يُعرَّف التهاب المثانة الخلالي (Cystitis) على أنّه حالة التهاب مزمنة تصيب المثانة، وتسبب ألمًا طويل الأمد في منطقة الحوض ومشاكل في التبوّل.
المحتويات
ما هو التهاب المثانة الخلالي؟
يعدّ التهاب المثانة الخلالي حالة مَرَضية مزمنة تؤدي إلى الشّعور بالضغط والألم المتكرر في المثانة ويتراوح هذا الألم بين الخفيف إلى الشّديد، وفي بعض الأحيان قد يصل إلى منطقة الحوض، وعادًة ما يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب المثانة الخلالي من تهيّج والتهاب جدران المثانة الذي يتطوّر تدريجيًا إلى تندّب المثانة وتيبّسها.
أعراض التهاب المثانة الخلالي
تختلف حدّة الأعراض التي تُرافِق التهاب المثانة الخلالي من شخصٍ إلى آخر، ومن أبرزها ما يلي:
- ألم شديد في الحوض وأسفل البطن.
- الشّعور بالحاجة المفاجئة إلى التبوّل.
- التبوّل أكثر من المُعتاد.
- الاستيقاظ عدّة مرات أثناء الليل للتبوّل.
- الشعور بالألم والضّغط في المثانة، ويزداد هذا الألم عند امتلائها بالبول.
- عدم القدرة على حبس البول كالسابق.
- الشعور بألم أثناء الجماع.
- يزداد الألم سوءًا بعد تناول أطعمة أو مشروباتٍ معيّنة.
تظهر الأعراض وتزول وتختلف حدّتها مع مرور الوقت، وحتى إذا اختفت ستعود بعد أيام أو أسابيع أو شهور أو سنوات، كما وتزداد حدّة الأعراض عند العديد من النساء قبل فترة الحيض، بينما يزيد الإجهاد سوء الأعراض عند كلا الجنسين.
إقرأ أيضا:تضخم الكلى عند الأطفالدواعي مراجعة الطبيب
يجب مراجعة الطبيب عند الشّعور بألمٍ مستمرّ في الحوض، وتغيّر في طبيعة التبوّل.
أسباب التهاب المثانة الخلالي
لم يتم تحديد المسبب الحقيقي لالتهاب المثانة الخلالي حتى الآن، ولكن يرجّح العلماء وجود العديد من العوامل التي تساهم في حدوث التهاب المثانة الخلالي، وهي:
- اختلال النّسيج المبطّن للمثانة بصورةٍ تسمح للمواد المهيّجة الموجودة في البول باختراق المثانة.
- انتشار أحد أنواع الخلايا الالتهابية الغنيةّ بالهستامين والمواد الكيميائية الأخرى التي تسبب ظهور أعراض التهاب المثانة الخلالي.
- وجود مواد غريبة في البول تسبّب تضرّر المثانة.
- حدوث اضطراب وتغيّرٍ في الأعصاب المسؤولة عن نقل الإشارات إلى الدّماغ من المثانة، لذلك قد ينتج الألم عن أمورٍ غير مؤلمة في العادة، كامتلاء المثانة بالبول.
- مهاجمة جهاز المناعة في الجسم لأنسجة المثانة، كما يحدث في أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
- ضعف في العضلات أسفل الحوض.
- تعرّض الحبل الشوكي للضرر.
- عوامل وراثية.
- التعرّض للاعتداء الجنسي أو الجسدي أو التعنيف خلال مرحلة الطفولة.
عوامل خطر التهاب المثانة الخلالي
ترفع العوامل التالية من احتمالية الإصابة بالتهاب المثانة الخلالي:
- الجنس: تعدّ النساء أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب المثانة الخلالي مقارنةً بالرجال.
- العمر: يتمّ تشخيص معظم الأشخاص المُصابين بالتهاب المثانة الخلالي في سن الثلاثين أو أكبر.
- اضطرابات الألم المزمنة: يرتبط التهاب المثانة الخلالي مع اضطرابات تُسبّب الألم المزمن مثل؛ الألم العضلي الليفي، ومتلازمة القولون العصبي.
تشخيص التهاب المثانة الخلالي
يجري الطبيب مجموعةً من تحاليل البول والدم، أو الفحوصات التّصويرية للنظر إلى مجرى البول والإحليل، أو يأخذ عينةً من أنسجة المثانة لفحصها، واستبعاد الإصابة ببعض الأمراض، كسرطان المثانة وسرطان المسالك البولية، ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:
إقرأ أيضا:أعراض سلس البول- الفحص البدني: متمثّلاً بفحص منطقة الحوض، وتقييم الأعراض على المريض.
- تحليل عينة من البول: يتمّ فيه التحقق من وجود كريات الدم الحمراء والبيضاء، التي تشير إلى وجود عدوى بكتيرية، يتمّ علاجها بالمضادات الحيوية.
- تنظير المثانة: (Cystoscopy)؛ يتمّ وضع المريض تحت تأثير التخدير العام، بحيث يُدخِل الطبيب أنبوب رفيع مزوّد بكاميرا عبر مجرى البول، ثم يتم ضخ الماء داخل المثانة لنفخها وزيادة تمددها، وفحص الطبيب للمثانة من الدّاخل.
- أخذ عينة صغيرة من أنسجة المثانة (خزعة): لاستبعاد الحالات الأخرى المسببة للألم في هذه المنطقة.
علاج التهاب المثانة الخلالي
لا يوجد علاج حتى الآن لمرض التهاب المثانة الخلالي، وتركز العلاجات المُتاحة على التّقليل من حدّة الأعراض التي تظهر على المريض، والتي تشمل:
تغيير أسلوب الحياة
تتمثل المرحلة الأولى من العلاج بمحاولة تجنب المحفزات وتجربة تغيير عادات الحياة للمساعدة على تخفيف الأعراض، وهذه التغييرات هي:
- تغيير عادات الأكل والشرب: كشرب كمياتٍ كافية من الماء لمنع جفاف الجسم، وتناول الأطعمة التي تخفّف حدّة الأعراض، وتجنّب الأطعمة التي تُفاقِم سوء أعراض التهاب المثانة الخلالي، والتي تشمل:[١٣]
- الحمضيات.
- البندورة.
- الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ كالشوكولاتة والقهوة والشاي.
- الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم.
- المشروبات الكحولية.
- الأطعمة الحارة.
- المشروبات الغازية.
- تقليل التوتر: وذلك بالاسترخاء وممارسة تمارين التأمل والاستماع إلى الموسيقى الهادئة واستنشاق الروائح اللطيفة، إذ لا يوجد دليل على أن الإجهاد يسبب التهاب المثانة الخلالي، ولكنه يساهم الإجهاد في تفاقم حدّة الأعراض.
- ارتداء الملابس الفضفاضة، وتجنب ارتداء الأحزمة أو الملابس التي تضغط على البطن
- ممارسة التمارين الرياضية: مثل المشي أو تمارين الإطالة الخفيفة، فقد تخفّف من حدّة الأعراض وتسرّع عملية التعافي.
- الإقلاع عن التدخين: قد يساعد ذلك في تخفيف حدّة الأعراض، كما يقلّل من خطر الإصابة بسرطان المثانة.
إقرأ أيضا:اختلاف حجم الكليتين عند الأطفال
ليس بالضّرورة أن تؤثر الأطعمة والمشروبات السّابقة في جميع المُصابين بالتهاب المثانة الخلالي، إذ يمكن لكلّ شخصٍ تحديد الأطعمة التي لم تناسبه من خلال التّجربة.
تدريبات المثانة
- تدريب المثانة على حبس البول لفترة أطول، ويكون ذلك بإطالة الفترات الفاصلة بين كلّ مرة تبوّل إلى 45 دقيقة، وبعد أسبوعٍ أو أسبوعين يمكن زيادة المدة إلى 50-60 دقيقة.
- الذّهاب إلى المرحاض عند الشّعور بألمٍ في المثانة، إذ يمكن تجاهل الرّغبة في التبوّل للمرة الأولى، ولكن ذلك غير ممكن في المرة الثانية.
تدريبات التبرّز
يمكن محاولة تنظيم مواعيد التبرّز في نفس الوقت من كلّ يوم، فقد تفيد مرات التبرّز المُنتظمة في ظهور أعراض التهاب المثانة بشكلٍ أكثر وضوحًا.
العلاج الفيزيائي
يُدرّب اختصاصي العلاج الطبيعي المريض على شدّ عضلات قاع الحوض المُتشنّجة ومساعدتها على الاسترخاء.
العلاج بالأدوية
هناك العديد من الأدوية يوصي الطبيب بها للتخفيف من أعراض التهاب المثانة الخلالي، وتتوفر هذه الأدوية على شكل أقراص فموية أو حقن، ومن أهمها:
- مسكّنات الألم، مثل الباراسيتامول (Paracetamol)، أو الإيبوبروفين (Ibuprofen).
- مضادات الحساسية.
- المسكنات القوية ومضادات التشنجات مثل الجابابنتين (Gabapentin) وأميتريبتيلين (Amitriptyline).
- الأدوية التي تعمل على إرخاء عضلات المثانة؛ مثل التولتيرودين (Tolterodine) والسوليفيناسين (Solifenacin).
تقطير المثانة
يُشار إلى تقطير المثانة باسم غسل المثانة (Bladder instillation)، أيضًا بحيث يتم حقن المثانة مباشرةً بالأدوية التي تخفف تهيّجها، إذ يبقى الدواء في المثانة حتى 15 دقيقة ثم يُتم تصريفه بقسطرة، ويتمّ الحصول على هذا العلاج مرة كل 1-2 أسبوع ولمدة 1-2 شهر.
التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد
وذلك من خلال استخدام نبضات كهربية خفيفة يتمّ توجيهها على الجلد في منطقة المثانة، للمساعدة على تخفيف الألم.
التدخل الجراحي
في حال فشل جميع الخيارات المتاحة، يلجأ الأطباء إلى خيار الجراحة لعلاج التهاب المثانة والتخلص من أعراضها المؤلمة، وهذه التدخّلات الجراحية تكون كما يلي:
- تكبير المثانة (Bladder Augmentation)، وهو إجراء لتوسيع المثانة وجعلها أكبر حجمًا.
- استئصال المثانة (Cystectomy).
- تحويل مجرى البول (Urinary Diversion)، وهو إعادة توجيه التدفق الطبيعي للبول.
هل يمكن تجنب الإصابة بالتهاب المثانة الخلالي؟
لا. لا يمكن تجنّب الإصابة بالتهاب المثانة الخلالي، وذلك لأنه لم يتم تحديد السبب الدقيق وراء حدوثه إلى الآن.
هل يختفي التهاب المثانة الخلالي دون علاج؟
نعم. في حوالي نصف الحالات يختفي التهاب المثانة الخلالي من تلقاء نفسه، بينما تتعافى معظم باقي الحالات عند الحصول على العلاج المناسب ويعودون إلى حياتهم الطّبيعية.