سرطان البنكرياس : أهم المعلومات

يُعد البنكرياس أحد أعضاء الجسم الموجودة داخل البطن مباشرةً خلف المعدة، حيث يساعد في عمليات الهضم، وتؤدي الإصابة بسرطان البنكرياس (Pancreatic cancer) إلى التأثير في قدرته على أداء وظائفه، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن سرطان البنكرياس بشكل مفصل.

سرطان البنكرياس

يحدث سرطان البنكرياس نتيجة فقدان السيطرة على نمو خلايا البنكرياس، فيتطور نمو غير طبيعي لكتلة من الأنسجة في البنكرياس؛ وقد تكون هذه الكتلة حميدة أو سرطانية خبيثة.

أسباب سرطان البنكرياس

يحدث سرطان البنكرياس نتيجة تلف في الحمض النووي في إحدى خلايا البنكرياس، ومن ثم تنمو الخلية السرطانية وتنقسم بسرعة نتيجةً لفقدان الجسم القدرة على السيطرة عليه، ومن ثم يتطور ويظهر الورم، والذي قد ينتشر عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي في حال عدم اكتشافه مبكرًا وعلاجه، ومن الجدير ذكره بأنَّه حتى الآن لم يتم تحديد سببًا معيناً لكيفية حدوث التلف في الحمض النووي الخاص بالخلايا، حيث تتنوع الطفرات أو التغيرات الجينية التي تحدث في حالات سرطان البنكرياس بين المصابين.

عوامل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس

تتعدد عوامل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس والتي قد تتشابه مع السرطانات الأخرى، ومن أبرز هذه العوامل الآتي:

• العوامل الوراثية.
• التقدم بالعمر.
• الإصابة بمرض السكري.
• التدخين.
• السمنة.
• الأشخاص الأمريكيين من أصول أفريقية.
• الجنس الذكوري.
• الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن.
• اتباع نظام غذائي عالي الدهون.
• انخفاض مستوى بعض العناصر الغذائية في الجسم؛ كالسيلينيوم.
• التعرض للمواد الكيميائية.

أعراض سرطان البنكرياس

نذكر من أبرز أعراض الإصابة بسرطان البنكرياس ما يأتي:

• الشعور بألم في البطن يمتد إلى الظهر.
• ألم في الجزء العلوي من البطن والظهر، والذي قد يزداد سوءًا عند تناول الطعام أو الاستلقاء، وتقل شدته عند الانحناء إلى الأمام.
• فقدان الشهية أو فقدان الوزن غير معروف السبب.
• اصفرار البشرة وبياض العينين.
• بول داكن اللون.
• براز فاتح اللون.
• حكة في الجلد.
• إصابة حديثة بمرض السكري.
• الإصابة بمرض سكري غير المسيطر عليه.
• جلطات الدم.
• التعب والإعياء.
• ارتفاع في درجة الحرارة.
• الشعور بالحرارة أو الرعشة.
• الشعور بالمرض.
• الإسهال أو الإمساك، أو أي تغيرات أخرى في البراز.
• ظهور أحد أعراض عسر الهضم؛ مثل: الشعور بالانتفاخ.

من الجدير ذكره أنَّ أعراض الإصابة بسرطان البنكرياس تظهر عادةَ نتيجة تقدم مراحل تطور السرطان، وقد تتشابه أعراض سرطان البنكرياس مع حالات طبية أخرى، لذلك تجدر مراجعة الطبيب عند ظهور أحد الأعراض لتشخيص الحالة.

أنواع سرطان البنكرياس

بالرغم من وجود أنواع عديدة لسرطان البنكرياس إلا أنَّه يمكن تقسيمها لنوعين رئيسيين اعتمادًا على مدى تأثيرها في الغدد الصماء أو الغدد غير الصماء، وذلك على النحو التالي:

• سرطان البنكرياس خارجي الإفراز: (Exocrine pancreatic cancer)، والذي يحدث في الغدد المسؤولة عن إفراز الإنزيمات للأمعاء والتي تساعد على هضم الدهون، والبروتينات، والكربوهيدرات، ومن الجدير ذكره بأنَّ البنكرياس يتكون معظمه من غدد غير صماء.
• سرطان البنكرياس في الغدد الصماء: (Endocrine pancreatic cancer)، والذي يؤثر في مجموعة من الغدد الصغيرة والتي يطلق عليها أيضًا بجزر لانجرهانز (Islets of langerhans)؛ المسؤولة عن إفراز هرموني الإنسولين والجلوكاجون في الدم مباشرة للسيطرة على مستويات سكر الدم، لذلك عند حدوث مشاكل في هذه الغدد قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.

تشخيص سرطان البنكرياس

يتم تشخيص سرطان البنكرياس من قبل طبيب مختص بذلك، والذي قد يلجأ للقيام بعدة إجراءات للتأكد من الإصابة بسرطان البنكرياس، ومن خلال الآتي سيتم توضيح أبرز الطرق لتشخيص سرطان البنكرياس:

• التاريخ المرضي والفحص البدني: فعادةً سيقوم الطبيب بتوجيه الأسئلة للمريض لتحديد الأعراض وعوامل الخطر المحتملة، بالإضافة إلى إجراء الفحص البدني وذلك للكشف عن أي علامات أو مشاكل صحية قد تشير إلى احتمالية الإصابة بسرطان البنكرياس.
• تحاليل الدم: بهدف الكشف عن الصحة العامة للمريض؛ بما فيها فحوصات الدم التي تكشف عن مدى كفاءة عمل الكبد والكلى.
• اختبارات التصوير: والتي تهدف إلى تأكيد تشخيص الإصابة بسرطان البنكرياس، ومن أهمها الآتي:
• التصوير بالموجات فوق الصوتية.
• التصوير بالرنين المغناطيسي.
• التصوير المقطعي المحوسب.
• التصوير المقطعي البوزيتروني، الذي يتم عن طريق حقن كمية قليلة من المادة المشعة ومراقبة مسارها.
• تصوير القنوات الصفراوية البنكرياسية.
• تصوير الأوعية الدموية من خلال حقن كمية صغيرة من صبغة التباين في الشريان لتحديد الأوعية الدموية، ومن ثم يتم أخذ الصور باستخدام الأشعة السينية.
• اختبار عينات الأنسجة: إما من خلال خزعة بالإبرة (Fine-needle aspiration)، أو التنظير الخارجي (Laparoscopy)، أو التنظير الداخلي (Endoscopy).

لماذا يواجه الأطباء صعوبة في تشخيص سرطان البنكرياس؟

قد يواجه الأطباء صعوبة عند تشخيص سرطان البنكرياس لعدة أسباب، ومن أهمها الآتي:

• عدم قدرة الأطباء على رؤية الورم أو الإحساس بوجوده أثناء الفحص البدني للمريض، نظراً لأنَّ البنكرياس يقع بعمق البطن.
• عدم وضوح أعراض الإصابة بسرطان البنكرياس خلال المراحل المبكرة للمرض، إذ تظهر بصورة واضحة عند تتطور المرض.
• عدم وجود اختبار محدد لسرطان البنكرياس، فعادةً ما يلجأ الأطباء للقيام بعدة فحوصات لتشخيص السرطان.
• ظهور أعراض عامة جدًا خلال المراحل المبكرة من الإصابة بسرطان البنكرياس.

مراحل سرطان البنكرياس

تقسم مراحل الإصابة بسرطان البنكرياس لأربع مراحل مفصلة، وهي كالآتي:

• المرحلة 1: يقتصر وجود السرطان في البنكرياس فقط.
• المرحلة 2: قد ينتشر السرطان إلى القناة الصفراوية والأجزاء الأخرى، ولكنه لا ينتشر إلى الغدد الليمفاوية.
• المرحلة 3: ينتشر السرطان للغدد الليمفاوية، ولكن وجوده يقتصر على المنطقة المحيطة بالبنكرياس.
• المرحلة 4: ينتشر السرطان إلى أعضاء وأجزاء الجسم الأخرى.

علاج سرطان البنكرياس

يعتمد العلاج الذي سيتم استخدامه على نوع سرطان البنكرياس، وحجمه، ومكان وجوده، ومرحلته، وقد تتضمن الخطة العلاجية الآتي:

• الجراحة: يتم إجراء الجراحة عادةً عند اكتشافه مبكرًا، أو بهدف السيطرة على بعض الأعراض في حال لم يتمكن الأطباء من إزالة الورم.
• العلاج الكيماوي: يتم استخدامه لقتل الخلايا السرطانية.
• العلاج الإشعاعي: يتم استخدام أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية.
• العلاج التلطيفي: يتم من خلاله السيطرة على أعراض المرض كمشاكل الأكل، وفقدان الوزن، والتعب، والألم؛ وذلك من خلال صرف الأدوية المسكنة والمضادة للغثيان، وغيرها من الأدوية.

الوقاية من سرطان البنكرياس

كما ذكر سابقًا بأنَّه من غير معروف سبب الإصابة بسرطان البنكرياس، إلا أنَّه يمكن تقليل فرص الإصابة به عند اتباع الآتي:

• الإقلاع عن التدخين، أو أي منتجات تحتوي على التبغ.
• المحافظة على وزن صحي؛ وذلك باتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية.
• الإقلاع عن شرب الكحول، أو أي منتجات تحتوي عليه.
• أخذ التدبير اللازمة لتجنب الإصابة بمرض السكري، والحفاظ على مستويات السكر ضمن معدلاتها المقبولة عند الإصابة بهذا المرض.
• استخدام تدابير السلامة العامة في حال التعرّض للمواد السامة.