التهاب الفقرات التصلبي أو التهاب الفقار المُقسِّط (Ankylosing spondylitis)، هو مرض التهابي يؤثر على فقرات العمود الفقري بحيثُ يُمكن أن يتسبب بالتحام بعض عظام هذه الفقرات، مما يؤدي إلى انخفاض مرونة العمود الفقري وتقوّس وضعية الجسم، وفي بعض الحالات قد يصل تأثير هذا المرض إلى عظام القفص الصدري، ويُمكن أن يجعل التنفس بعمق أمر صعب.
المحتويات
ما هي أعراض التهاب الفقرات التصلّبي؟
تختلف أعراض التهاب الفقرات التصلّبي من شخص لآخر، فقد يعاني بعض الأشخاص من نوبات خفيفة ومتقطعة من الألم، في حين يعاني البعض الآخر من ألم شديد ومزمن (يستمر لفترات طويلة)، ولكن في جميع الأحوال قد يتخلل المرض فتراتٍ من الانتكاسات أو النوبات (Flares up) بحيث تسوء فيها الأعراض، وبعد ذلك قد تزول الأعراض، وتهدأ لفترات أخرى.
وفيما يأتي بيان للأعراض التي قد تظهر في حال الإصابة بهذا المرض:
- آلام أسفل الظهر التي قد يُرافقها تصلّب في الورك:
تُعد هذه الأعراض من أكثر الأعراض شيوعًا، حيثُ يُمكن أن يُلاحظ بأن الألم قد يُصبح أسوأ خلال فترات الراحة أو الخمول، وهذا يعني بأنّ الألم يزداد في منتصف الليل، أو بعد الجلوس لفترات طويلة، ويمكن أن تساعد الحركة والتمارين الرياضية في تخفيف الألم.
- ألم وتيبس والتهاب في المفاصل الأخرى:
مثل الضلوع أو الكتفين أو الركبتين أو القدمين.
إقرأ أيضا:علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي- الإعياء والتعب:
في حال عدم علاج التهاب الفقرات التصلبي، فقد يشعر المُصاب بتعب وانخفاض الطاقة.
- التهاب الارتكاز (Enthesitis):
وهو التهاب مؤلم يحدث في المنطقة التي تربط العظام بالأوتار (وهي أنسجة تُشبه الحبال تربط العضلات بالعظام)، أو الرباط (وهو شريط من الأنسجة يربط العظام بالعظام)، وغالبًا ما تشمل المناطق التي تتأثر ما يأتي:
- الجزء العلوي من عظم الساق.
- خلف الكعب وتحته.
- المنطقة التي تلتقي فيها الأضلاع بعظم الصدر.
- أعراض أخرى:
قد تتأثر أجزاء أخرى من الجسم؛ مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض، مثل:
- فقدان الشهية وفقدان الوزن دون سبب واضح.
- آلام في البطن وإسهال.
- الطفح الجلدي.
- مشاكل في الرؤية.
ما هي أسباب التهاب الفقرات التصلبي؟
يُعتقد بأنّ التهاب الفقرات التصلبي قد يكون مرتبطًا بالجينات، حيثُ وجد بأنّ معظم المُصابين يمتلكون جينًا يصنع بروتينًا يسمى HLA-B27، ويعتقد الأطباء أنّ هذا البروتين يحفز جهاز المناعة لمهاجمة بعض البكتيريا الشائعة في الجسم، وهذا يؤدي بدوره إلى ظهور الأعراض.
كما توجد بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة، ومنها:
إقرأ أيضا:اعراض الفصال العظمي- الجنس:
فالذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث، إذ تظهر لديهم الأعراض في وقت مبكر، وقد تكون أسوأ.
- العُمر:
فقد وجد بأنّ حوالي 80% من الحالات تظهر لديهم الأعراض قبل أن يبلغوا 30 عامًا، و 95% تظهر لديهم بحلول سن 45 عامًا.
كيف يتم علاج التهاب الفقرات التصلبي؟
يعتمد علاج التهاب الفقرات التصلبي على العديد من العوامل مثل عمر المُصاب والأعراض التي يُعاني منها وصحته العامة، ومدى خطورة الحالة، ومن الجدير بالذكر بأن الهدف من العلاج هو تخفيف الألم والتيبس، ومنع التشوهات، والحفاظ على نمط حياة طبيعي قدر الإمكان.
وقد تشمل الخيارات العلاجية ما يأتي:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، والتي تُساعد على تخفيف الآلام والالتهابات.
- مثبطات عامل نخر الورم (Tumor necrosis factor inhibitors).
- مثبطات إنترلوكين (IL-17A) (Interleukin-17A (IL-17A) inhibitors).
- الأدوية المضادة للروماتويد والمعدلة لسير المرض (DMARDs)، مثل سلفاسالازين (Sulfasalazine).
- استخدام قصير الأمد للكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids) لتخفيف الالتهاب.
- مرخيات العضلات، ومسكنات الآلام لتخفيف الآلام الشديدة والشد العضلي، حيثُ يوصى بها لفترة قصيرة.
- إجراء جراحة لاستبدال المفصل أو وضع قضبان في العمود الفقري أو إزالة أجزاء من العظم السميك والمتصلب.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، بما في ذلك التمارين التي تقوي عضلات الظهر.