تليف الرئة وسرطان الرئة: الفروق الأساسية والتشخيص والعلاج

المقدمة

كثيراً ما يخلط المرضى بين تليف الرئة (Pulmonary Fibrosis) وسرطان الرئة (Lung Cancer) بسبب تشابه بعض الأعراض مثل ضيق التنفس والسعال. ومع ذلك، هذان المرضان مختلفان تماماً من حيث الأسباب، الآليات المرضية، وسُبُل العلاج. هذا المقال يقدم مقارنة شاملة لتوضيح الفروق بينهما.

1. الفرق الأساسي بين تليف الرئة وسرطان الرئة

أ. تليف الرئة (Pulmonary Fibrosis)

• التعريف: مرض مزمن يتميز بتكون نسيج ندبي (ليفي) في الرئتين، مما يؤدي إلى تصلبهما وفقدان مرونتهما.

• الطبيعة:

  • ليس ورماً خبيثاً.

  • لا ينتشر إلى أعضاء أخرى.

  • يسبب تدهوراً تدريجياً في وظائف الرئة.

• الأسباب:

  • مجهول السبب (Idiopathic Pulmonary Fibrosis – IPF) في كثير من الحالات.

  • التعرض للمواد الضارة (الأسبستوس، غبار السيليكا).

  • أمراض المناعة الذاتية (التهاب المفاصل الروماتويدي، تصلب الجلد).

  • بعض الأدوية أو العلاج الإشعاعي.

    إقرأ أيضا:مضاعفات الذبحة الصدرية: المخاطر والوقاية والعلاج

ب. سرطان الرئة (Lung Cancer)

• التعريف: نمو غير طبيعي لخلايا خبيثة في أنسجة الرئة.

• الطبيعة:

  • ورم خبيث يمكن أن ينتشر (ينقل) إلى أعضاء أخرى مثل الكبد، العظام، أو الدماغ.

  • قد يكون سريع النمو (خاصة سرطان الرئة صغير الخلايا – SCLC).

• الأسباب:

  • التدخين (السبب الرئيسي في 80-90% من الحالات).

  • التعرض للرادون أو الأسبستوس.

  • عوامل وراثية أو تاريخ عائلي.

2. أعراض المرضين: التشابه والاختلاف

3. التشخيص: كيف نفرق بينهما؟

أ. تشخيص تليف الرئة

1. التصوير المقطعي عالي الدقة (HRCT): يظهر نمط “خلية النحل” المميز للتليف.

   إقرأ أيضا:تشمع الرئتين: دليل طبي شامل

2. اختبارات وظائف الرئة (PFTs): انخفاض في سعة الرئة وقدرة انتشار الغازات.

3. خزعة الرئة: في بعض الحالات لتأكيد التشخيص.

ب. تشخيص سرطان الرئة

1. الأشعة السينية أو CT الصدر: تظهر كتلة أو عقدة رئوية.

2. خزعة (عبر التنظير القصبي أو إبرة): لتحديد نوع الورم (مثل Adenocarcinoma).

3. PET Scan: لتقييم انتشار المرض.

4. العلاج: مقارنة بين المرضين

أ. علاج تليف الرئة

• الأدوية المضادة للتليف: مثل بيرفينيدون (Pirfenidone) ونينتيدانيب (Nintedanib) لإبطاء التدهور.

• الأكسجين العلاجي: لتحسين جودة الحياة.

• إعادة التأهيل الرئوي: تمارين لتحسين التنفس.

• زراعة الرئة: في الحالات المتقدمة.

ب. علاج سرطان الرئة

• الجراحة: لإزالة الورم إذا كان موضعياً.

  إقرأ أيضا:ماهو توسع القصبات الهوائية ؟

• العلاج الكيميائي والإشعاعي: حسب نوع ومرحلة السرطان.

• العلاج المناعي أو الموجه: مثل أوسيميرتينيب (Osimertinib) لبعض الطفرات الجينية.

5. هل يمكن أن يتطور تليف الرئة إلى سرطان؟

• نعم، هناك ارتباط:

  • المرضى المصابون بتليف الرئة (خاصة IPF) لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان الرئة (حتى 10 أضعاف).

  • يُعتقد أن الالتهاب المزمن والتلف الخلوي قد يزيدان من احتمالية التحول السرطاني.

• لكن:

  • لا يتحول التليف نفسه إلى سرطان، بل يزيد من خطر الإصابة به.

6. نصائح للوقاية والكشف المبكر

• للمرضى المعرضين للتليف:

  • تجنب التدخين والتعرض للملوثات.

  • المتابعة الدورية مع طبيب الصدرية.

• للمدخنين أو المعرضين لسرطان الرئة:

  • الإقلاع الفوري عن التدخين.

  • فحص CT سنوي للكشف المبكر إذا كانوا مدخنين شرهين.

الخلاصة

تليف الرئة ليس سرطاناً، لكنه مرض خطير يحتاج إلى تشخيص دقيق وعلاج مبكر. إذا كنت تعاني من أعراض تنفسية مزمنة، استشر طبيبك لإجراء الفحوصات اللازمة.