يُعد سرطان الفرج (Vulvar cancer) أحد أنواع السرطانات النادرة جداً وعادةً ما يُصيب النساء في منطقة الفرج التي تغطي الأعضاء التناسلية الخارجية، وفي هذا المقال سنتحدث عن أهم المعلومات التي تخصّ سرطان الفرج.
المحتويات
سرطان الفرج
يؤثر سرطان الفرج في منطقة الجلد والأنسجة الدهنية الواقعة بين الفخديين العلويين عند النساء، ويمتد الفرج من منطقة الشرج إلى حوالي 2.5 سنتيمترات تحت منطقة خط شعر العانة، وغالباً ما يصيب سرطان الفرج الطيّات حول المهبل أو كما تعرف بالشفرتين، ولا يعتبر سرطان الفرج من السرطانات الشائعة كما ذكرنا سابقاً ولكنه من أخطر أنواع السرطانات التي من الممكن أن تصيب المرأة في حال حدوثه، إذ إنّه يؤثر في العادة على الأداء الجنسي؛ ممّا يجعل ممارسة العلاقة الجنسية مؤلمة جداً وصعبة عند النساء المصابات بهذا المرض، ولحسن الحظ فإنّه في حالات الكشف المبكر عن سرطان الفرج فإنّ فرص التعافي تكون كبيرة جداً.
الفرج هو الاسم الآخر لأحد الأعضاء التناسلية الخارجية، والتي تتضمن: الشفرات الداخلية والخارجية، والبظر، وفتحة المهبل، والغدد المهبلية الموجودة في منطقة العِجان الواقعة بين الفرج والشرج.
أنواع سرطان الفرج
ينقسم سرطان الفرج إلى أقسام مختلفة بناءً على شكل ومنشأ الخلايا، ومن هذه الأنواع نذكر ما يلي:
إقرأ أيضا:اعراض سرطان الامعاء والمستقيم- سرطان الخلايا الحرشفية: (Squamous cell carcinoma)، والذي ينشأ في خلايا الجلد، ويشكّل حوالي 90% من حالات سرطان الفرج.
- الورم الميلانيني: (Melanoma)، والذي ينشأ في الخلايا الصبغية العميقة من الجلد، ويمثل حوالي 5% من أنواع سرطان الفرج، ومن الجدير بالذكر أنّ الورم الميلانيني في الفرج لا علاقة له بالتعرض لأشعة الشمس.
- السرطانة الغدّية: (Adenocarcinoma)، والذي ينشأ عادةً في غدد تُعرف بغدد بارثولين (Bartholin’s glands)، وهي الجزء المسؤول عن تزويد الخلايا التناسلية بالترطيب، ويمثل هذا النوع من سرطان الفرج أقل من 1% من الحالات.
- ورم الساركوما: (Sarcoma)، يُعد أحد أنواع سرطان الفرج النادرة جداً، حيثُ إنّه ينشأ من الخلايا الداعمة لمنطقة الفرج.
- سرطان الغدد الليمفاوية: (Lymphoma)، والذي يُعد أيضاً أحد أنواع سرطانات الفرج النادرة جداً، وعادةً ما يتطوّر من الخلايا المناعية.
- سرطان الخلايا القاعدية: (Basal carcinoma)، والذي يُعد أحد أنواع سرطانات الجلد النادر جداً حدوثها في منطقة الفرج.
علامات وأعراض سرطان الفرج
تختلف الأعراض والعلامات الناتجة عن سرطان الفرج باختلاف نوع سرطان الفرج، وعادةً لا تظهر هذه الأعراض بشكلٍ مباشر، ولكن يُعتبر وجود كتلة أو قرحة والذي قد يكون مصحوبًا بحكة، أو تهيج، أو نزيف في منطقة الفرج من أول الأعراض ظهوراً في حالة الإصابة بسرطان الفرج، وتتضمن الأعراض الأخرى الأكثر شيوعاً ما يلي:
إقرأ أيضا:ما هو سرطان عظم القص؟- ألم أثناء ممارسة العلاقة الزوجية.
- وجود نزيف في منطقة الفرج.
- الشعور بألم أو حرقة في منطقة الفرج.
- تغير في لون منطقة الفرج إلى اللون الغامق خاصّةً في حالات الورم الميلانيني.
- ألم أثناء البول.
- الشعور بحكة مستمرة في المنطقة.
- المُعاناة من الخشونة والحساسية في منطقة الفرج.
- ظهور زوائد جلدية أشبه بالثالول في منطقة الفرج.
- ظهور تقرحات في منطقة الفرج.
- زيادة سُمك الجلد.
أسباب سرطان الفرج
لم يستطع الأطباء إلى الآن التوصل إلى السبب الرئيسي وراء الإصابة بسرطان الفرج، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفرج، ومنها ما يأتي:
- التقدم في العمر، تحديداً النساء اللاتي تجاوزن 50 عاماً.
- الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري.
- الحزاز المتصلب (Lichen sclerosus)، وهي حالة مرضية تتسبّب بحدوث حكة شديدة في جلد المنطقة، وتزيد بصورةٍ ضئيلة احتمالية الإصابة بسرطان الفرج.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالورم الميلانيني، ووحمة خلل التنسّج (Dysplastic nevi).
- خلل التنسج الفرجي (Vulvar intraepithelial neoplasia)، وتحدث هذه الحالة نتيجة نمو خلايا غير طبيعية على الطبقة السطحية للجلد في منطقة الفرج، وعادةً ما تكون هذه الخلايا سرطانية، مما يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الفرج، على الرغم من أن معظم الحالات لا تتطور إلى السرطان.
- الإصابة بأي نوع من أنواع السرطانات التناسلية الأخرى.
- التدخين.
- النساء اللواتي تعرضن لعملية زراعة الأعضاء، أو اللاتي تعانين من فيروس نقص المناعة البشريَّة.
تشخيص سرطان الفرج
لتشخيص الإصابة بسرطان الفرج يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات التالية:
إقرأ أيضا:مرض هودجكين : أهم المعلومات- التاريخ المرضي: سيقوم الطبيب بتوجيه أسئلة للمرأة تتعلق بتاريخها المرضي وعاداتها المتبعة في روتين حياتها، كما سيقوم بالاستفسار حول الأعراض التي تشكو منها المرأة.
- فحص منطقة الحوض السريري: يتم من خلاله الاطلاع على التغيرات الحاصلة في منطقة الفرج، وكذلك المهبل، والمبيضين، والمثانة، والمستقيم.
- المنظار المهبلي: يتم من خلال هذا الفحص استخدام أداة تُعرف بمنظار المهبل تتيح للطبيب المعالج النظر إلى داخل المهبل، والفرج، وعنق الرحم، وذلك للكشف عن حدوث أي تغيرات.
- الخزعة: بحيثُ يتمّ أخذ جزء صغير من الخلايا التي لوحظ حدوث تغيرات فيها، وذلك لمعرفة نوع الخلايا المتكونة ما إن كانت سرطانية أم غير ذلك.
- الصور التشخيصية: قد يطلب الطبيب إجراء بعض الصور التشخيصية لمساعدته على الكشف عن وجود سرطان ومدى انتشاره، ومن الأمثلة على الفحوصات التشخيصية ما يلي:
- الأشعة السينية.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
علاج سرطان الفرج
يعتمد علاج سرطان الفرج على عدة عوامل منها: نوع السرطان، ومرحلة تطوره، وموقعه، بالإضافة إلى الصحة العامة للمريضة وتفضيلاتها بشأن طرق العلاج، ومن أشهر الطرق المتبعة في علاج سرطان الفرج ما يلي:
- الجراحة: تعتبر الجراحة العلاج الرئيسي المتبع في حال ثبوت الإصابة بسرطان الفرج، وتنطوي على التخلّص من الخلايا السرطانية والغدد الليمفاوية السرطانية الموجودة في المنطقة.
- العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي: يتمثّل العلاج الإشعاعي باستخدام الأشعة العلاجية بهدف تدمير الخلايا السرطانية، كما يُمكن استخدام العلاج الكيميائي والمُتمثّل بالعلاجات الدوائية للتخلص من الخلايا السرطانية، ومن الممكن أيضاً استخدام العلاج الإشعاعي والكيميائي معاً، ويتم اللجوء للعلاج الكيميائي والإشعاعي بدلاً من العلاج بالجراحة في كثير من الحالات؛ خاصة في حالات الانتشار الواسع لسرطان الفرج في المنطقة، مع وجود صعوبة في إجراء الجراحة.
- العلاج المناعي: ينطوي العلاج المناعي على تحفيز الجهاز المناعي لمحاربة الخلايا السرطانية، وتجدر الإشارة إلى أنّ الخلايا السرطانية عادةً ما تُنتج بروتينات تساعدها على الاختباء من خلايا الجهاز المناعي، وبالتالي يعمل العلاج المناعي على تسهيل الكشف عن الخلايا السرطانيّة والقضاء عليها.
- العلاج الموجّه: وهو عبارة عن علاج دوائي يقوم مبدأ عمله على استهداف خواص محدّدة في الخلايا السرطانية، مما يُساهم في القضاء عليها.
إذا أقرّ الطبيب بأنّ الجراحة هي الخيار الأفضل لعلاج سرطان الفرج، فإنّه سيناقش المرأة بشأن جميع الأمور المتعلقة بالجراحة، ومن الجدير ذكره أنّ الشكل والمعالم الخارجية لمنطقة الفرج سوف تتغير، وسيصبح شكل الفرج أقل جاذبية، وسوف يتغير بشكلٍ كبير جداً، وهذا الأمر بالتأكيد مزعج بالنسبة للمرأة، بما يستلزم الإلمام جيداً بكل ما يتعلق بالجراحة والحصول على الدعم الكافي.
الوقاية من سرطان الفرج
يمكن تقليل فرصة الإصابة بسرطان الفرج من خلال اتباع بعض النصائح، وإجراء بعض التغيرات على نمط الحياة اليومي، ونذكر من هذه النصائح ما يلي:
- تجنب الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، من خلال تجنب العلاقات الجنسية غير الشرعية، واستخدام العازل الذكري أثناء ممارسة الزوجية في حال إصابة أحد الزوجين بهذا الفيروس، وأخذ المطاعيم التي تمنع الإصابة بهذا الفيروس.
- التوقف عن التدخين.
- الفحص الدوري والمستمر لمنطقة الحوض، ومراجعة الطبيب فوراً في حالة ظهور تغيرات في منطقة الفرج.