يُطلَق على هرمون الحليب اسم هرمون البرولاكتين (Prolactin)، وسمّي بذلك لدوره الرّئيسي في إنتاج الحليب عند الثدييات، إلى جانب دوره في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، والتي سنتطرّق إليها في المقال، وهو موجود لدى النساء بنسبةٍ أكبر مما هي عليه عند الرّجال، لكن أولاً من أين يُفرَز هرمون الحليب؟
المحتويات
من أين يُفرَز هرمون الحليب؟
يتمّ إفراز هرمون الحليب بشكلٍ أساسي في الجزء الأمامي من الغدة النخامية (Anterior pituitary gland)، ومن أماكن أخرى من الجسم بشكلٍ ثانوي؛ هي الرّحم، ونوعٍ محدد من الخلايا المناعية، والدّماغ، والبروستاتا، والثديين، والجلد، والأنسجة الدهنية.
كيف يتمّ التحكّم بإفراز هرمون الحليب؟
يتحكّم في إنتاج هرمون الحليب عن طريق هرمونين رئيسيين هما: الدوبامين (Dopamine) والإستروجين (Estrogen)، حيث تُرسِل هذه الهرمونات رسالة إلى الغدة النخامية تشير الحاجة إلى البدء في إفراز هرمون الحليب أو إيقاف ذلك، إذ يمنع هرمون الدوبامين إنتاج هرمون الحليب، بينما يزيد هرمون الإستروجين إفراز هرمون الحليب.
ما أهمية هرمون الحليب؟
تكمن أهمية هرمون الحليب في زيادة حجم الثديين وتكوين الحليب فيهما أثناء الحمل وبعد الولادة، لذلك عادةً ما يكون هرمون الحليب مرتفعًا عند الحوامل والأمهات الجدد، بينما سيكون مستواه منخفضًا عند النساء غير الحوامل والرجال.
إقرأ أيضا:هل الزنك يزيد هرمون التستوستيرون؟ماذا يحدث عند ارتفاع مستوى هرمون الحليب؟
يُطلَق على حالة وجود ارتفاع مستوى هرمون الحليب في الدم بفرط برولاكتين الدم (Hyperprolactinaemia)، والتي يكون سببها الأكثر شيوعًا هو الحمل، أو تناول الأدوية التي تقلل الدوبامين في الجسم، أو تراجع نشاط الغدة الدرقية، وأورام الغدة النخامية الحميدة (Prolactinoma)، بحيث يُرافِق هذه الحالة مجموعة من الأعراض، هي:
- الإنتاج غير المرغوب فيه للحليب.
- اضطرابات الدورة الشهرية.
- الأعراض النّاجمة عن نقص هرمون الإستروجين عند النساء أو نقص هرمون التستوستيرون عند الرجال.
إذ يمكن علاج معظم حالات الورم البرولاكتيني باستخدام الأدوية التي تحاكي تأثير الدوبامين، مثل كابيرجولين (Cabergoline).
ماذا يحدث عند انخفاض مستوى هرمون الحليب؟
يُشار إلى حالة انخفاض هرمون الحليب في الدم بأنها حالة نادرة جدًا وقد تحدث عند الأشخاص الذين يعانون من تراجع نشاط الغدة النّخامية، أو لعدّة أسبابٍ أخرى، والتي تؤدي بدورها إلى عدم إنتاج الحليب بكميةٍ كافية بعد الولادة، ولا يُرافِق هذه الحالة أيّة مشاكل، بالرّغم من أنّ الأدلة الأولية تشير إلى تراجعٍ في مناعة الجسم وتكرار الإصابة بالالتهابات، ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى انخفاض مستوى هرمون الحليب، هي:
- استخدام حبوب منع الحمل: إذ إنّ حبوب منع الحمل التي تحتوي على الإستروجين يؤثر في هرمون الحليب بالدم، ويقلّله.
- الخضوع لعمليات جراحية في الثدي: بالأخصّ العمليات التي تُجرَى بالقرب من الهالة أو الحلمة أو التي تضررت فيها الأعصاب المسؤولة عن إفراز هرمون الحليب.
- الاكتئاب: يكون مستوى هرمون الحليب أقلّ عند الأمهات المُصابات بالاكتئاب.
- الاستخدام المبكّر للهاية: فاستخدام الأمهات المرضعات اللهاية خلال الأسابيع الأولى من الرّضاعة الطّبيعية يقلل تحفيز الثدي ويُقلل هرمون الحليب في الدم.
- استخدام الكريمات المخدّرة على حلمات الثدي: فهذه الكريمات تؤثر في الأعصاب وتخدّرها، مما يمنع إرسال الإشارات إلى الدماغ وإفراز هرمون الحليب.
- تغيّرات الوزن: فزيادة الوزن أو نقصانه بصورةٍ ملحوظة يخلّ بمستوى هرمون الحليب.
- التدخين: قد يؤدي التدخين إلى انخفاض مستوى هرمون الحليب.
المستويات الطّبيعية لهرمون الحليب
يقيّم الطبيب ما إذا كانت نتائج تحليل هرمون الحليب طبيعية بناءً على العديد من العوامل، بما في ذلك الصّحة العامّة، ولا بدّ التنويه إلى إمكانية اختلاف قيم هرمون الحليب قليلاً من مختبرٍ لآخر، وتتمثّل النتائج الطبيعية عادةً كما يلي:
إقرأ أيضا:الغدة الكظرية- النساء غير الحوامل: أقلّ من 25 نانوجرام / مليلتر.
- النساء الحوامل: 34 – 386 نانوجرام / مليلتر.
- الرجال: أقلّ من 15 نانوجرام / مليلتر.