المحتويات
سرطان الحنجرة
يُعرّف سرطان الحنجرة (بالإنجليزية: Laryngeal cancer) على أنه الورم السرطاني الذي يبدأ بالنمو والتكاثر في خلايا الحنجرة (بالإنجليزية: Larynx)، ويتكون الورم السرطاني عادةً من مجموعة من الخلايا السرطانية التي يمكن أن تنمو في الأنسجة المجاورة كذلك وتدمّرها، كما يمكن أن ينتشر أو ينتقل الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتُعد الحنجرة جزءًا من الجهاز التنفسي، وتأتي على شكل أنبوب يربط الحلق بالقصبة الهوائية، ويمكن أن يتطور سرطان الحنجرة في أي جزء من الحنجرة ولكنه عادةً ما يبدأ في المزمار (بالإنجليزية: Glottis)، وإذا انتشر سرطان الحنجرة فغالبًا ما يصل إلى الغدد الليمفاوية القريبة في الرقبة، علمًا أنه قد ينتشر أيضًا إلى الجزء الخلفي من اللسان، وأجزاء أخرى من الحلق، والرقبة، والرئتين، وأجزاء أخرى من الجسم.
أنواع سرطان الحنجرة
يندرج تحت مُصطلح “سرطان الحنجرة” أنواعًا متعددة بناءً على نوع الخلايا التي يبدأ فيها السرطان، وفيما يلي توضيحًا لهذه الأنواع على حدة:
السرطان الذي يبدأ في الجلد كالأنسجة
يُعرَف أيضًا باسم سرطان الخلايا الحرشفية (بالإنجليزية: Squamous cell cancer)، وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطانات الحنجرة، والذي يتطور في الخلايا الحرشفية المسطحة التي تُشبه الجلد وتغطي سطح لسان المزمار (بالإنجليزية: Epiglottis)، والحبال الصوتية، وأجزاء أخرى من الحنجرة.
السرطان الذي يبدأ في الخلايا الغُديّة
يُعرف باسم السرطان الغُدّي (بالإنجليزية: Adenocarcinoma)، وهو النوع الأقل شيوعًا من سرطانات الحنجرة مقارنةً بسرطان الخلايا الحرشفية الحنجرية، ويبدأ بالنمو في الخلايا الغدية المنتشرة حول سطح الحنجرة، والتي تُعد مسؤولةً عن إنتاج المخاط.
إقرأ أيضا:إليك أعراض سرطان الشرج بالتفصيلأنواع أخرى من سرطان الحنجرة
نادرًا ما تحدث أنواع أخرى من السرطان في الحنجرة، ويختلف علاج هذه الأنواع تمامًا عن العلاج الموصوف للأنواع السابقة، وتشمل هذه الأنواع:
- ساركوما الحنجرة: (بالإنجليزية: Sarcomas)، وهو من الأنواع النادرة جدًا، ويبدأ بالنمو في الأنسجة الضامة في الجسم.
- سرطان الغدد الليمفاوية في الحنجرة: (بالإنجليزية: Lymphoma).
- ورم البلازماويات: (بالإنجليزية: Plasmacytoma)، وهو أحد أنواع الورم النخاعي أو المايلوما (بالإنجليزية: Myeloma).
أعراض وعلامات سرطان الحنجرة
من الأعراض والعلامات الرئيسية التي يشملها سرطان الحنجرة ما يلي:
- تغيير في الصوت، كأن يُصبح الصوت أجش.
- ألم عند البلع، أو صعوبة في البلع.
- كتلة أو تورم في الرقبة.
- سعال طويل الأمد.
- التهاب الحلق المستمر.
- ألم في الأذن.
- صعوبة في التنفس (في الحالات الشديدة).
- قد يعاني بعض الأشخاص المصابين أيضًا من الأعراض التالية:
- رائحة الفم الكريهة (بالإنجليزية: Halitosis).
- ضيق التنفس.
- صفير الصدر عند التنفس.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- التعب الشديد.
الأسباب وعوامل الخطورة
في الواقع لم يتمكن الباحثون حتى الآن من معرفة أسباب الإصابة بسرطان الحنجرة، ولكن يمكن أن تزيد بعض عوامل الخطورة من فرصة الإصابة بسرطان الحنجرة، وفيما يلي أهمها:
إقرأ أيضا:سرطان عظم الحوض- الإصابة ببعض أنواع فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human Papillomavirus)، واختصارًا “HPV”؛ وهو حالة طبية تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
- التّقدّم بالعُمر؛ فسرطان الحنجرة يُعد أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
- الجنس؛ فالذكور أكثر عرضة للإصابة بسرطان الحنجرة بأربع مرات من الإناث.
- التدخين وشُرب الكحول؛ فوفقًا لجمعية السرطان الأمريكية (American Cancer Society) فإن الأشخاص الذين يدخنون ويشربون الكحول قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الحنجرة بمعدل 100 مرة.
- المُعاناة من حالة ارتداد الحمض (بالإنجليزية: Acid reflux)، وضعف جهاز المناعة، والتعرّض الشديد لغبار الخشب أو بعض المواد الكيميائية، وجميعها تُعد من عوامل الخطورة الأقل شيوعًا للإصابة بسرطان الحنجرة.[٦]
تشخيص سرطان الحنجرة
لتشخيص سرطان الحنجرة يلجأ الطبيب لإجراء عدد من الاختبارات التشخيصية، منها:
- الاختبار البدني: أثناء هذا الاختبار يتحقق الطبيب من الحلق والعنق باحثًا عن أمور لا تبدو طبيعية؛ كوجود تورّم في الغدد الليمفاوية، إلى جانب النظر إلى داخل الفم بما في ذلك الخدين، والشفتين، واللثة، واللسان، والحلق.
- الخزعة: قد يلجأ الطبيب إلى أخذ بعض العيّنات من الأنسجة وفحصها مخبريًّا، ويُجرى ذلك في عيادة الطبيب أثناء إجراء تنظير الحنجرة (بالإنجليزية: Laryngoscopy)؛ إذ يُدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا ينتهي بضوء وعدسة في فتحة الأنف باستخدام دواء مخدر، ويسمى هذا الأنبوب بمنظار الحنجرة (بالإنجليزية: Laryngoscope).
- اختبارات أخرى: يمكن إجراء عدد من الاختبارات للمساعدة على معرفة ما إذا كان الشخص مُصابًا بسرطان الحنجرة، وتشمل هذه الاختبارات:
- الفحص بالأشعة المقطعية (بالإنجليزية: CT scan).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI scan).
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: PET scan).
- فحص العظام (بالإنجليزية: Bone scan).
- التصوير بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays imaging).
علاج سرطان الحنجرة
يعتمد علاج سرطان الحنجرة على مرحلة السرطان، ويشمل العلاج التقليدي لسرطان الحنجرة في مراحله المُبكرة الجراحة أو العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy)، أما في المراحل المتقدمة فقد يحتاج المُصاب إما إلى مزيج من العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy)، أو الجراحة متبوعة بالعلاج الإشعاعي، وفيما يلي تفصيلًا للعلاجات المستخدمة في سرطان الحنجرة:
إقرأ أيضا:نسبة الشفاء من سرطان الجلد- الجراحة: غالبًا ما يتم إجراء الجراحة لأي مرحلة من مراحل سرطان الحنجرة، ويمكن أن يختلف نوع الجراحة المطلوبة اعتمادًا على مرحلة وموقع سرطان الحنجرة؛ فقد يحتاج المُصاب للجراحة فقط لاستئصال ورم صغير الحجم، أما إذا كان الورم أكبر أو كانت الغدد الليمفاوية مُصابة بالورم أيضًا فقد يحتاج الجرّاح إلى استئصال مساحة أكبر.
- العلاج الإشعاعي: أثناء هذا العلاج يتم توجيه أشعة سينية عالية الطاقة إلى الورم من خلال جهاز متخصص، مما يساعد على قتل الخلايا السرطانية التي تواجهها هذه الأشعة في طريقها، ولكنها لا تعالج الجسم بأكمله.
- العلاج الكيميائي: يستخدم العلاج الكيميائي مجموعة من الأدوية لقتل الخلايا السرطانية، وتعزيز آثار العلاج الإشعاعي، وقد يستخدم الطبيب العلاج الكيميائي لتقليل حجم الورم الكبير قبل الجراحة، مما يمكن أن يساعد على تحسين النتائج الجراحية والتجميلية، ويُعطى العلاج الكيميائي على شكل أقراص فموية، أو كسائل في الوريد.
- العلاج المناعي: يستخدم العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) عندما يعود سرطان الحنجرة مرةً أخرى بعد العلاج، أو إذا انتشر في البداية إلى مناطق أخرى، ويعمل العلاج المناعي من خلال مساعدة الجهاز المناعي على مهاجمة خلايا سرطان الحنجرة والقضاء عليها.
هل يمكن منع الإصابة بسرطان الحنجرة؟
للأسف لا يمكن منع كل أنواع السرطان، ولكن يمكن تقليل خطر الإصابة بها بما في ذلك سرطان الحنجرة، ويحدث ذلك من خلال اتباع نمط حياة صحي، ويشمل:
- الإقلاع عن التدخين، وتجنّب منتجات التبغ قدر الإمكان.
- الحدّ من استهلاك الكحول أو الامتناع عنها.
- اتباع نظام غذائي صحي.
هل يوجد فحص للكشف عن سرطان الحنجرة؟
لا يوجد فحص منتظم يُجرى للكشف عن سرطان الحنجرة، ولكن في حال المُعاناة من بحة في الصوت، أو تغيرات صوتية أخرى، أو سعال مستمر، فيمكن التحدث إلى الطّبيب للحصول على تشخيص مُبكر، ومعرفة الأسباب الكامنة وراء ظهور الأعراض.