متلازمة الضحك

هل واجهت يوماً أحدهم يضحك بشكل مفرط على الرغم من أن الموقف لا يستدعي كل هذه المبالغة، لا تُسرع في الحكم، فربما يُعاني من متلازمة شائعة أكثر مما تتوقّع هي متلازمة الضحك.

ما هي متلازمة الضحك؟

متلازمة الضحك أو علمياً تُعرف التأثير البصلي الكاذب (Pseudobulbar Affect) هي اضطراب عصبي يجعل المُصاب يدخل في نوبات ضحك أو بكاء مبالغ بها خارج نطاق سيطرته، في ظروف ومواقف قد لا تكون مناسبة لها، أو حتى لا تعبّر عن مشاعره الحقيقية أحياناً، وغالباً ما ترتبط هذه المتلازمة ببعض الأمراض العصبية مثل أورام الدماغ أو الخرف، وللأسف تترك متلازمة الضحك تأثيراً سلبياً على حياة المُصابين بها، وتُسبب لهم الحرج من غيرهم، وأحياناً ينعزلون تماماً عن الحياة الاجتماعية.

اكتشف أعراض متلازمة الضحك

العرض الرئيسي هو نوبات متكررة ومفاجئة من الضحك بشكل مبالغ، لا يستطيع الشخص السيطرة عليها أو إيقافها، ولا علاقة لها بمشاعره الداخلية الحقيقية، اتجاه مواقف أو أحداث قد لا يراها الآخرون مضحكة، وغالباً ما يتبعها نوبات بكاء مفرطة، وتستمر هذه النوبات لدقائق فقط عادةً، لتعود الحالة النفسية طبيعية كالمعتاد.

الفرق بين متلازمة الضحك والاكتئاب

الكثير من الأطباء يخلطون بين متلازمة الضحك والاكتئاب؛ نظراً لنوبات البكاء أو الضحك الهستيرية، لكن هناك فروقات واضحة بين الحالتين، وهي:

• الحالة النفسية من نوبات متلازمة الضحك أو البكاء تستمر دقائق قصيرة، بينما تكون مزمنة عند الإصابة بالاكتئاب.
• لا تظهر أعراض الاكتئاب الشائعة على المُصابين، مثل صعوبة النوم، أو فقدان الشهية.
• ترتبط متلازمة الضحك بحالة عصبية أخرى أو إصابة في الدماغ.
• قد يستطيع المُصاب بالاكتئاب التحكّم بنوبات البكاء أو الضحك الهستيري، على عكس متلازمة الضحك.

ما هي الأسباب؟

لا يُعرف سبب حدوث متلازمة الضحك بعد، لكن يُعتقد أنها نتيجة اضطراب في مناطق الدماغ التي تتحكّم بالمشاعر والتعابير، خاصةً المُخيخ (Cerebellum) والمجرى العصبي المؤدي إليه، وهناك العديد من المشاكل العصبية التي ترتبط بمتلازمة الضحك، منها:

• إصابات الدماغ.
• التصلب اللويحي.
• الخرف والزهايمر.
• مرض باركنسون.
• التصلب الجانبي الضموري (ALS).
• السكتة الدماغية.
• الصرع.
• مرض ويلسون.
• أورام الدماغ.

معايير وطرق تشخيص متلازمة الضحك

يُستخدم نوعان من الاختبارات للكشف عن متلازمة الضحك، وهما:

• مقياس الضحك والبكاء المرضي (PLACS): فيه يسأل الطبيب عن طبيعة النوبات، ومدتها، وما علاقتها بالموقف أو المشاعر الداخلية، وكيف يشعر الشخص بعدها.
• مقياس مركز الدراسة العصبية (CNS-LS): فيه يتعمّق الشخص في التعبير عن أعراضه ومشاعره، مثلاً قد يقول “أجد نفسي أبكي بسهولة على أسخف المواقف”.

ويعتمد الأطباء على عادةً على عدة معايير لتشخيص متلازمة الضحك، وهي:

• المشاعر الظاهرة غير متلائمة مع الموقف أو الحدث، ولا علاقة لها بدواء معيّن متناول، أو حالات نفسية.
• المشاعر الظاهرة من الضحك أو البكاء لا تتطابق مع المشاعر الحقيقية.
• لا يمكن التحكّم بنوبات الضحك أو البكاء.
• لا يشعر المُصاب بالراحة بعد التعبير عن نوبات الضحك أو البكاء.

العلاج

الهدف من العلاج هو تخفيف شدة ومدى تكرار النوبات اللإرادية في متلازمة الضحك، ويُستخدم نوعين من الأدوية لذلك:

• مضادات الاكتئاب: والتي تعمل على رفع السيروتونين في الدماغ لسيطرة أفضل على المزاج والمشاعر، مثل فلوكسيتين (Prozac)، أو سيتالوبرام (Celexa)، أو أميتريبتيلين (Elavil).
• ديكستروميثورفان (Dextromethorphan) وكوينيدين (Quinidine): تُستخدم هذه التركيبة الدوائية معاً للسيطرة على متلازمة الضحك.

التعايش مع متلازمة الضحك

لتخفف من القلق والتوتر الذي تتركه المتلازمة على نفسيتك، نقدم لك هذه النصائح:

• أخبر الآخرين عن حالتك حتى لا يتفاجؤوا عند حدوث النوبات.
• سجّل طبيعة النوبات على دفتر لإخبار طبيبك بها، مثلاً مدتها وما الذي حفّزها.
• استعن بخبرات الآخرين المُصابين بنفس حالتك.
• غيّر وضعتك إذا شعرت بقدوم النوبات، مثلاً اجلس إن كنت واقفاً، أو اذهب إلى غرفةٍ أخرى.
• حاول التنفّس بعمق وهدوء أثناء النوبات لتحقيق سيطرة أفضل عليها.