هرمون النمو

هرمون النمو (Human growth hormone) أو سوماتوتروبين (Somatotropin) هو من الهرمونات التي تلعب دورًا مهمًا في نمو جسم الإنسان وتطورُّه، إذ يتمّ إفراز هذا الهرمون من الغدّة النخامية الموجودة في الجزء السّفلي الأوسط من الدّماغ.

ما هو هرمون النمو؟

يتحكّم هرمون النمو بنمو جسم الإنسان، فيساعد على التطوّر الطبيعي لدى الأطفال، بحيث يُعزز نمو العظام منذ الولادة وحتى البلوغ لاكتساب الطول المناسب، بالإضافة إلى دوره في زيادة كتلة العضلات والتّقليل من الدّهون في الجسم، كما أنّه ينظّم عملية الأيض لدى الأطفال والبالغين؛ من خلال التّحكّم في معدل إنتاج الجسم للطاقة من الغذاء وتصنيع المواد الأخرى التي يحتاجها الجسم كالبروتينات والسّكريات، ولا بدّ من الحفاظ على مستوى هرمون النمو في الجسم ضمن النطاق الطبيعي، فقد يؤدي ارتفاع أو انخفاض مستوياته إلى حدوث العديد من المشكلات الصّحيّة.

آلية إفراز هرمون النمو

يتمّ إفراز هرمون النمو استجابةً لهرمونين منظّمين يتمّ إفرازهما من غدّة تحت المهاد الموجودة في الدماغ وإطلاقهما عبر الأوعية الدّموية المحيطة بالغدّة النخامية، وهما:

• الهرمون المطلق لهرمون النمو (Growth Hormone-Releasing Hormone) والمعروف أيضًا باسم السوماتوكرينين (Somatocrinin)، إذ يُحفّز الغدة النخامية لإفراز هرمون النمو.
• الهرمون المثبِّط لهرمون النمو (Growth Hormone-Inhibiting Hormone) والمعروف أيضًا باسم السوماتوستاتين (Somatostatin) الذي يمنع إفراز هرمون النمو.

متى يتمّ إفراز هرمون النمو في الجسم؟

يزداد إفراز هرمون النمو في مرحلة الطفولة ويصل إلى أعلى مستوياته خلال فترة البلوغ، ولا يتمّ إفرازه بصورةٍ متواصلة بل على فتراتٍ متقطّعة خلال اليوم، إذ يزداد إفرازه عند النوم، والتعرُّض للإجهاد، وبعد ممارسة التّمارين الرياضية، بينما يقلّ إفرازه مع التقدّم في العمر، أو في حالات الحمل، أو في حال تنبُّه الدّماغ لوجود مستويات مرتفعة من هرمون النمو أو عامل النمو الشبيه بالإنسولين-1 في الدم.

القيم الطّبيعية لهرمون النمو في الجسم

تبلغ القيم الطّبيعية لمستوى هرمون النمو ما يلي:

• الذكور البالغون: 0.4 – 10 نانوجرام / مليلتر.
• الإناث البالغات: 1- 14 نانوجرام / مليلتر.
• الأطفال: 10 – 50 نانوجرام / مليلتر.

اضطرابات هرمون النمو

تشمل اضطرابات هرمون النمو حالتي ارتفاع وانخفاض هذا الهرمون في الجسم، وفي ما يلي توضيحٌ لكلّ منهما:

ارتفاع مستوى هرمون النمو

تتضمن اضطرابات ارتفاع مستوى هرمون النمو ما يلي:

• ضخامة الأطراف: زيادة حجم العظام في منطقة الأطراف وتضخّم اليدين والقدمين بصورةٍ ملحوظة لدى البالغين وعادةً ما تكون نتيجة وجود ورمٍ في الغدة النخامية.
• العملقة: ارتفاع هرمون النمو بصورةٍ كبيرة خلال مرحلة الطفولة، سيتسبب في نمو العظام الطّويلة بصورةٍ مفرطة مما يُسبب استطالة الذراعين والساقين ونمو الجسم بصورةٍ غير طبيعية، كما قد تؤدي هذه الحالة إلى عدم تطوّر الأعضاء التناسلية بالكامل، بالتالي تأخر البلوغ.

انخفاض مستوى هرمون النمو

يعدّ انخفاض هرمون النمو أكثر شيوعًا لدى الأطفال مقارنةً بالبالغين، وتتطلّب هذه الحالة العلاج السّريع، فإهمالها يؤدي إلى تأخّر البلوغ وقصر القامة، وقد يحدث الانخفاض نتيجة واحدة من هذه الأسباب:

• طفرات جينية.
• التعرّض لإصابةٍ في الغدة النخامية أو في الدماغ.
• حدوث ورم أو تلف الغدّة النخامية بعد إجراء عمليةٍ جراحية في الدماغ أو بعد العلاج الإشعاعي للسرطان.

أعراض اضطرابات هرمون النمو

تختلف أعراض نقص هرمون النمو في الجسم عند الأطفال عن البالغين، ويمكن توضيح ذلك من خلال النّقاط التالية:

أعراض نقص هرمون النمو لدى الأطفال

ومن أبرزها ما يلي:

• تأخر البلوغ.
• قصر القامة.
• ضعف نمو الشعر.
• تأخر نمو الأسنان الدّائمة.
• زيادة في دهون منطقة البطن.

أعراض نقص هرمون النمو لدى البالغين

ومن أبرزها ما يلي:

• انخفاض كتلة العضلات وكثافة العظام.
• القلق والاكتئاب.
• ارتفاع مستوى الدهون في الجسم وبالأخصّ حول الخصر.
• ضعف الذاكرة.
• التّعب والإجهاد.

ما هي فحوصات هرمون النمو؟

تحليل هرمون النمو والذي يستخدم لتقييم وظيفة الغدة النخاميَّة والكشف عن نقص أو ارتفاع هرمون النمو، فعادةً ما يتمّ التحقق من مستوى هرمون النمو بإجراء التحاليل والاختبارات التي تقيس المواد الأخرى مثل الهرمونات والبروتينات المرتبطة بإنتاج هرمون النمو.

ما هو هرمون النمو الصناعي؟

هو الدواء المُستخدَم في علاج حالات انخفاض مستوى هرمون النمو في الجسم، ويتوافر على شكل حقن تُعطَى بشكل يومي أو عدّة مرات في الأسبوع بحسب ما يقرره الطبيب اعتمادًا على نسبة الانخفاض لدى المريض.

ما هي حالات العلاج بهرمون النمو الصناعي؟

تمّت الموافقة على استخدام العلاج بهرمون النمو الصّناعي من قبل مؤسسة الغذاء والدواء (FDA) لحالات محددة لدى الأطفال والبالغين وضمن إشراف الطبيب، من أبرزها:

الأطفال المصابين بالحالات التالية:

• متلازمة تيرنر: وهو اضطراب جيني يؤثر على نمو وتطور الإناث.
• قصر القامة مجهول السبب.
• متلازمة برادر ويلي: وهو اضطراب وراثي غير شائع يتسبب في ضعف العضلات وانخفاض مستويات الهرمونات الجنسية والشعور المستمرّ بالجوع.
• الفشل الكلوي المزمن.

البالغين المصابين بالحالات التالية:

• نقص هرمون النمو.
• ضمور العضلات المرتبط بفيروس الإيدز.
• متلازمة الأمعاء القصيرة.

الآثار الجانبية لهرمون النمو الصناعي

يُعاني ثلث الأشخاص الذين يتعالجون بهرمون النمو الصناعي من مجموعة الآثار الجانبية التالية:

• احتباس السوائل، مما يؤدي إلى تورم في الذراعين والساقين.
• آلام المفاصل والعضلات.
• الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي.
• ارتفاع مستويات السكر في الدم.
• ارتفاع مستويات الكوليسترول.

هل يمكن استخدام هرمون النمو لبناء العضلات عند الرياضيين؟

لا. يستخدم بعض الأشخاص هرمون النمو الصّناعي مع المنشطات البنائية في محاولة لبناء العضلات وتحسين الأداء الرياضي، دون وجود نقص فعلي لديهم في مستوى هرمون النمو ولا يعتبر هذا الاستخدام صحيحًا نظرًا لتسبب هذا الدواء بمجموعةٍ من المضاعفات الجانبية الخطيرة، وبالرّغم من أنّ هذا الدواء قد يزيد فعليًا من الكتلة العضلية في الجسم، لكنه لا يؤثر في قوّة العضلات ولا يحسّن من أداء اللاعب.