يعتمد علاج الالتهاب الرئوي على المسبب (سواء بكتيري أو فيروسي أو غيره)، ومدى شدة الأعراض وعوامل غيرها متعلقة بالمُصاب نفسه، وفي الظروف المثالية يجب أن ينتظر الطبيب نتائج الفحوصات لمعرفة مسبب الالتهاب الرئوي واتخاذ العلاج بناء عليه، لكن نظراً لخطورة الالتهاب الرئوي البكتيري، فإنه يُلجأ عادةً إلى استخدام المُضادات الحيوية أولاً إلى حين ظهور نتائج الفحوصات، وبعدها يوصي الطبيب بالعلاجات المختلفة تبعاً للمسبب.
المحتويات
علاج الالتهاب الرئوي
تتطلب معظم حالات الالتهاب الرئوي العلاج المنزلي باستخدام المُضادات الحيوية (إن كان بكتيرياً) إلى جانب الراحة وإجراء تدابير لتخفيف الأعراض المُصاحبة للحالة، إلا أن الحالات الشديدة تتطلب العلاج في المستشفى لضمان الحصول على الرعاية الطبية المُثلى.
في حال عدم قدرة الفحوصات على التفريق بين التهاب الرئة البكتيري أو الفيروسي، فإنه يُعالج بالمُضادات الحيوية لضمان عدم تطور الحالة سوءاً.
علاج الالتهاب الرئوي في المنزل
يصف الطبيب المُضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرئوي في أسرع وقت بعد تشخيصه، وغالباً ما يوصف الأموكسيسللين (مثل أموكلان أو أوجمنتين) لما له من فعالية كبيرة في القضاء على مجموعة واسعة من البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي، ولمدة 5-7 أيام (أكثر أو أقل حسب نوع المُضاد الحيوي وشدة الحالة)، ولكن تجب مراجعة الطبيب في حال عدم تحسن الحالة أو ازديادها سوءاً بعد يومين أو 3 من استخدام المُضادات الحيوية، ليقوم الطبيب بعدها بوصف نوع آخر أكثر قوة أو لفترة أطول، وتجدر الإشارة إلى أهمية إكمال العلاج بالمُضادات الحيوية بالكامل حتى وإن بدأت الأعراض بالتحسن، إذ أن الفشل في ذلك يسبب زيادة مُقاومة وشراسة البكتيريا المتبقية في الجسم، مما يعني تفاقم الالتهاب الرئوي سوءاً.
إقرأ أيضا:بكتيريا المكورات العقدية : أهم المعلوماتوإلى جانب استخدام المُضادات الحيوية، فإنه يوصى بأخذ قسط كافي من الراحة واتباع بعض النصائح المُساعدة في تخفيف أعراض الالتهاب الرئوي، وتسريع التعافي، ومنها:
- استخدام مسكنات الألم، مثل الآيبوبروفين أو الباراسيتامول (البنادول) لخفض الحمى، وتخفيف الآلام.
- شرب ما يكفي من الماء أو أي نوع من السوائل تفادياً للجفاف الذي يزيد من الالتهاب الرئوي سوءاً.
- الغرغرة بالماء والملح لتخفيف ألم الحلق.
- شرب المشروبات الدافئة، أو أخذ حمام دافئ لتنظيف وفتح المجرى التنفسي، وتخفيف ضيق التنفس، كما يمكن الاستعانة بمرطب هواء بارد في الغرفة.
- تجنب التدخين أو التواجد بالقرب من المدخنين أو مدفئة الحطب، فالملوثات تزيد من الأعراض سوءاً.
- تجنب استخدام أدوية الكحة، إذ أن الكحة هي طريقة الجسم للتخلص من العدوى بأسرع وقت، لكن إذا كانت شديدة، فيجب سؤال الطبيب عما يمكن فعله لتخفيفها.
- تجنب أنواع الأطعمة التي تزيد من الالتهاب داخل الجسم، مثل الأطعمة السكرية، أو الألبان، أو الكحول، كما يمكن الاستعانة بالمكملات الغذائية المعززة للمناعة (بعد استشارة الطبيب)، مثل الثوم، أو الزنجبيل، أو الكركم، أو فيتامين ج.
لا توصف المُضادات الحيوية في حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي لعدم فعاليتها، وإنما يُكتفى فقط بالتدابير المنزلية السابق ذكرها، لكن قد يصف الأطباء مُضادات الفيروسات أيضاً في حال كان الشخص معرّض لخطر الإصابة بالمُضاعفات.
إقرأ أيضا:علاج الحمى الشوكيةتتحسن معظم أعراض الالتهاب الرئوي بعد يوم أو يومين من استخدام المُضادات الحيوية، إلا أن الأمر قد يتطلب وقت أطول بقليل في حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي، ويجدر الذكر أن الكحة والتعب العام قد يستمر لعدة أسابيع، إلا أنه من الواجب مراجعة الطبيب في حال تفاقم شدة الأعراض بدلاً من تحسّنها!
علاج الالتهاب الرئوي في المستشفى
تستدعي بعض الحالات العلاج في المستشفى لما قد يكون الالتهاب الرئوي خطر جداً على صحتهم، وتتضمن:
- الأطفال تحت عمر السنتين.
- كبار السن الذي يزيد عمرهم عن 65 عاماً.
- الأشخاص الذي يعانون من أمراض مزمنة في القلب، أو الرئة، أو الكلى أو السكري.
- الأشخاص الذي يعانون من ضعف المناعة نتيجة الإصابة بالإيدز، أو الأمراض المناعية، أو العلاج بالكيماوي.
- الأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة.
- فشل المُضادات الحيوية المستخدمة في المنزل في تخفيف الحالة والأعراض.
يُعطى مُصاب الالتهاب الرئوي في المستشفى نوعين على الأقل من المُضادات الحيوية إلى جانب السوائل عبر الوريد، كما يتم مراقبة مستوى الأكسجين في الجسم لما قد تسببه الحالة من إضعاف قدرة الرئة على إيصال الأكسجين لأنحاء الجسم، وقد يُعطى المريض الأكسجين في حال انخفاضه، ولكن في حالات قليلة، يوضع المريض على التنفس الاصطناعي في حال انخفاض مستويات الأكسجين جداً، وبعد استقرار الحالة، يكمل المُصاب المضادات الحيوية عبر الفم في المنزل.
إقرأ أيضا:أعراض التهاب اللوزتين الفيروسييُصاب البعض بالالتهاب الرئوي بعد المكوث في المستشفى نتيجة الأمراض الأخرى، وفي هذه الحالة تكون البكتيريا المسببة قوية وشرسة جداً، مما يعني الحاجة إلى استخدام أنواع قوية من المُضادات الحيوية لمكافحتها.
الآثار الجانبية المتوقعة
قد تتضمن الآثار الجانبية المحتملة عند استخدام المضادات الحيوية الآتي:
- ألم البطن.
- الغثيان والتقيؤ.
- الإسهال.
- فقدان الشهية.
- لون طيني للبراز.
يجب مراجعة الطوارئ في حال كانت الأعراض الجانبية شديدة، أو حال ظهور رد فعل تحسسي بعد استخدام المُضاد الحيوي.
نصائح لمنع انتشار الالتهاب الرئوي
ينقل الشخص المُصاب عدوى الالتهاب الرئوي إلى حين مرور يومين على الأقل من استخدام المُضادات الحيوية، وطوال فترة المُعاناة من الحمى، لذا يجب أخذ الحيطة والحذر أثناء هذه الفترة من خلال اتباع التعليمات التالية:
- البقاء في المنزل وتجنب الذهاب إلى العمل أو المدرسة إلى حين التعافي من جميع الأعراض، خاصةً الحمى والبلغم.
- العطاس أو الكحة على منديل ورقي، ومن ثم التخلص من المنديل فوراً وغسل اليدين جيداً.
- غسل اليدين باستمرار، خاصة قبل لمس الطعام أو الشراب أو مقابض الأبواب، وبعد لمس الأنف أو الفم.
- الامتناع عن مشاركة أكواب الشرب أو أواني الطعام أو أي مقتنيات شخصية أخرى مع الآخرين.
ماذا يحدث إن لم يتم علاج الالتهاب الرئوي؟
قد يكون الالتهاب الرئوي خطيراً جداً على الصحة في حال تُرك دون علاج، فقد يسبب تعفّن الدم وتضرر الأعضاء، أو مشاكل تنفسية تستدعي الحاجة للتنفس الاصطناعي، أو تراكم السوائل والخراجات بين أنسجة الرئة، الأمر الذي يؤثر في قدرة الرئة على القيام بعملها.