تُعالج حالات السل (Tuberculosis) باستخدام المُضادات الحيوية لعدة أشهر في المنزل، إلا أن هناك عدداً قليلاً من الفئات التي تستوجب دخول المستشفى للحصول على العلاج، ويعتمد نوع المُضادات الحيوية المستخدمة وجرعتها ومدة استخدامها على عدة عوامل، منها نوع السل (خامل أو نشط)، وصحة المُصاب، وما إن كانت البكتيريا المسببة للسل مقاومة للأدوية.
المحتويات
علاج السل
يُعالج السل لمدة 6 أشهر باستخدام 4 أنواع خاصة من المُضادات الحيوية عبر الفم، وهي: الآيزونيازيد (Isoniazid)، والريفامبيسين (Rifampicin)، وبيرازيناميد (Pyrazinamide)، وإيثامبيوتول (Ethambutol)، حيث يتم إعطاء المُضادات الأربعة معاً لمدة شهرين، ثم إكمال الريفامبسين والآيزونيازايد للأشهر الأربعة المتبقية، وتشدد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC على أهمية الالتزام بأخذ المُضادات الحيوية في موعدها وبكامل المدة الموصى بها وحسب تعليمات الطبيب، إذ أن الفشل في الالتزام بها يسبب عودة أعراض العدوى مرة أخرى في وقت قصير، كما أنه يتيح الفرصة للبكتيريا التي لم يتم القضاء عليها بالكامل في مقاومة المُضادات الحيوية المُستخدمة، مما يستدعي الحاجة إلى استخدام أنواع أقوى وأغلى ثمناً، ولفترات زمنية أطول.
قد تختلف مدة العلاج والجرعة المُستخدمة تبعاً لعدة عوامل، أهمها الحالة الصحية للمُصاب، وما هي الأدوية الأخرى التي يستخدمها.
قد يصف الطبيب أدوية الكورتيزون لعدة أسابيع إلى جانب المُضادات الحيوية في حال أثّر السل على الدماغ أو القلب.
إقرأ أيضا:كيف يتم تشخيص النكاف؟علاج السل الخامل
يعني السل الخامل (Latent TB) وجود بكتيريا السل داخل الجسم لكن دون وجود أي نشاط لها، مما يعني عدم وجود أعراض، وقد لا تحتاج جميع حالات السل الخامل العلاج، إلا أنه نظراً لقدرة المرض على العودة مرة أخرى لدى بعض الفئات، فإنه يفضّل علاج الحالة لمنع حدوث المضاعفات لاحقاً، وقد تتشابه الخطة العلاجية مع تلك المذكورة سابقاً، إلا أنها تكون لفترة أقصر وبجرعات أقل، وقد يتضمن علاج السل الخامل جرعة يومية من دواء الآيزونيازيد لمدة 6-9 أشهر، أو جرعة أسبوعية من دوائي الآيزونيازيد والريفابنتين (Rifapentine) لمدة 3 أشهر.
لا يكون السل مُعدياً في هذه الحالة!
علاج السل المُقاوم للبكتيريا
قد يفشل علاج السل باستخدام المُضادات الحيوية السابق ذكرها (خاصةً الآيزونيازيد والريفامبيسين) في حالة تسمى السل المقاوم للأدوية، وغالباً ما يحدث هذا عند عدم الالتزام بأخذ المضادات الحيوية، ويكون علاج السل المُقاوم للأدوية أصعب مع مدة زمنية أطول، تستمر لمدة 30-20 شهراً، وقد تتضمن الأدوية المستخدمة علاجه كل مما يلي:
- مضادات حيوية فموية من نوع فلوروكينولون (Fluoroquinolone).
- حقن مُضادات حيوية مثل الأميكاسين (Amikacin) أو الستربتومايسين (Streptomycin).
- دواء حديث يسمى بيداكويلين (Bedaquiline).
الآثار الجانبية لعلاج السل
لا تسبب علاجات السل آثار جانبية خطرة لدى المعظم، إلا أنها قد تسبب تضرر الكبد وأعضاء أخرى من الجسم، لذا من المهم مراجعة الطبيب فوراً حال المعاناة من أي مما يلي:
إقرأ أيضا:الحصبة عند الاطفال- اصفرار لون الجلد وبياض العيون.
- بول داكن اللون يشبه القهوة.
- فقدان الشهية.
- الغثيان المستمر والتقيؤ.
- ألم البطن أو انتفاخه بشكل غير طبيعي.
- حمى تستمر ل3 أيام أو أكثر.
- كثرة التعرّض لكدمات دون سبب واضح لذلك.
- تغيّرات وتشوّش الرؤية.
- تنمّل أو فقدان الشعور بأطراف اليدين والقدمين.
يسبب دواء الريفامبيسين تحوّل لون البول أو العرق أو اللعاب إلى اللون البرتقالي، وهذا أمر طبيعي غير مقلق يختفي بعد الانتهاء من تناول المُضاد الحيوي.
تؤثر علاجات السل في فعالية حبوب منع الحمل؛ لذا يجب استشارة الطبيب لمعرفة ما يجب فعله.
تعليمات عند استخدام علاجات السل
تساعد التعليمات التالية المقدّمة من جمعية الرئة الكندية (Canadian Lung Association) في نجاح علاجات السل والوقاية من الآثار الجانبية المتعلّقة باستخدامها:
- تأكد من الالتزام بجميع التعليمات المُعطاة لك حول كيفية ومدة استخدام علاجات السل، واستمر على أخذها للفترة الموصى بها حتى وإن تحسّنت الأعراض لديك.
- تناول علاجات السل في نفس الموعد كل يوم، وبإمكانك الاستعانة بالمنبه أو بأفراد العائلة لمساعدتك على التذكّر، واسأل الطبيب عما عليك فعله في حال نسيت أي جرعة.
- تجنّب استخدام مسكن الألم الباراسيتامول المعروف بالبنادول والكحول أثناء فترة العلاج، لما لذلك من آثار ضارة على الكبد.
- أخبر الطبيب بالآثار الجانبية التي تعاني منها والاستفسار ما إن كانت خطرة أم لا.
- أخبر الطبيب بجميع الأدوية التي تتناولها لمعرفة ما إن كانت مؤثرة في فعالية علاجات السل.
- أخبري طبيبك في حال الحمل أو الرغبة في الحمل.
نصائح لمنع انتشار السل
يستمر السل (النشط) مُعدياً للآخرين بعد مرور 3-2 أسبوع من استخدام المُضادات الحيوية، لذا من الواجب العمل بالنصائح التالية لمنع انتشاره إلى الآخرين:
إقرأ أيضا:التهاب الحلق الفيروسي- الحجر المنزلي إلى الوقت الذي يوصي به الطبيب.
- النوم بعيداً عن الآخرين.
- ارتداء الكمامة عند الذهاب إلى الطبيب لإجراء فحوصات المتابعة، مع الحرص على الابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وصغار السن، وكبار السن.
- تغطية الفم بالمنديل عند الكحة أو العطاس أو الضحك، مع وضع المناديل بعد استخدامها في كيس بلاستيكي مغلق بإحكام.
- تهوية الغرفة عبر فتح النوافذ قدر الإمكان.
قد تحتاج بعض الحالات البقاء في غرف العزل في المستشفيات للوقاية من انتشار العدوى إلى الآخرين.
ماذا يحدث إن لم يتم علاج السل؟
قد ينتشر مرض السل في جميع أنحاء الجسم إذا تُرك دون علاج مسبباً مخاطر صحية تهدد استمرارية الحياة، بما في ذلك مشاكل القلب والأوعية الدموية، وحتى تعفّن الدم الذي يعد أحد أخطر أنواع العدوى.