المحتويات
تمدد الأوعية الدموية في الدماغ: ما هو؟
تمدد الأوعية الدموية في الدماغ (Brain aneurysm) أو ما يُعرف بأم الدم الدماغية هو حالةٌ تحدث بسبب ضعف منطقة معينة من جدار الشريان،الأمر الذي يُؤدي إلى تمددها وانتفاخها إلى الخارج وكأنها بالون صغير، وقد يحدث تسريب أو تمزّق في هذه المنطقة في بعض الحالات، مما يُسبب النزيف في الدماغ، وبالتالي الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية (Hemorrhagic stroke).
أنواع تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
يُمكن تصنيف أم الدم الدماغية إلى عدة أنواع على النحو الآتي:
- تمدد الأوعية الدموية الكيسي (Saccular aneurysm):
يُعد أكثر أنواع تمدد الأوعية الدموية في الدماغ شيوعًا، ويكون شكل المنطقة المتمددة من الوعاء الدموي شكل القبة، أو حبة التوت المتدلية من الغصن، وعادةً ما يُصيب هذا النوع الشرايين الموجودة في قاعدة الدماغ.
- تمدد الأوعية الدموية المغزلي (Fusiform aneurysm):
يسبب هذا النوع من تمدد الأوعية الدموية انتفاخًا يشمل جميع جوانب جدار الشريان.
- تمدد الأوعية الدموية الفطري (Mycotic aneurysm):
يحدث هذا النوع عند الإصابة بالعدوى، وذلك عندما تُضعف جدار أحد الشرايين الموجودة في الدماغ، مما يُؤدي إلى انتفاخه وتمدده.
إقرأ أيضا:اعراض حموضة الدمأعراض تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
لا تُسبب أم الدم الدماغية ظهور أي أعراض إذا لم ينفجر أو يتمزق الوعاء الدموي المصاب بالتمدد في العادة، خاصةً في حال كانت صغيرة الحجم، وغالبًا ما تظهر الأعراض عند تمزق التمدد، أو إذا كان حجمه كبيرًا وضغط على الأنسجة والأعصاب الموجودة في الدماغ، ويُمكن توضيح هذه الأعراض على النحو الآتي:
أعراض تمدد الأوعية الدموية المتمزق
تظهر الأعراض الآتية عند انفجار أو تمزق المنطقة المصاب بالتمدد من الوعاء الدموي:
- الإصابة بالصداع الشديد والمفاجئ، وعادةً ما يصفه المصاب بأنّه أسوأ صداعٍ أصيب به على الإطلاق.
- الغثيان والتقيؤ.
- تصلب الرقبة.
- الحساسية تجاه الضوء.
- نوبات تشنجية.
- تدلي الجفن.
- توسع حدقة العين.
- الارتباك الذهني.
- الضعف والخدران.
- فقدان الوعي.
يُمكن أن يُسبب تمدد الأوعية الدموية في الدماغ تسرب كمية قليلة من الدم، وقد يُعاني المصاب في هذه الحالة من الصداع الشديد والمفاجئ لمدة تتراوح بين عدة أيام وحتى أسبوعين، كما غالبًا ما يتبع التسرب حدوث تمزق أو انفجار أكثر خطورة في الوعاء الدموي المصاب بعد فترة.
أعراض تمدد الأوعية الدموية غير المتمزق
يُمكن أن يضغط تمدد الأوعية الدموية في الدماغ على الأنسجة والأعصاب إذا كان حجمه كبيرًا،ونتيجةً لذلك قد تظهر الأعراض الآتية:
إقرأ أيضا:هبوط الدورة الدموية- الإصابة بالصداع.
- حدوث تغيرات في الرؤية.
- الشعور بتنميلٍ وخدران في الرأس أو الوجه.
- اتساع حدقة العين.
- الشعور بألمٍ فوق وخلف منطقة العين.
- الإصابة بنوبات تشنجية.
أسباب تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
تحدث هذه الحالة بسبب حدوث تغيرات في جدران الشرايين الموجودة في الدماغ، والتي تجعل الجدران رقيقة وضعيفة، ولا يزال سبب حدوث هذه التغيرات غير واضحٍ بعد، ولكن يُعتقد أنّ بعض العوامل قد تزيد من خطر الإصابة بتمدد الأوعية الدموية في الدماغ، مثل:
- التقدم في العمر:
تبيّن أنّ هذه الحالة تكون أكثر شيوعًا لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30- 60 عامًا.
- الجنس:
تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
- التاريخ العائلي:
إنّ فرص إصابة الشخص بتمدد الأوعية الدموية تكون أكبر إذا كان أحد أفراد عائلته يُعاني من هذه الحالة.
- ارتفاع ضغط الدم:
يُمكن أن يزيد من الضغط على جدران شرايين الدماغ، خاصةً عند إهمال علاجه.
- التدخين:
حيث يرفع ضغط الدم، كما قد يُسبب تلف جدران الأوعية الدموية.
إقرأ أيضا:حموضة الدم عند الأطفال- تعاطي الكحول والمخدرات:
فهي قد ترفع ضغط الدم، كما قد تُؤدي إلى التهاب الشرايين.
- التعرض لإصابة في الرأس:
قد تُسبب تلف الأوعية الدموية في الدماغ في بعض الحالات النادرة إذا كانت الإصابة شديدة.
- بعض الأمراض الوراثية:
منها متلازمة مارفان (Marfan syndrome) ومتلازمة إهلرس-دانلوس (Ehlers-Danlos syndrome)، حيث تُسبب هذه الحالة تلف الشرايين أو تُؤثر على بنيتها، وهذا يزيد من فرص الإصابة بأم الدم الدماغية.
- عوامل أخرى:
وهذا يشمل الإصابة بالعدوى في شرايين الدماغ، أو وجود عيب خَلقي فيها.
تشخيص تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
يعتمد الطبيب على عدد من الفحوصات لتشخيص هذه الحالة، مثل:
- التصوير المقطعي (CT scan):
يستخدم هذا الفحص الأشعة السينية، ويُساعد في الكشف عن النزيف في الدماغ، وقد يقوم الطبيب بحقن المصاب بصبغة خاصة أثناء إجرائه، فهذا سيُساهم في الحصول على صور أكثر وضوحًا للشرايين، وبالتالي قد يتمكّن الطبيب من الكشف عن تمدد الأوعية الدموية في الدماغ.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):
يُمكن أن يُساعد هذا الفحص في الكشف عن أم الدم الدماغية إذا كان حجمها أكبر من 3- 5 ملم.
- تصوير الأوعية الدموية الدماغية (Cerebral angiogram):
يُعد أفضل طريقة للكشف عن التمدد في الدماغ، حيث يُظهر هذا الفحص المناطق الضعيفة في الأوعية الدماغية، ويتضمن إدخال أنبوب قسطرة عبر الأوعية الموجودة في الرقبة حتى يصل إلى الدماغ، ثم سيحقن الطبيب الأوعية بصبغة خاصة، وبعدها سيتم تصوير المصاب بالأشعة السينية.
- فحص السائل النخاعي (Cerebrospinal fluid test): يطلب الطبيب هذا الفحص إذا شكّ بتمزق المنطقة المصابة بالتمدد، حيث سيسحب عينة من السائل النخاع الشوكي، ليتم فحصها والكشف عن وجود النزيف.
علاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
يُحدد الطبيب العلاج المناسب لهذه الحالة اعتمادًا عدد من العوامل، مثل: عمر المصاب، وحالته الصحية، وحجم وموقع الوعاء الدموي المصاب بالتمدد، ولكن بشكلٍ عام يُمكن أن يلجأ الطبيب إلى الطرق الآتية لعلاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ:
- المراقبة بشكلٍ دوري:
قد يكتفي الطبيب بهذا الخيار إذا كان حجم أم الدم الدماغية صغيرًا، ولم تُسبب أي مشاكل أو أعراض.
- إجراء عملية جراحية:
يلجأ إليها الطبيب إذا كان موقع التمدد مناسبًا، وخلال العملية يقوم الطبيب بإصلاح أو قطع تدفق الدم إلى الوعاء المصاب بالتمدد، وهذا سيمنع نمو أم الدم الدماغية، أو انفجارها، أو الإصابة بها مرة أخرى، وسيُحدد الطبيب نوع العملية اعتمادًا على حالة المصاب.
- استخدام الأدوية:
قد يصف الطبيب أدوية مضادة للتشنج لمنع حدوث النوبات التي قد تحدث عند تمزق التمدد في الأوعية الدموية في الدماغ.
- تعديل نمط الحياة:
فهذا قد يُساهم في السيطرة على أم الدم الدماغية أو منع انفجارها، لذا قد يُوصي الطبيب بالإقلاع عن التدخين، واتباع حمية غذائية صحية ومتوازنة، بالإضافة إلى ممارسة الرياضية باعتدال.
مضاعفات تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
قد يُسبب تمزّق أو انفجار التمدد في الأوعية الدموية الدماغية الإصابة بمضاعفاتٍ خطيرة، مثل:
- حدوث النزيف مرة أخرى، وهذا قد يُسبب المزيد من الضرر لخلايا الدماغ.
- تضيُّق الأوعية الدموية في الدماغ، مما قد يُسبب السكتة الدماغية الإقفارية (Ischemic stroke)، مما سيُقلل من تدفق الدم لخلايا الدماغ، والذي من شأنه أن يُسبب تلفها.
- تراكم السوائل داخل الدماغ، وهذا سيضغط على الأنسجة، وبالتالي قد يُسبب تلفها.
- الإصابة بتلفٍ دائمٍ في الدماغ.
- الغيبوبة.
- الوفاة في بعض الحالات.