الغدد وهرمونات الجسم

الغدة الزعترية

الغدة الزعترية

الغدة الزعترية أو الصعترية (Thymus gland)، غدة صغيرة مهمة قبل الولادة وخلال مرحلة الطفولة، وتفقد أهميتها بعد البلوغ، فما هي هذه الغدة؟ وما وظيفتها؟

الغدة الزعترية

تقع الغُدّة الزعترية بين الرئتين وخلف عظمة القفص الصدري، بحيث تتمركز أمام وفوق مُستوى القلب، وتُكَوِّن الغدة الزعترية أحد أهم أعضاء الجهاز المناعي المسؤولة عن حماية الجسم من الأجسام الغريبة المُهاجمة له إلى جانب أنها تُكوِّن هرمون يُحفِّز عملها، ومن الجدير بالذكر أن عمل هذه الغُدة يكون في المراحل السابقة للبلوغ، وعادة ما تكون هذه الغدة بأكبر حجم لها عند الولادة، وتتقلص مع التقدم بالعمر حتى يتم استبدالها بنسيج دُهني عند بلوغ سن الرشد.

 

الغدة الزعترية

وظائف الغدة الزعترية

كما ذكرنا سابقاً، ينحصر عمل الغدة الزعترية في المراحل السابقة لمرحلة البلوغ وهي مرحلة الطفولة والمراحل السابقة للولادة، وما يُميّز الغدة الزعترية عن غيرها من غدد الجسم أنها بعد مرحلة البلوغ تبدأ بالانكماش تدريجياً مع تقدُّم العمر، وإلى حين بلوغ سن 75 عاما تكون مُعظم أنسجة الغدة الزعترية قد تحولت لأنسجة دهنية، ويُمكن توضيح وظائف الغدة الزعترية كالتالي:

  • تكوين أحد أنواع خلايا الجهاز المناعي المسؤولة عن حماية الجسم من الأجسام الغريبة المُهاجمة لها متضمنة الفيروسات ومُسببات العدوات والالتهابات المُختلفة وهي الخلايا التائية (T cells).
  • إنتاج هرمون يُسمى بهرمون ثيموس (Thymus hormone)، حيث تكمن وظيفة هذا الهرمون تحفيز نمو وتطور الخلايا التائية.

من الجدير بالذكر أنه إلى حين الوصول لسن البلوغ تكون الغدة الزعترية قد كوّنت كل أنواع الخلايا التائية اللازمة لحماية الجسم من مُختلف أنواع العدوى التي يُمكن أن تُصيب الشخص خلال الحياة.

إقرأ أيضا:هرمون الإستروجين

الهرمونات التي تُفرزها الغدة الزعترية

تُنتج الغدة الزعترية العديد من الهرمونات، إلا أن أبرزها هو هرمون ثيموسين، والذي يُحفِّز إنتاج وتطور الخلايا التائية للجهاز المناعي، حيث إنه في أثناء وجود الخلايا التائية داخل الغدة الزعترية، لا تمتلك القدرة على مُحاربة مُسببات العدوى والالتهابات المُختلفة، وفقط بعد تفاعل الخلايا التائية مع هرمون ثايموسين، تكتسب القدرة المناعية وتستطيع مُحاربة مُسببات العدوى والاتهابات المُختلفة بنجاح، كما وجدت الدراسات أن هرمون ثايموسين يُساعد على تقليل تأثير التقدُّم في العمر على الجسم، مما يعني أنه يُساعد على الحفاظ على حيويته وشبابه، إلى جانب هرمونات أخرى منها مثل:

  • ثايموبويتين (Thymopoetin) وثايمولين (Thymulin): وهي هرمونات مُنظِّمة لعمل الخلايا التائية بحسب مُسبب العدوى.
  • العامل الخلطي الزعتري (Thymic humoral factor): وهو هرمون يزيد استجابة الجهاز المناعي عند التعرض لعدوى فيروسية

كما تُنتج الغدة الزعترية هرمونات أخرى بكميات أقل من الغدد الأساسية المُكوِّنة لها، وهي:

  • الميلاتونين: وهو هرمون يُفرز من الغدة الصنوبرية ويُساعد على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ في الجسم.
  • الإنسولين: وهو هرمون يُفرز من البنكرياس يُنظِّم مُستويات السُكّر في الدم.
  • هرمون النمو (GH): وهو هرمون يُفرز من الغدة النخامية يُنظم عمليات نمو وتطور الطفل في أثناء الطفولة والمُراهقة.
  • هرمون الحليب (Prolactin): وهو هرمون يُفرز من الغدة النُخامية ويُحفِّز إنتاج حليب الثدي بعد الولادة.

أمراض يُمكن أن تُصيب الغدة الزعترية

هُناك العديد من الأمراض التي يُمكن أن تُصيب الغدة الزعترية، ويُمكن توضيحها كالتالي:

إقرأ أيضا:زيادة هرمون الدوبامين
  • عدم تطور الغدة الزعترية أو حدوث خلل في أثناء تطورها خلال المراحل الجنينية قبل الولادة:

وتُسبب مُتلازمة نادرة ناتجة عن حدوث طفرة جينية في أثناء الحمل وتُسمى ديجورج (DiGeorge syndrome)، ويُصاحب هذه المُتلازمة وجود مناعة ضعيفة جدا لدى الطفل، مما يزيد خطر الإصابة بعدوات مُختلفة، كما يُصاحبها حدوث مشاكل في غُدد أخرى مثل الغدة الدرقية أو الغدد جارات الغدة الدرقية.

  • تضخُّم الغدة الزعترية:

وقد يكون هذا التضخُّم ناتج عن حدوث التهاب في الغدة الزعترية نتيجة الإصابة بالأمراض المناعية التالية:

  • الذئبة (Lupus): وهو مرض مناعي يُهاجم فيه الجهاز المناعي المفاصل، والجلد، وأعضاء أخرى من الجسم يُمكن أن تكون الغدة الزعترية إحداها.
  • الوهن العضلي الوبيل (MG): وهو مرض مناعي يُهاجم فيه جهاز المناعة الجهاز الهيكلي العضلي ويُمكن أن يُسبب مشاكل في الغدة الزعترية.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي (RA): وفيه يُهاجم الجهاز المناعي المفاصل وفي بعض الأحيان يُمكن أن يُصاحبه حدوث خلل في الغدة الزعترية.
  • مرض جريفز (Graves disease): وهو مرض يُهاجم فيه الجهاز المناعي الغدة الدرقية ويمكن أن يؤثر سلبا في وظيفة الغدة الزعترية.
  • مُتلازمة شوغرن (Sjogren’s syndrome): وهو مرض مناعي يُهاجم فيه جهاز المناعة الغدد المُكوِّنة للدموع واللعاب ويُمكن أن يؤثر سلباً في الغدة الزعترية.

كما يُمكن لتضخُّم الغدة الزعترية أن يحدث نتيجة حدوث نمو غير طبيعي في خلاياها سواء أورام حميدة أو سرطانية، وكلها تستدعي مُراجعة الطبيب لتلقي العلاج المُناسب.

إقرأ أيضا:هرمون البروجستيرون والتبويض
  • تكيُّس الغدة الزعترية:

وهو ظهور أكياس مملوءة بالسوائل على سطح الغدة الزعترية، وعادة لا تُسبب هي بحد ذاتها مُشكلة صحيّة وعادة ما يتم استكشافها عند الخضوع لفحص رئوي، كونها تُغطي على الرئتين في أثناء فحصها، مما يُصعِّب عملية تشخيص المرض الرئوي في حال وجوده.

  • استئصال الغدة الزعترية

وهي ليست مرض بحد ذاتها تتعرض لها الغدة الزعترية، ولكن في بعض الحالات وبالتحديد في حال كان حديث الولادة يُعاني من مشاكل في القلب تستدعي إجراء عمليات جراحية لتصحيحها، يضطر الطبيب لاستئصال الغدة الزعترية للوصول إلى القلب كون أنها على قرب شديد من القلب وحجمها الكبير يمنع الوصول للقلب لإجراء الجراحة، ومن الجدير بالذكر أنه في أغلب الأحيان يُحاول الطبيب تأخير العملية الجراحية لما بعد البلوغ لضمان بناء جهاز مناعي صحي للطفل في أثناء نموِّه إلى جانب أن الغدة الزعترية تبدأ بالتقلُّص بعد البلوغ مما يُقلل جهود استئصالها.

هل يُمكن للشخص أن يعيش دون غُدّة زعترية؟

في حال تم استئصالها في مراحل الطفولة المُبكِّرة أو بعد الولادة مُباشرة يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بعدوات خطيرة تستدعي استخدام علاجات قوية للقضاء على مُسبب العدوى؛ أما في حال تم استئصالها في السنوات المُتقدمة من العمر بعد مرحلة البلوغ لن يكون لعملية استئصال الغدة الزعترية أي تأثير سلبي على حياة الشخص.

السابق
الغدة النخامية
التالي
الغدة الكظرية