جرثومة المعدة أو البكتيريا الحلزونية (H pylori) هي نوعٌ من البكتيريا التي تصيب المعدة، والتي قد تؤدي إلى تلف أنسجة المعدة وجزءٍ من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر)، أمّا سرطان المعدة فهو عبارة عن تراكم غير طبيعي للخلايا على شكل كتلة في أيّ جزءٍ من أجزاء المعدة، وفي المقال سنتطرّق إلى مزيدٍ من الفروقات بينهما.
الفرق بين سرطان المعدة وجرثومة المعدة
سرطان المعدة وجرثومة المعدة مرضان مختلفان في أسباب الإصابة بهما وأعراض وتشخيص والعلاج المستخدم في كلّ منهما، ويمكننا توضيح نقاط الاختلاف بين جرثومة المعدة وسرطان المعدة كما يلي:
تشترك جرثومة وسرطان المعدة في أحد المسببات وهي البكتيريا الحلزونية؛ إذ تعدّ هذه البكتيريا هي المسبب الرّئيس لمرض جرثومة المعدة، بينما هي أقوى عوامل الخطر المعروفة للإصابة بسرطان المعدة.
من حيث الأسباب
سبب الإصابة بجرثومة المعدة
تحدث الإصابة بجرثومة المعدة بإحدى الطّرق التالية:
- تناول الطعام أو شرب الماء الملوّث بها.
- ملامسة اللعاب، أو البراز لشخصٍ مُصاب.
- التقبيل أو مصافحة أشخاص لم يغسلوا أيديهم جيدًا بعد دخولهم المرحاض.
سبب الإصابة بسرطان المعدة
إنّ السبب الرئيسي للإصابة بسرطان المعدة هو حدوث طفرةٍ جينية في خلايا المعدة تؤدي إلى تكاثرٍ غير طبيعي للخلايا بسرعة، وتزيد بعض العوامل من احتمالية حدوث هذه الطّفرة، أهمّها:
إقرأ أيضا:أعراض انتشار السرطان في الجسم- التاريخ العائلي للإصابة بسرطان المعدة.
- التدخين.
- السمنة.
- الإصابة بعدوى البكتيريا الحلزونية.
- اتباع نظامٍ غذائي غير صحي، غنيّ بالأملاح وخالي من الخضار والفواكه.
من حيث الأعراض
أعراض جرثومة المعدة
تعتبر جرثومة المعدة من الأمراض المُزعِجة للمريض فهي تؤثر بشكل مباشر على رغبته في تناول الطعام، وذلك لشعوره بالأعراض التالية:
- الشعور بألم حارق في المعدة، خاصةً عندما تكون المعدة فارغة.
- الانتفاخ.
- الغثيان.
- فقدان الوزن.
أعراض سرطان المعدة
لا يشعر مريض سرطان المعدة بأيّة عَرَضٍ في المراحل الأولى للمرض، أمّا في المراحل المتقدّمة فقد يشعر بمجموعةٍ من الأعراض التي لا تكون واضحة، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- عسر الهضم.
- ألم في البطن.
- الغثيان والتقيؤ، خاصّة بعد تناول الطعام بفترةٍ قصيرة.
- الإسهال أو الإمساك.
- فقدان الشّهية.
- صعوبة البلع.
تعتبر هذه الأعراض غير واضحة، لكونها تعتبر أعراضًا مُشتركة لعدّة أمراضٍ أخرى، مثل سرطان المعدة، أو فيروس المعدة، أو قرحة المعدة.
إقرأ أيضا:الفرق بين البواسير وسرطان المستقيممن حيث التشخيص
تشخيص جرثومة المعدة
يلجأ الأطباء بعد تقييم الأعراض لدى المريض إلى إجراء فحوصاتٍ لتأكيد تشخيص الإصابة بجرثومة المعدة، ومن أهمّ هذه الفحوصات:
- تحليل الزفير باليوريا (Urea Breath Test): وهو تحليلٌ يتمّ عن طريق إعطاء المريض مشروبًا خاصًا يحتوي على مادة كيميائية تتفكك فقط في حالة وجود البكتيريا الحلزونية، وبعد إجراء الفحص يتمّ تحليل العينة للكشف عن وجود العدوى أو عدم وجودها.
- تحليل عينة من البراز: وهو تحليلٌ يتم فيه أخذ عينةٍ صغيرة من البراز بحثًا عن البكتيريا الحلزونية.
- تحليل الدم: وهو تحليلٌ يتمّ خلاله أخذ عينة من الدم بحثًا عن وجود الأجسام المضادّة للبكتيريا الحلزونية، ولا يُجرَى هذا الفحص حاليًا إلا في حالاتٍ قليلة فقد تمّ استبداله بتحليل البراز.
الأجسام المضادّة: هي البروتينات التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي لخلال مكافحته عدوى البكتيريا الحلزونية.
تشخيص سرطان المعدة
تختلف الفحوصات والتّحاليل المُستخدمَة لتشخيص الإصابة بسرطان المعدة وتحديد المرحلة التي يمرّ بها المريض تبعًا لحالته، وتشمل ما يلي:
- التنظير الداخلي باستخدام الألتراساوند: هو فحص يتمّ من خلاله تمرير أنبوبٍ رفيع يحتوي على كاميرا صغيرة عبر الحلق إلى المعدة لتصوير ما بداخلها، وتستخدم الصور التي تمّ التقاطها لتحديد مدى اختراق السرطان للمعدة وانتشاره فيها.
- الخزعة: وهي عملية أخذ عينةٍ من الأنسجة لفحصها، وفي حالة سرطان المعدة يتمّ أخذ العينة من الجزء الذي تمّ اشتباه وجود السّرطان فيه بعد إجراء التنظير الداخلي، ثم تُرسَل العينة إلى المختبر لتحليلها.
- الفحوصات التصويرية الأخرى: مثل التصوير الطبقي المحوري (CT) والتصوير بنوع خاص من الأشعّة السينية يعرف بفحص الباريوم.
من حيث العلاج
إقرأ أيضا:تغذية مرضى سرطان الكبدعلاج جرثومة المعدة
يتطلّب علاج الجرثومة الحلزونية بروتوكولًا خاصًا يحتوي على 3 أو 4 أدوية، والتي يستغرق العلاج بها من أسبوع إلى أسبوعين، ويتضمن هذا العلاج استخدام مجموعات الأدوية التالية:
- المضادات الحيوية: ويتم استخدام نوعين منهما معًا، ومن أشهر المضادات المستخدمة لهذه الغاية هما؛ أموكسيسيلين (Amoxicillin) وميترونيدازول (Metronidazole).
- أدوية الحموضة: التي تساهم بتقليل كمية الأحماض في المعدة والإحساس بها، ومن أشهرها إيزوميبرازول (Esomeprazole).
- مضادات الحموضة: التي تقلل من إنتاج أحماض المعدة، ومنها فاموتيدين (Famotidine).
- مضاد الميكروبات: مثل بسموث سبساليسيلات (Bismuth subsalicylate)؛ والذي يعزز من عمل المضادات الحيوية في قتل جرثومة المعدة.
علاج سرطان المعدة
على عكس علاج جرثومة المعدة، لا يتطلّب علاج سرطان المعدة بروتوكولًا خاصًا بل يعتمد على حالة المريض والمرحلة التي يمرّ بها؛ فيمكن أن يأخذ المريض العلاج لإبقاء السرطان تحت السيطرة لأطول فترةٍ ممكنة أو من أجل القضاء عليه، وتتضمّن علاجات سرطان المعدة الخيارات التالية:
- الجراحة.
- العلاج الكيماوي.
- العلاج الموجّه.
- العلاج المناعي.
- العلاج الإشعاعي.
من الجدير بالذكر أنّ علاج سرطان المعدة يتطلّب وجود فريق من الأطباء المختصين في علاج أمراض الجهاز الهضمي والأورام الجراحية وأنواع العلاجات السابقة.
أسئلة شائعة حول سرطان وجرثومة المعدة
هل هناك أنواع من البكتيريا المسببة لجرثومة المعدة؟
نعم. هنالك أكثر من نوع للبكتيريا الحلزونية المسببة لجرثومة المعدة، وتؤثر تلك الأنواع في المعدة بطرقٍ مختلفة، فمنها النوع غير الممرض الذي لا يسبب أيّة مشاكل للمريض وهو النوع الأكثر شيوعًا، ومنها النوع الممرض الذي يؤثر على المعدة بشكل كبير ويؤدي إلى حدوث العديد من الأمراض كقرحة المعدة وسرطان المعدة.
كيف تزيد جرثومة المعدة من احتمالية الإصابة بالسرطان؟
تؤدي الالتهابات المتكررة التي تسببها جرثومة المعدة إلى حدوث خللٍ وأخطاء في تكاثر وانقسام الخلايا؛ فتنتج الخلايا غير الطبيعية (الخلايا السّرطانية).
هل يمكن علاج سرطان المعدة بالمضادات الحيوية؟
لا. بل يمكن الوقاية من الإصابة به باستخدام المضادات الحيوية، فبناءً على التجربة السريرية التي أجريت على مجموعة من سكان مدينة شاندونغ في الصين مصابون بجرثومة المعدة، وتمّ علاجهم باستخدام المضادات الحيوية على مدار أسبوعين كاملين، وُجِد أنّ استخدام المضادات الحيوية في علاج البكتيريا الحلزونية يقلل من خطر الإصابة بسرطان المعدة، وبعد متابعة هؤلاء المرضى لفترة 15 عام، لوحظ انخفاض معدل الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 40% تقريبًا.