البروستاتا أو البروستات هو غدة لينة صغيرة، يبلغ حجمها حجم حبة الجوز، ووزنها ما يقارب 30 غراماً، وهو أحد أعضاء الجهاز التناسلي الذكري، الذي يقع أسفل المثانة مباشرة، ويتمثل دوره في إنتاج السائل المنوي، فضلًا عن العديد من الوظائف الأخرى، مثل المساهمة في إنتاج الهرمونات، وتنظيم تدفق البول، وتعد مشاكل البروستات من المشاكل الصحية الشائعة، خاصةً لدى كبار السن، ومن أشهرها: تضخم البروستات، وسرطان البروستات، فما الفرق بين هاتين المشكلتين؟
المحتويات
الفرق بين تضخم البروستات وسرطان البروستات
الفرق الرئيسي بين تضخم البروستاتا وسرطان البروستاتا هو طبيعة تكاثر الخلايا في كليهما؛ فكلاهما يؤدي إلى زيادة حجم غدة البروستات، إلا أنّ تضخُّم البروستات يكون حميدًا، لا ينشأ فيه خلايا سرطانية، أمّا نمو وتكاثر الخلايا في سرطان البروستاتا يكون سرطانيًّا، أي ومن الممكن أن ينتشر عبر الدم، أو الأوعية الليمفاوية، أو غيرها من الطرق إلى أنحاء أخرى من الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنّ سرطان البروستات يعد من السرطانات الأكثر شيوعًا، وله العديد من الأنواع، بعضها ينمو ببطء ويبقى مقتصرًا على غدّة البروستاتا، وبالتالي لا يمثل خطرًا كبيرًا، في حين أنّ بعضها الآخر قد ينتشر بسرعة كبيرة إلى باقي أنحاء الجسم، ويمكن ذكر الفروقات بشكل مختصر بين المرضين في الجدول الآتي، ومن ثم تفصيلها لاحقًا:
تضخم البروستات | سرطان البروستات | |
طبيعة الورم والقدرة على الانتشار | تضخم حميد، ولا يمكن للخلايا الانتشار إلى باقي أنحاء الجسم، كما أنّه لا يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان البروستات فيما بعد. | تضخم سرطاني، إذ يمكن للخلايا الانتشار إلى باقي أنحاء الجسم، فقد ينتشر إلى الأعضاء الأخرى الموجودة في الحوض كالمثانة، أو إلى العظام. |
الأعراض | مشاكل في التبول، مثل صعوبة التبول، وكثرة التبول، والشعور بالحاجة الملحة للتبول. | مشاكل في التبول بالإضافة إلى ألم في الظهر والورك، والشعور بالوخز والتنميل في القدمين والساقين. |
مكان الإصابة | الجزء المركزي من غدة البروستات. | قد يصيب أي جزء من البروستاتا، إلّا أنه عادة ما يؤثر في الفصوص الجانبية للغدة. |
فحوصات الدم | ارتفاع PSA، لكن غالبًا بدرجة أقل من ارتفاعه في حال الإصابة بسرطان البروستات | ارتفاع PSA، وأحيانًا ارتفاع ALP |
العلاج | يتضمن العلاج بعض التدابير أو النصائح العملية مع مراقبة المريض، وأحيانًا قد يتضمن الأدوية، أو الجراحة، ويهدف إلى التخفيف من الأعراض. | يتضمن العلاج مراقبة المريض عن قرب، أو العلاج الإشعاعي، او الجراحة. |
الفرق في الأعراض بين تضخم البروستات وسرطان البروستات
يُسبِّب كل من تضخم البروستات وسرطان البروستات الأعراض ذاتها غالبًا، فكلاهما يتسبّب بحدوث انتفاخ في البروستات وتضخمها، وهذا يؤدي إلى الضغط على الإحليل (مجرى البول) الذي يمر من خلال غدة البروستات، ممّا يُسبِّب ظهور أعراض شائعة لكليهما، فالضغط على الإحليل يزيد من صعوبة مرور البول عبره، وتجدر الإشارة إلى أنّ أعراض سرطان البروستاتا غالبًا لا تظهر في الراحل الأولى، وتبدأ بالظهور عندما ينمو السرطان لدرجة كافية للضغط على الإحليل، ويمكن توضيح الأعراض المشتركة بين كلا هذين المرضين كالآتي:
إقرأ أيضا:أعراض سرطان الرئة المتأخر- الشعور بالحاجة الملحة إلى التبول عدة مرات خلال اليوم والنهار.
- صعوبة البدء بالتبوّل أو الحاجة إلى الدفع أكثر لإخراج البول.
- تنقيط البول، أو ضعف مجرى خروج البول.
- توقف مجرى البول بين الحين والآخر.
- صعوبة إفراغ المثانة بالكامل.
- صعوبة الانتصاب أو صعوبة القذف.
- ظهور دم في البول أو في السائل المنوي.
بالإضافة إلى الأعراض سابقة الذكر قد يُسبِّب سرطان البروستات الشعور بألم في الظهر أو الوركين، نتيجة ضغط البروستات المتضخم على النخاع الشوكي، أمّا أعراض تضخّم البروستات فغالبًا ما تنحصر في مشاكل في التبوّل.
الفرق بين سرطان البروستات وتضخم البروستات في التشخيص
يمكن بيان بعض الاختلافات بين سرطان البروستات وتضخم البروستات التي يمكن أن يجدها الطبيب في الفحوصات كالآتي:
- الفرق في الفحص البدني: يُجري الطبيب فحصًا بدنيًّا للبروستاتا، وأثناء هذا الفحص قد يلاحظ أن البروستاتا تبدو وكأن بها عقيدات أو نتوءات، وهذا يحدث عادةً في حال الإصابة بسرطان البروستات.
- الفرق في اختبارات الدم: تظهر نسبة المستضد البروستاتيّ النوعيّ (بالإنجليزية: Prostate-specific antigen) واختصاراً (PSA) أعلى من الطبيعي في كل من سرطان البروستاتا وتضخم البروستاتا، ومستضد البروستاتا النوعي هو بروتين تنتجه الخلايا الطبيعية والسرطانية من غدة البروستاتا، لكن غالبًا ما تكون مستوياته أكثر ارتفاعًا في حال الإصابة بالسرطان،[٧] أما الفوسفاتاز القلوي (Alkaline phosphatase-ALP) فقد يكون مرتفعًا في سرطان البروستاتا فقط، في حال انتشار سرطان البروستات إلى العظام، والفوسفاتيز القلوي هو إنزيم يدل ارتفاع مستوياته على وجود مشاكل في الكبد أو العظام عادةً.
إقرأ أيضا:تشخيص سرطان الدم النخاعي الحاد
يوصي الطبيب بإجراء الخزعة، أي أخذ عينة صغيرة من البروستات لفحصها تحت المجهر، لتحديد طبيعية الخلايا في البروستات، والتفريق فيما إذا كانت حميدة أو سرطانية.
الفرق بين سرطان البروستات وتضخم البروستات في العلاج
يعتمد علاج السرطان على شدة السرطان، والصحة العامة للمريض، في حين أن علاج تضخم البروستات يهدف للتخفيف من الأعراض، ويمكن تفصيل العلاجات وفق التالي:
علاج تضخم البروستات
في الحقيقة لا يوجد علاج نهائي لتضخّم البروستاتا، ولكن يمكن للجراحة أو الأدوية أن تخفف من الأعراض في الكثير من الأحيان، وفي بعض الحالات قد يوصي الطبيب بمراقبة المريض مع إجراء فحوصات دورية دون إعطاء أي علاج، وذلك في حال كانت الأعراض خفيفة، لكن في حال زادت شدة الأعراض، وبدأت تؤثر في حياة المريض، قد يوصي الطبيب بالعديد من العلاجات والتي قد تتضمن أي من الآتي:
- نصائح عملية: مثل اتباع التالي:
- الحد من شرب الكافيين، والمحليات الصناعية، والمشروبات الغازية.
- الحد من شرب السوائل مساءً.
- تفريغ المثانة قبل مغادرة المنزل.
- الانتظار بضع دقائق بعد التبول، ثم محاولة التبول مرة أخرى، لإفراغ المثانة بشكل صحيح.
- إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي يتناولها المريض، فقد يوصي باستبدال بعضها أو تغيير جرعاتها، لأنّها تزيد من شدة الأعراض، كبعض الأدوية المضادة للاكتئاب، ومضادات الاحتقان.
- الإكثار من تناول الفواكه والأطعمة الغنية بالألياف.
- الحفاظ على وزن صحي.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تدليك الإحليل، وذلك لدفع أي بول متبقي في الإحليل خارج الجسم، ويكون هذا بالضغط برفق بأطراف الأصابع لأعلى خلف الجلد الموجود حول الخصيتين بعد الانتهاء من التبول، ثم تحريك الأصابع للأمام مع الاستمرار بالضغط.
- ارتداء الفوط الصحية الماصة لامتصاص أي تسرب للبول قد يحدث دون قصد.
- الأدوية: والتي تعمل على إرخاء المثانة والعضلات، ممّا يجعل التبوّل أسهل، أو تساعد على تقليص حجم البروستات، وتُستخدَم هذه عادةً في حال فشل التدابير السابقة في العلاج.
- الجراحة: يوصي بها الطبيب في حال عدم تحسن الأعراض بعد الأدوية وتغيير نمط الحياة، أو في حال كانت الأعراض شديدة.
علاج سرطان البروستات
لا تعني الإصابة بسرطان البروستاتا ضرورة العلاج الفوري للجميع، فهناك العديد من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل البدء بالعلاج، مثل: العمر، والصحة العامة للمريض وتشمل العلاجات الشائعة التي يمكن اللجوء إليها لعلاج سرطان البروستاتا ما يلي:
إقرأ أيضا:تشخيص سرطان البروستاتا- المراقبة النشطة: ويعني مراقبة السرطان عن كثب، من خلال إجراء اختبارات مستضد البروستات النوعي (PSA)، وفحص المستقيم، والخزعة، وفي هذه الحالة لن يعطي الطبيب أي علاج إلا في حال زيادة حجم السرطان، أو ظهور الأعراض.
- الجراحة: وفيها يجري استئصال البروستاتا بالكامل، وأحيانًا يقوم الطبيب أيضًا باستئصال الأنسجة المحيطة بها.
- العلاج إشعاعي: وينطوي على استخدام أشعة عالية الطاقة للتخلص من الخلايا السرطانية.