الامراض

ما هي أسباب الإصابة بالالتهاب المعوي القولوني النّاخر؟

الالتهاب المعوي القولوني النّاخر

ما هو الالتهاب المعوي القولوني النّاخر؟

يُعرف الالتهاب المعوي القولوني النّاخر (بالإنجليزيّة: NEC – Necrotizing Enterocolitis)، بأنّه مرض هضميّ يُصيب الأطفال الخدّج، إذ تهاجم البكتيريا أمعاء الطّفل محدثةً عدوى والتهابًا موضعيًّا في جدرانها، ممّا يؤدي إلى إلحاق الضّرر بها، وفي النّهاية سيسبّب هذا الضّرر انثقابًا في جدار الأمعاء وانتشار البراز في بطن الرّضيع، ممّا يؤدّي إلى حدوث عدوى شديدة وخطرة.

ما هي أسباب الإصابة بالالتهاب المعوي القولوني النّاخر؟

لم يُعرف إلى الآن السّبب الرّئيسي للإصابة بالالتهاب المعوي القولوني النّاخر، لكن يعتقد الخبراء بوجود الأسباب التالية:

  • عدم نمو أمعاء الأطفال بشكل كامل وطبيعي.
  • نقص حادّ بالأكسجين أو التّروية الدّموية للأمعاء عند ولادة الطّفل.
  • إصابة ونزف بطانة الأمعاء.
  • نمو مفرط للبكتيريا داخل الأمعاء؛ ممّا يؤدي إلى انثقابها.
  • عدوى فيروسيّة أو بكتيريّة في الأمعاء.

 

في بعض الأحيان، تحدث الإصابة لمجموعة من الأطفال في حضانة حديثي الولادة، وقد يكون هذا من قبيل الصّدفة إذ إنّ هذا المرض لا ينتقل من طفل إلى آخر، لكن يمكن للعدوى الفيروسيّة أو البكتيريّة التي سببّت الالتهاب النّاخر أن تنتقل من طفل إلى آخر، ولهذا السبّب تُتخذ احتياطات صارمة في دور الحضانة وأقسام العناية المركّزة لحديثي الولادة لمنع انتشار العدوى.

إقرأ أيضا:أعراض سرطان البنكرياس

عوامل خطر الإصابة بالالتهاب المعوي القولوني النّاخر

توجد عدّة عوامل تزيد من فرص الإصابة بالمرض، مثل:

  • الولادة المبكّرة: يُعدّ أطفال الخداج أقلّ نضجًا ونموًّا من الأطفال الذين اكتملت فترة الحمل بهم، إذ يُصاب حوالي 80% من أطفال الولادة المبكّرة الذين تقلّ أوزانهم عند الولادة عن 2 كيلوغرام بالالتهاب المعوي القولوني النّاخر، إذ قد تؤدّي الولادة المبكّرة إلى حدوث مشاكل في الدّورة الدموية واستهلاك الأكسجين، كما أنّ أجسامهم أقلّ قدرة على هضم الغذاء ومكافحة العدوى لعدم اكتمال نموّ الأمعاء، لذا تزداد احتماليّة إصابتهم بالمرض.
  • الرّضاعة الصّناعيّة: يتعرّض كلّ مولود حديثًا من أطفال الخداج لخطر الإصابة بالمرض، لكنّ المواليد الذين تتم تغذيتهم بالحليب الصّناعي هم أكثر عرضة، وذلك لأنّ الحليب الطّبيعي أسهل هضمًا، كما يحتوي على مكوّنات تساعد على نضج الأمعاء ونموّها.
  • عسر الولادة أو نقص الأكسجين أثناء الولادة: يُعدّ الأطفال الذين تعسّرت ولادتهم، أو تعرّضوا لنقص الأكسجين أثناء الولادة أكثر عرضة للإصابة بالمرض، فعند نقص الأكسجين سيزوّد الجسم منطقة الدّماغ والقلب بالدّم المحمل بالأكسجين أوّلًا، ممّا يسبّب نقصًا في الدّورة الدّموية للقناة الهضميّة وبالتالي نقص الأكسجين الواصل إلى القولون.
  • عدوى الأمعاء: عند إصابة الأمعاء بالعدوى يكون الطّفل أكثر عرضة للالتهاب المعوي الناخر.
  • الأمراض: مثل إصابة الطّفل المولود بمشاكل صحّية في القلب مثل مرض القلب الخلقي (بالإنجليزيّة: Congenital heart disease)، والذي يسبّب نقص التّروية الدّموية والأكسجين الذي يصل إلى الأمعاء.

على أي عمر من المتوقع الإصابة بالالتهاب المعوي القولوني النّاخر؟

تحدث الإصابة عادة بين المواليد الجدد بعد 3 – 12 يوماً من الولادة تقريبًا، لكن في بعض الحالات قد تتأخّر بداية المرض لعدّة أسابيع من بعد الولادة.

إقرأ أيضا:أعراض التهاب القناة الصفراوية

ما هي أعراض الإصابة بالالتهاب المعوي القولوني النّاخر؟

تظهر أعراض الإصابة عادة بعد أسبوعين من الولادة، وتتضمّن ما يلي:

  • انتفاخ أو تورم في البطن.
  • عدم تحمّل الرّضاعة.
  • تقيؤ متكرّر والذي يكون عادة أخضر اللون.
  • براز دموي.
  • الضّعف والإعياء.
  • الحمّى.
  • انقطاع النّفس.
  • تباطؤ دقّات القلب.
  • بقاء الحليب الذي رضعه الطّفل في المعدة وعدم انتقاله إلى الأمعاء.
  • وجود سوائل خضراء في المعدة.

تشخيص الالتهاب المعوي القولوني النّاخر

ينطوي تشخيص الالتهاب المعوي القولوني النّاخر على إجراء الفحوصات التالية:

  • الفحص السّريري: قد يلاحظ الطّبيب وجود انتفاخ في بطن الطفل، كما قد يشعر بوجود كتلة والتي تشير إلى وجود انثقاب في الأمعاء، وفي بعض الحالات قد يرى احمرارًا على جدار البطن والذي يشير إلى انثقاب الأمعاء، كما يشير إلى حدوث التهاب في الغشاء المبطّن لتجويف البطن.
  • تصوير البطن بالأشعّة السّينية: لتأكيد التّشخيص يلزم إجراء تصوير إشعاعيّ للبطن والذي قد يظهر:
  • وجود فقاعات صغيرة وعديدة في جدار الأمعاء.
  • في الحالات الشّديدة، قد تكشف الأشعة السينية عن الهواء أو الغاز في الأوردة الكبيرة للكبد، إذ ينتج هذا الهواء عن طريق البكتيريا الموجودة في جدار الأمعاء.
  • فحص البطن بالموجات فوق الصّوتية: وقد يكشف عن سماكة جدار الأمعاء وغيرها.[٥]
  • تحاليل الدم: وتُجرى للكشف عن البكتيريا المسببة للالتهاب، أو وجود مشاكل أخرى مثل ارتفاع عدد كريات الدّم البيضاء.

كيف يمكن علاج الالتهاب المعوي القولوني النّاخر والحدّ من انتشار العدوى؟

يعتمد العلاج على عدّة عوامل منها مدى خداج الطفل، وحالة صحتّه العامّة، والتّاريخ المرضيّ، ومدى انتشار العدوى، ويكون العلاج كالتّالي:

إقرأ أيضا:ما اسباب حدوث سوء الامتصاص؟
  • وقف إرضاع الطّفل.
  • إدخال أنبوب من الأنف ليصل إلى المعدة من أجل تفريغ السّوائل منها.
  • البدء بإعطاء المحاليل الوريدية من أجل تغذية الطّفل وحمايته من الجفاف.
  • إعطاء المضادّات الحيويّة لمكافحة العدوى.
  • إجراء تصوير منتظم بالأشعّة السّينيّة لمتابعة تطوّر الحالة.
  • توفير أكسجين إضافي أو جهاز تنفّس إذا كان انتفاخ البطن شديدًا بحيث لا يستطيع الطّفل التّنفّس من تلقاء نفسه.
  • الحفاظ على عزل الطّفل المصاب عن بقية الأطفال الآخرين لمنع انتشار العدوى.
  • بعد انتهاء العدوى، والتي تحتاج عادة إلى 5 – 7 أيّام، يمكن البدء بتغذية الطّفل عن طريق الفم.
  • إذا لم يتحسن الطّفل، أو أُصيب بانثقاب في الأمعاء، حينها سيحتاج الطّفل إلى الجراحة.
  • في الحالات شديدة الخطورة والتي خضعت إلى الجراحة، قد يضطر الطّبيب إلى ربط الأمعاء أو القولون بفتحة في البطن فيما يُعرف بفغر القولون (بالإنجليزية: Ostomy).

هل يمكن التّعافي التّام من مرض الالتهاب المعوي القولوني النّاخر؟

يمكن التّعافي دون أو مع وجود آثار ضئيلة للمرض، إذ قد يعاني بعض الأطفال من مشكلات في المستقبل في الجهاز الهضميّ أو الأمعاء، وتتضمّن الانسداد المعويّ النّاتج عن خلل أو تليف أنسجة الأمعاء، كما قد يعاني الطّفل من متلازمة الأمعاء القصيرة (بالإنجليزيّة: Short-bowel syndrome)، وقد يكون هناك خطر من المُمكن أن يُهدّد حياة الطّفل الموت خاصّة لدى أطفال الخداج.

هل يمكن الوقاية من الإصابة بالالتهاب المعوي القولوني النّاخر؟

بما أنّ السّبب الرئيسي للإصابة مجهول، سيكون من الصّعب منع الإصابة، لكن قد تساعد الإجراءات التّالية في الحدّ منها، مثل:

  • الحرص على الرّضاعة الطّبيعية وتجنّب الحليب الصّناعي، وبعد أن تستقر حالة الطّفل يمكن البدء بالحليب الصّناعي تدريجيًّا.
  • حرص العاملون في قسم الخداج ورعاية المواليد الجدد على قياس مستويات الأكسجين في الدّم واتّخاذ تدابير لمنع انخفاضه.
  • تجنب إعطاء الطفل المضادّات الحيويّة أو الأدوية المضادة للحموضة.
  • توجد بعض الدلائل على أنّ إعطاء البكتيريا الناّفعة (البروبيوتيك) قد يكون مفيدًا، لكنّ الأمر ما زال قيد الدّراسة لذلك يجب استشارة الطّبيب فيما يتعلق بذلك.
  • إذا تبيّن خطر تعرّض النّساء الحوامل للولادة المبكرة، فقد يصف الطّبيب أدوية الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزيّة: Corticosteroids) لتلافي هذا الالتهاب.
السابق
ما اسباب حدوث سوء الامتصاص؟
التالي
هل الوحمة الكبدية تكبر؟