اثبتت أحدث الدراسات العلمية حول فيروس HMPV وهو فيروس تنفسي ينتمي إلى عائلة الفيروسات التاجية (Pneumoviridae) والذي تم اكتشافه لأول مرة في عام 2001، ان هذا الفيروس التهابات في الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، ويمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل السعال، احتقان الأنف، الحمى، وصعوبة في التنفس. بينما يكون فيروس HMPV في العادة غير خطير بالنسبة لمعظم الأشخاص الأصحاء، إلا أن النساء الحوامل قد يواجهن خطرًا أكبر من هذه العدوى بسبب التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في أجسامهن أثناء الحمل.
في هذا المقال فى موقعنا سلمتم، سنتناول كيفية تأثير فيروس HMPV على الحوامل ، وهل يشكل خطرًا عليهن، بالإضافة إلى استراتيجيات الوقاية الممكنة من فيروس HMPV.
المحتويات
هل فيروس HMPV خطير على الحوامل وكيف يمكن الوقاية منه؟
وفقًا لدراسة أجريت بين عامي 2011 و2014 في نيبال، تم اكتشاف فيروس HMPV في 55 من 3,693 امرأة حامل (16.4 حالة لكل 1,000 سنة شخص). من بين هؤلاء، أصيبت 25 امرأة بالفيروس أثناء الحمل. هذه الدراسة أظهرت أن النساء الحوامل اللاتي أصبن بفيروس HMPV كن أكثر عرضة للولادة لأطفال صغيرين الحجم بالنسبة لعمر الحمل مقارنة بالنساء اللواتي أصبن بفيروسات تنفسية أخرى مثل الفيروس المسبب للزكام (rhinovirus) أو الفيروس التنفسي المخلوي (RSV).
إقرأ أيضا:أعراض الدرن عند الأطفالتسجل الدراسة أنه على الرغم من أن الفيروس لا يعد من الفيروسات الأكثر شيوعًا بين الحوامل مقارنة ببعض الفيروسات الأخرى، إلا أن تأثيره على الحمل قد يكون ضارًا، خاصة في المناطق النامية حيث تكون الرعاية الصحية محدودة. إن تدابير التدخل التي تهدف إلى تقليل الإصابات بهذا الفيروس لدى النساء الحوامل قد تساهم في تقليل خطر حدوث مضاعفات في الحمل مثل ولادة أطفال ذوي وزن منخفض.
بناءً على هذه الدراسة، يُعتبر فيروس HMPV من الفيروسات التي يمكن أن تشكل خطرًا على صحة الحمل وتؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها، ولذلك يوصى باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من الإصابة به، مثل الوقاية من العدوى، والحفاظ على النظافة الشخصية، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة أو عن الاشخاص و النساء المصابين بأعراض تنفسية لفيرس HMPV أثناء الحمل والولادة. 1.
تأثير فيروس HMPV على الحوامل
اليك الان اعراض فيروس HMPV على الحامل تتمثل فى النقاط التالية:
1. ضعف الجهاز المناعي أثناء الحمل
أثناء الحمل، يواجه جهاز المناعة لدى المرأة بعض التغييرات التي قد تجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. وبسبب هذه التغيرات، قد تجد المرأة الحامل صعوبة في محاربة بعض الفيروسات التي قد تكون بسيطة في الظروف العادية. وعلى الرغم من أن فيروس HMPV لا يُصنف من بين الفيروسات التي تسبب مضاعفات خطيرة في معظم الحالات، إلا أن الحوامل قد يتعرضن لخطر أكبر من غيرهن بسبب التغيرات الجسدية التي تطرأ على جهاز التنفس والجهاز المناعي.
إقرأ أيضا:الدرن الرئوي : كيف تحدث الإصابة ؟2. مضاعفات محتملة للأم والجنين
عادةً ما تكون أعراض HMPV خفيفة، مثل السعال، والاحتقان الأنفي، والتعب العام. ومع ذلك، في حالات نادرة، قد يتسبب الفيروس في مضاعفات خطيرة مثل التهاب الشعب الهوائية، التهاب الرئتين (الالتهاب الرئوي)، أو ضيق التنفس. بالنسبة للحوامل، يمكن أن تؤدي هذه المضاعفات إلى مشاكل صحية أكبر، بما في ذلك نقص الأوكسجين، وهو أمر حيوي لكل من الأم والجنين.
تأثير فيروس HMPV على الجنين
من الناحية العامة، لا يوجد دليل قاطع يشير إلى أن فيروس HMPV يؤثر بشكل مباشر على الجنين. ومع ذلك، قد تزيد المضاعفات التنفسية الشديدة الناتجة عن الإصابة بالفيروس من خطر بعض المشاكل مثل الولادة المبكرة أو قلة إمدادات الأوكسجين للجنين في الحالات الشديدة. لذلك، يجب على الحوامل مراقبة الأعراض بشكل دقيق وطلب الرعاية الطبية فورًا في حالة ظهور أي أعراض خطيرة.
وتعد الوقاية من فيروس HMPV عند الأطفال وكبار السن دورًا مهمًا في تقليل انتشاره بين الفئات الأكثر عرضة للخطر، بما في ذلك الحوامل. يمكن تحقيق ذلك من خلال الحفاظ على النظافة الشخصية، تجنب الأماكن المزدحمة، وتعزيز المناعة بتناول الأطعمة الصحية والمشروبات الداعمة للجهاز المناعي. ومن بين هذه المشروبات التي تساعد فى الوقاية من فيروس HMPV التي يُنصح بها، نجد مشروبات الأعشاب مثل الزنجبيل والبابونج، والعصائر الغنية بفيتامين C مثل عصير البرتقال، والتي تساعد في تقوية المناعة وتقليل خطر الإصابة بالفيروس.
إقرأ أيضا:كم مدة علاج التهاب السحايا؟الوقاية من فيروس HMPV أثناء الحمل
للوقاية من هذا الفيروس يمكن للحوامل اتباع الإرشادات والنصائح للتعامل مع HMPV، وهي كالتالي:
1. الحفاظ على النظافة الشخصية
أحد أهم الطرق للوقاية من فيروس HMPV هو تطبيق ممارسات النظافة الجيدة. ويشمل ذلك:
- غسل اليدين بشكل منتظم باستخدام الماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.
- تجنب لمس الوجه، خاصة العينين، الأنف، والفم، لأن الفيروس يمكن أن ينتقل عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة.
- استخدام معقم اليدين إذا لم يتوفر الماء والصابون.
2. تجنب الاتصال المباشر مع المصابين
فيروس HMPV ينتقل عن طريق الرذاذ التنفسي عندما يعطس أو يسعل شخص مصاب، لذلك يجب على الحوامل تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين بأعراض تنفسية. يُفضل البقاء في المنزل أو في بيئة مغلقة عند وجود حالات مرضية في محيطهن.
3. استخدام الأقنعة الواقية
إذا كانت الحامل مضطرة للتواجد في أماكن مزدحمة أو بالقرب من الأشخاص المصابين بأعراض تنفسية، يجب عليها ارتداء الكمامة لتقليل احتمالية انتقال الفيروس.
4. تقوية الجهاز المناعي
من المهم أن تعمل الحامل على تقوية جهازها المناعي للحماية من الإصابة بالفيروسات. يمكن ذلك من خلال تناول نظام غذائي متوازن يشمل الفواكه والخضروات التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية لدعم الجهاز المناعي. كما يُنصح بالحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة.
5. تجنب الأماكن المزدحمة
بما أن فيروس HMPV ينتشر بشكل كبير في الأماكن المزدحمة، مثل المدارس والمراكز التجارية، يجب على الحوامل تجنب هذه الأماكن، خاصة أثناء فترات الذروة التي يكثر فيها انتشار الفيروس.
العلاج في حال الإصابة بفيروس HMPV للحوامل
لا يوجد علاج مخصص لفيروس HMPV في الوقت الحالي. ولكن في حال الإصابة بالفيروس، يتم التركيز على العناية الداعمة لتخفيف الأعراض. العلاج يتضمن:
- الراحة التامة وشرب كميات كافية من السوائل.
- تناول مسكنات الألم مثل الباراسيتامول لتخفيف الحمى أو الألم.
- استخدام أدوية مزيلة للاحتقان لتخفيف انسداد الأنف.
- في الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر دخول المستشفى لتوفير الأوكسجين أو العلاج المكثف.
متى يجب على الحامل زيارة الطبيب؟
إذا شعرت الحامل بأي من أعراض الفيرس على الجهاز التنفسي أو أي اعراض اخري، يجب عليها استشارة الطبيب فورًا:
- صعوبة في التنفس أو ضيق في التنفس.
- ارتفاع مستمر في درجة الحرارة لا ينخفض.
- أي علامات على الولادة المبكرة.
- ضعف أو انخفاض في نشاط الجنين.
فى النهاية، بينما يعتبر فيروس HMPV عادةً مرضًا خفيفًا في معظم الأشخاص، إلا أن الحوامل قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات بسبب التغيرات الفسيولوجية التي تحدث خلال الحمل. لذلك، يجب على النساء الحوامل اتباع تدابير الوقاية المناسبة للحفاظ على صحتهن وصحة جنينهن. في حال الإصابة بالفيروس، يجب عليهن مراقبة الأعراض عن كثب وطلب الرعاية الطبية في الوقت المناسب لتجنب أي مضاعفات.
أسئلة شائعة حول فيروس HMPV وتأثيره على الحوامل
كيف يمكن أن يؤثر فيروس HMPV على الجنين؟
أظهرت الدراسات أن النساء الحوامل المصابات بفيروس HMPV قد يكنّ أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من نقص في الوزن بالنسبة لعمر الحمل. بينما لا يوجد دليل واضح على انتقال الفيروس إلى الجنين، فإن المضاعفات التي تصيب الأم قد تؤثر على نمو الجنين.
كيف يمكن الوقاية من فيروس HMPV أثناء الحمل؟
يمكن الوقاية عن طريق غسل اليدين بانتظام، تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين، ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، وتعزيز الجهاز المناعي من خلال التغذية السليمة والراحة.
هل يمكن للحامل تناول الأدوية لعلاج أعراض فيروس HMPV؟
نعم، يمكن للحامل تناول بعض الأدوية التي تُصرح بها الأطباء لتخفيف الأعراض مثل مسكنات الألم أو مزيلات الاحتقان، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء لضمان سلامتها وسلامة الجنين.
هل يمكن أن يؤثر فيروس HMPV على صحة الحمل؟
يمكن أن يؤثر فيروس HMPV على صحة الحمل إذا أدى إلى مضاعفات تنفسية شديدة لدى الأم. هذه المضاعفات قد تزيد من خطر ولادة أطفال أقل وزناً بالنسبة لعمر الحمل أو مضاعفات أخرى.
المصدر:- https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC5547777/[↩]