أسباب أصوات المعدة

قد يصدر عن الجهاز الهضمي مجموعة من الأصوات التي تُعرف باسم أصوات المعدة أو قرقرة البطن، وعادةً تحدث هذه الأصوات أثناء عملية الهضم بشكلٍ طبيعي، ولا تُشير لوجود أي خلل أو مشاكل في الجسم،

ولكن قد يدل تكرار قرقرة البطن أو ارتفاع صوتها على الإصابة ببعض الاضطرابات المرضية أحيانًا، فما هي أسباب أصوات المعدة؟ وكيف يُمكن تخفيفها؟ تعرف معنا على الإجابة في هذا المقال:

ما هي أسباب أصوات المعدة؟

تُوجد العديد من الأسباب المحتملة لأصوات المعدة، وفيما يأتي سنوضح لك أبرز هذه الأسباب:

1. الهضم

تُعد عملية الهضم من أبرز أسباب أصوات المعدة، فأثناء هذه العملية تحدث الحركة الدودية أو ما يُعرف بالتمعج (Peristalsis)، حيث تنقبض عضلات الجهاز الهضمي للمساعدة على دفع الطعام المهضوم والغازات عبر الأمعاء الدقيقة والغليظة، وينتج عن هذه الحركة أصوات في البطن، ومع أنّ هذه الأصوات قد لا تكون واضحة أحيانًا، إلا أنّ الطبيب يستطيع سماعها بوضوح عند استخدام السماعة الطبية.

2. الجوع

يُفرز الجسم عند الشعور بالجوع هرموناتٍ تُحفز الحركة الدودية التي وضحناها سابقًا بشكلٍ طبيعي، وهذا يعني أنّ معدتك قد تصدر أصواتًا بالرغم من عدم تناولك الطعام، ويُشار إلى أنّ هذه الأصوات قد تستمر لمدة تصل إلى 20 دقيقة، وقد يتكرر حدوثها كل ساعة إلى أن تتناول الطعام.

3. غازات البطن

لا بد من ذكر غازات المعدة عند الحديث عن أسباب أصوات المعدة، خاصةً أنّ هذه الأصوات ستكون أكثر وضوحًا لوجود كمية أقل من الطعام مقارنةً بالغازات في هذه الحالة.

ويجدر الإشارة إلى أنّ غازات البطن هي نتيجة طبيعية لنشاط البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي، والتي تقوم بتحليل الأطعمة التي لا يُمكنك هضمها، أو إذا قمت بابتلاع كمية كبيرة من الهواء، والذي قد يحدث عند تناول المشروبات الغازية، أو استخدام قشة أثناء الشرب، أو التدخين.

4. الإسهال

تكون كمية السوائل والطعام التي تمر عبر جهازك الهضمي أكبر عند إصابتك بالإسهال، لذا من المتوقع أنّ تسمع أصواتًا لمعدتك في هذه الحالة.

5. أسباب أخرى

يُمكن أن تدل أصوات المعدة على إصابتك ببعض الحالات المرضية، خاصةً إذا تصاحبت مع أعراض أخرى، مثل: وجع البطن، والغثيان والتقيؤ، وفيما يأتي سنذكر لك أبرز هذه الحالات:

• عدم تحمل الطعام: وهي حالة تحدث عندما لا تكون الإنزيمات الضرورية لهضم بعض الأطعمة موجودة في هذه الحالة، وبالتالي فإن الجسم سيُهضم هذه الأطعمة بشكلٍ جزئيٍ فقط، ما يُهيج الجهاز الهضمي.
• الإصابة بالعدوى: ستلاحظ أنّ زيادة أصوات البطن مقارنةً بالمعتاد في هذه الحالة، كما قد تظهر عليك أعراض أخرى، مثل: الغثيان، والتقيؤ.
• مرض السيلياك: لا يستطيع المصابون بهذا المرض تناول الجلوتين؛ لأنّه يُحفز جهاز المناعة على مهاجمة الأمعاء الدقيقة، مما قد يُؤدي إلى تلفها، والجلوتين هو بروتين موجودٌ في القمح والمنتجات المصنوعة منه، مثل: الخبز.
• القولون العصبي: يُصاحب أصوات المعدة الناجمة عن القولون العصبي أعراض أخرى، مثل: الإمساك، أو الإسهال، أو كلاهما معًا.
• الانسداد المعوي: تكون أصوات البطن في هذه الحالة عالية للغاية، ويُصاحبها أعراض، مثل: ألم شديد، والتقيؤ.

كيف يُمكن علاج أصوات المعدة؟

أجبنا سابقًا عن سؤال “ما هي أسباب أصوات المعدة؟”، وهذا قد يجعلك تتساءل عن علاج هذه الأصوات، خاصةً أنّها قد تُسبب لك الحرج الشديد، وفي الواقع يختلف علاج أصوات البطن باختلاف الحالة المسببة لها، وفيما يأتي سنبين لك ذلك:

1. العلاج المنزلي

لا تكون أصوات المعدة أمرًا مقلقًا في معظم الحالات، إذ يُمكنك تخفيفها باتباع الطرق الآتية:

• تناول وجبة خفيفة إذا كنت تشعر بالجوع.
• امضغ طعامك جيدًا، فهذا سيُساعد على تقليل كمية الهواء التي تقوم بابتلاعها.
• تجنب الأطعمة التي تزيد غازات البطن، مثل: الفاصوليا، البروكلي، القرنبيط.
• جرب المشي بعد تناول الطعام، فهذا قد يُسرع عملية الهضم، وبالتالي سيُخفف من أصوات البطن.
• اشرب المزيد من الماء، فهذا سيُساعد على ملء معدتك.

2. العلاج الطبي

بعض أسباب أصوات المعدة قد تكون خطيرة، لذا من الضروري أن تراجع الطبيب فورًا إذا كنت تُعاني من أصوات البطن باستمرار وظهرت عليك أعراض شديدة، مثل: النزيف، أو ألم البطن الشديد، من الأمثلة على الطرق الطبية العلاجية التي قد يلجأ إليها الطبيب:

• الجراحة: قد يستدعي علاج انسداد الأمعاء إجراء عملية جراحية في بعض الحالات.
• السوائل الوريدية: يُمكن أن يلجأ إليها الطبيب في الحالات التي لا تستدعي إجراء جراحة، إذا قد يتعافى الجهاز الهضمي وحده.