هل يوجد تأثير للسكريات على القولون؟

توجد الكثير من المهيّجات التي يمكن أن تؤثر على القولون العصبي، وتزيد من سوء أعراضه (كالنفخة، والغازات، وألم البطن، والإسهال أو الإمساك)، مثل أخذك لبعض الأدوية، أو تعرّضك للتوتر، أو تناولك لبعض الأطعمة، فما تتناوله مهم جدًا للتخفيف من أعراض القولون العصبي، وبما أن السكريات تتواجد في الكثير من الأطعمة، قد تتساءل عمّا إذا كانت تؤثر على القولون أم لا؟ هذا ما سنجيب عليه في مقالنا

هل يوجد تأثير للسكريات على القولون؟

نعم، يمكن للسكر سواءً الطبيعي أو المصنّع أن يؤثر على القولون، ولذلك لا بدّ من توخّي الحذر عند إضافة السكريات إلى النظام الغذائي للمصاب بالقولون العصبي، ولحسن الحظ، فهذا لا ينطبق على جميع أنواع السكريات.

فعندما تتناول السكريات، وتصل إلى الأمعاء الدقيقة، تُفرز هناك إنزيمات تساعد على هضمها، ثم يتمّ امتصاصها عبر جدار الأمعاء، لتصل إلى الدم، حيث يستخدمها جسمك كمصدرٍ للطاقة، ولكن في حالة القولون العصبي، فإن بعض المصابين لا يملكون ما يكفي من الإنزيمات المهمّة لهضم بعض أنواع السكريات، ممّا يؤدي لتهيّج القولون، وزيادة سوء أعراضه.

ما هي أنواع السكريات التي تؤثر على القولون العصبي؟

غالبًا ما تؤثر هذه الأنواع من السكريات على القولون العصبي:

السكروز (Sucrose)

أو سكر المائدة، وهو أكثر أنواع السكر المستخدمة في الطعام، والذي يُستخرج من قصب السكر (Sugarcane)، فهو السكر الأبيض الذي تستخدمه في وصفاتك، أو تضيفه إلى القهوة، وقد تجد السكروز أيضًا في بعض الوجبات المجمّدة أو الحلويات المغلّفة.

الفركتوز (Fructose)

يتواجد الفركتوز طبيعيًا في العديد من أنواع الفواكه، ولذلك من الأفضل أن تتجنّب الفواكه المحتوية على كميات كبيرة منه، مثل الكمثرى أو الإجاص، والعنب، والتفاح، والبطيخ، إضافةً للكوسا، والبازلاء، والهليون،كما أن العسل غنيّ أيضًا بالفركتوز.

وبدلًا من ذلك استبدلها بأطعمة أخرى تحتوي على كميات أقل من الفركتوز، مثل التوت الأزرق، والموز، والفراولة، والجزر، والأفوكادو، والخس.

اللاكتوز (Lactose)

اللاكتوز هو السكر الموجود طبيعيًا في منتجات الألبان، مثل الحليب، والجبنة، واللبن، كما أنه يتواجد في الآيس كريم، ويمكنه أن يّهيج القولون لدى العديد من المصابين بالقولون العصبي.

ماذا عن المحليات الصناعية أو بدائل السكر؟

للأسف، فأنّ معظم المحليات الصناعية قد تؤثر على القولون وتهيّجه، مثل السوربيتول (Sorbitol)، والزيليتول (Xylitol)، فقد تزيد من الإسهال وتقلّصات البطن، ويمكنك إيجاد هذه المحليات في الحلويات، أو اللبان خالي السكر.

ومع ذلك وُجد أن المحليات المصنوعة من شجرة الستيفيا السكرية (Stevia plant) قد لا تؤثر في القولون، لذلك يمكنك تجربتها بدلًا من المحليات السابقة.

إذًا هل يجب عليك تجنّب السكر تمامًا؟

لا، هذا ليس ضروريًا، فلا تؤثر السكريات على كل المصابين بالقولون العصبي بنفس الطريقة، وهذا يعني أنك قد تستطيع تحمّل تناول الأطعمة المحتوية على السكريات السابقة دون أيّ مشكلة، بينما لا يستطيع غيرك تحمّلها، ولتعرف كيف يستجيب جسمك، جرّب تناول قطعة من الحلوى، أو الفاكهة المحتوية على الفركتوز، إذا تهيّج القولون لديك، تجنّبها، وإذا لم يتهيّج يمكنك تناولها.