثر الدم في الرئة، أو التهابات الرئة المتكررة، أو تدهور الرئة.

ما هي أسباب تليف الرئة؟

في غالبية الحالات، يكون سبب الإصابة بتليف الرئة مجهولاً، إلا أنه قد يكون للوراثة علاقة بالمرض، وهناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر إصابة الشخص بتليف الرئة، منها:

• التعرّض المزمن لبعض المواد السامة أو الكيماوية، مثل الفحم، أو السيليكا، أو الأسبست، أو المبيدات الحشرية، لذلك يكون المزارعون، والعاملون في المصانع والمناجم أكثر عرُضة للإصابة بتليف الرئة.
• التدخين.
• أدوية العلاج الكيماوي، وبعض أدوية القلب، مثل: أميودارون، وأدوية أخرى.
• الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو الذئبة، أو متلازمة شوغرن وغيرها.
• الخضوع للعلاجات الإشعاعية في السرطان.
• التقدّم في العمر، حيث تليف الرئة شائع أكثر بين عمر 50-70 سنة.

هل يمكن علاج تليف الرئة؟

للأسف لا يوجد علاج لتليف الرئة، إلا أنه يوجد خيارات تبطئ تطوّر المرض، وتُساعد على تخفيف الأعراض على المُصاب حتى يتمكّن من عيش حياته طبيعية قدر الإمكان، ومنها الأدوية لتسهيل التنفس، ومنع تجلّطات الدم في الرئة، والأكسجين عند وجود نقص، إلى جانب التمارين التنفسية وإعادة تأهيل الرئة، ولكن للأسف في الحالات المتقدمة من تليف الرئة لا يوجد خيار أمام المُصاب سوى عمل زراعة للرئة.