الفص الصدغي هو ثاني أكبر فصوص الدماغ حجمًا، ويوجد خلف الأذنين، ويرتبط بمعالجة المعلومات السمعية وتشفير الذاكرة، ويُعتقد أنّه يلعب دورًا مهمًا في معالجة التأثيرات والعواطف واللغة وجوانب معينة من الإدراك البصري، وله فصّان، الأيسر المسؤول عن فهم اللغة وتعلم وتذكر المعلومات اللفظية، وهو المُهيمن لدى معظم الناس، والأيمن المسؤول عن تعلم وتذكر المعلومات غير اللفظية مثل الرسومات والموسيقى.
المحتويات
أعراض تلف الفص الصدغي
نظرًا لأن الفص الصدغي يدخل في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك فهم اللغة والتنظيم العاطفي والذاكرة وطريقة معالجة المعلومات، فإن الضرر الذي يصيبه يمكن أن يكون كبيرًا، وتعتمد الأعراض على موقع الضرر وسببه، وإن كان المريض تلقى الرعاية الطبية العاجلة، وقد تتضمن أعراضه:
1. صعوبة التعرف على الوجوه
قد يساهم تلف الفص الصدغي في مواجهة صعوبات لتمييز وجه شخص عن الآخر، وقد لا يتمكنون من التعرف على تعبيرات الوجه، ما قد يجعل من الصعب عليهم التواصل الاجتماعي بشكل مناسب، وتُعرف هذه الحالة باسم عمى التعرف على الوجوه.
تحدث هذه الأعراض عندما تتضرر منطقة معينة من الفص الصدغي الأيمن.
2. صعوبة تمييز الأشياء
وهو أكثر شدة من سابقه، ولكنه يحدث في حالات نادرة، وفيه لا يتمكن المصاب من التعرف على الأشياء أو تمييزها على الإطلاق، ولا يكون قادرًا على معرفة ما ينظر إليه، وقد يخلط بين القلم والقبعة مثلا.
إقرأ أيضا:اعراض التهاب الأعصاب في القدم
تحدث هذه الأعراض بسبب مشكلة في معالجة المحفزات البصرية.
3. صعوبة تفسير الأصوات وفهم الكلام
الحبسة الاستقبالية أو حبسة فيرنيك، غالبًا ما يؤدي تلف الفص الصدغي الأيسر إلى مشاكل في فهم اللغة، ويشعر الأشخاص المصابون بأن الأشخاص من حولهم يتحدثون لغة أخرى، كما قد تؤثر على قدرتهم على التحدث بكلام مفهوم، وتتأثر القراءة والكتابة أيضًا.
4. صعوبات السمع
يؤدي التلف إلى صعوبة اكتشاف الأصوات على الإطلاق، وقد يؤدي لفقدان السمع، وفي بعض الحالات لا يستطيع المصاب سماع الكلمات التي ينطقها، رغم قدرته على سماع أي أصوات أخرى.
تحدث الأعراض بسبب مشاكل في هياكل الدماغ المسؤولة عن معالجة الصوت، وليس في الأذن نفسها في الغالب.
5. مشاكل الانتباه
قد يؤثر تلف الفص الصدغي على الانتباه الانتقائي للفرد، وهو ما يشير إلى صعوبة اختيار شيء واحد للاهتمام به من بين عدة أشياء أخرى معًا، كالتركيز على محادثة مع شخص في جو صاخب، أو الدراسة أثناء تشغيل الموسيقى.
إقرأ أيضا:الشقيقة المزمنة : أهم المعلومات6. فقدان الذاكرة
تعتبر مشاكل الذاكرة من الآثار الشائعة جدًا لتلف الفص الصدغي، ويؤدي تلف الفص الصدغي إلى ضعف ذاكرة المواد اللفظية، ومن بينها صعوبة تكوين ذكريات جديدة طويلة المدى، وقد يسبب محو ذكريات السيرة الذاتية التي تم إنشاؤها سابقًا، وصعوبة التعلم والاحتفاظ بالمعلومات الجديدة.
تحدث الأعراض لأن الحُصين الموجود في الفص الصدغي مسؤول عن تكوين ذكريات عاطفية طويلة المدى.
7. صرع الفص الصدغي
يمكن أن تؤدي إصابة الدماغ في بعض الأحيان إلى زيادة في النشاط الكهربائي في جزء واحد من الدماغ، وقد يسبب تشنجات بسيطة، لأن الفص الصدغي هو المسؤول عن الإدراك أكثر من الحركة، كما تظهر أعراض مثل الشعور بالمرور بنفس الموقف الحالي مسبقًا، والخوف غير المبرر، والتشوهات البصرية، والأذواق والروائح الغريبة.
لأن الفص الصدغي هو المسؤول عن الإدراك أكثر من الحركة، فإن صرع الفص الصدغي لا ينطوي عادة على تشنجات عنيفة مثل أشكال الصرع الأخرى بعد الإصابات الدماغية الرضية.
8. التغيرات في السلوك العاطفي
قد يعاني الأفراد من اضطرابات في السلوك العاطفي، والخوف، بالإضافة إلى الغضب أو العدوانية بسبب الصعوبات في التعامل مع البيئة المحيطة بهم.
إقرأ أيضا:علاج انسداد شرايين الدماغ
تلعب اللوزة دورًا رئيسيًا في التنظيم العاطفي والمزاج.
9. أعراض أخرى
قد تتضمن:
- تغيرات في السلوكيات التلقائية مثل الجوع والعطش والشهية والرغبة الجنسية.
- الاضطراب العاطفي مثل ضعف التحكم في الانفعالات والعدوانية والإفراط في تناول الطعام أو قلة الأكل والإدمان والسلوك الجنسي غير المناسب.
- صعوبة التخطيط والتنسيق.
راجع الطبيب في أقرب وقت ممكن إذا ظهرت أي من الأعراض السابقة.
هل يمكن عكس الضرر في الفص الصدغي؟
لا يمكن عكس تلف الفص الصدغي في كل الحالات، بل يمكن إعادة تنظيم الوظائف المتأثرة بالضرر وإعادة تعلمها بواسطة مناطق الدماغ السليمة، حيث يمتلك الدماغ مرونة وقدرة على شفاء نفسه والسماح للأجزاء غير التالفة من الدماغ بالسيطرة على وظائف الأجزاء التالفة، من خلال تكرار ممارسة التدريبات والأنشطة المتعلقة بالوظائف المتأثرة لتحفيز الدماغ.
لا توجد طريقة للتنبؤ بمسار إصابة الفص الصدغي وتطور الحالة، فالبعض لا يزال قادرًا على أداء مهامه، على الرغم من الأضرار الجسيمة التي لحقت بالدماغ أو جزء منه، بينما يفقد البعض الآخر وظائفه، حتى لو كان التلف طفيفًا، وبالمثل، يتعافى البعض بسرعة حتى مع إصابة شديدة، بينما يحرز آخرون تقدمًا ضئيلًا أو معدومًا في العلاج.
تحدث هذه الأعراض لأن الفص الصدغي مسؤول عن تفسير الأصوات المختلفة وتحديدها.