انتفاخ الرئة (Emphysema) هو من الأمراض المزمنة التي لا يمكن الشفاء منها تماماً، ولكن تتوافر بعض الخيارات العلاجية التي تخفف من أعراض المرض، وتبطئ من تقدّمه، وتُساعد على منع الإصابة بمضاعفات مستقبلاً.
المحتويات
ما هو علاج انتفاخ الرئة؟
يقترح الطبيب أحد الخيارات التالية أو أكثر لعلاج انتفاخ الرئة:
التوقّف عن التدخين
وهو أهم وأول خطوة يوصي بها الطبيب لمريض انتفاخ الرئة؛ لأن التدخين سبب رئيسي لتضرر الرئة وتسريع تقدّم المرض، وتتوفر العديد من الوسائل للإقلاع عن التدخين، ويمكن أيضاً الاستعانة بعيادات الإقلاع عن التدخين المنتشرة في كثير من دول العالم، والتي ساعدت الكثير من المدخّنين على الإقلاع تماماً.
ننوّه أيضاً أنه يجب الابتعاد عن أماكن تواجد المدخّنين أو أماكن ذات التلوّث العالي التي قد تضر بالرئة!
الخيارات الدوائية
تتضمن أدوية لتسهيل التنفّس وتخفيف الأعراض، وأخرى لتقليل الالتهاب في الشعب الهوائية في الرئة، ومنها:
- موسّعات القصبة الهوائية: مثل بخاخ فنتولين، تعمل هذه الأدوية استرخاء عضلات المجاري التنفسية في الرئة، وتجعل التنفّس أسهل، ويستطيع استخدامها المُصاب بسهولة وقت حاجته.
- بخاخ أو حبوب الكورتيزون: وهو يُساعد على تخفيف الالتهاب، ومنع تقدّم المرض، ويُستخدم كبخاخ بشكل منتظم، وأحياناً يُعطى كورس من حبوب الكورتيزون لفترة قصيرة أثناء نوبات ازدياد أعراض انتفاخ الرئة.
- المضاد الحيوي: يُساعد على علاج العدوى البكتيرية التي قد يتعرّض لها مريض انتفاخ الرئة، مثل التهاب القصبات أو الالتهاب الرئوي.
- مذيبات البلغم: مثل Mucosolvan، حيث يعمل على إذابة وتخفيف سماكة المخاط المتجمّع في الرئتين، مما يُخفف من الكحة عند المُصاب.
الأكسجين
ويُعطى في الحالات الشديدة عندما يصل الأكسجين إلى مستويات منخفضة جداً، ويمكن استخدامه في المنزل وقت الحاجة (عند أداء التمارين الرياضية مثلاً)، أو على مدار 24 ساعة في اليوم حيث يتم تركيب أنبوب أو قناع في الأنف متصل مع أسطوانة أو جهاز أكسجين.
إقرأ أيضا:أنواع الربو عند الأطفالإعادة تأهيل الرئة
ويتضمن برامج تمارين تنفّس، وطرق العناية بصحة الرئة، وكيفية أداء التمارين الرياضية للحفاظ على الصحة العامة، إلى جانب تقديم نصائح غذائية ونفسية.
ألفا فيتو بروتين
بعض حالات انتفاخ الرئة تحدث نتيجة نقص بروتين يُسمى ألفا فيتو بروتين (AAT)، لذلك قد يُعطى هذا البروتين عبر الوريد لمنع تقدّم المرض عند هؤلاء المُصابين.
الجراحة
ويُلجأ لها فقط إذا كانت حالة المريض شديدة، ولم تنفع معه الأدوية والطرق المذكورة أعلاه، وهناك عدة أنواع من الجراحة والإجراءات الطبية التي يمكن عملها لمريض انتفاخ الرئة، منها:
- جراحة تقليل حجم الرئة (LVRS): للحالات الشديدة من انتفاخ الرئة، خاصةً في الجزء العلوي من الرئة، حيث يتم إزالة جزء الرئة المتضرر؛ مما يُحسّن التنفّس عند المُصاب.
- استئصال الفقاعة الهوائية في الرئة (Bullectomy): وهي إزالة الفقاعات الهوائية الكبيرة التي تتشكّل في الرئة المتضررة، وتأخذ مساحة كبيرة منها، ما تعيق التنفّس عند المريض، ويُلجأ لهذه العملية في حال كانت نسبة الفقاعات الهوائية حوالي ثلث مساحة الرئة.
- زراعة الرئة: ويلجأ لها في الحالات الشديدة جداً من انتفاخ الرئة فقط، والتي يتم فيها زراعة رئة صالحة بدلاً تلك المتضررة، لكن هذا الخيار غير متوفر في كثير من الأحيان.
علاجات حديثة
اكتشفت علاجات جديدة للحالات الشديدة من انتفاخ الرئة دون الحاجة لإجراء جراحة، منها:
إقرأ أيضا:تليف الرئة عند كبار السن- تركيب صمام في الشعب الهوائية: أي يتم تركيب صمام خارجي في الأماكن المتضررة من الرئة لسد مجرى الهواء إليها، وتوجيهه فقط نحو الأجزاء السليمة من الرئة، مما يحسّن من كفاءة عمل الرئة ككل، وتجعل التنفّس أسهل، وترفع من جودة حياة المُصاب.
- ربط الرئة: فيها يقوم الطبيب على وضع حلقة أو لفائف من النيكل والتيتانيوم تعمل على شد الأجزاء المتضررة من الرئة معاً، مما يجعلها تشغل مساحة أصغر، وتسمح لأجزاء الرئة الأخرى العمل بكفاءة عالية.
- كي الرئة: حيث يُستخدم بخار الماء الساخن بتقنية طبية معيّنة لعمل كي وندوب في جزء الرئة المتضرر (خاصةً الأجزاء العلوية)، لتقليل حجمها وتأثيرها السلبي على عمل الرئة.
- تركيب شبكة لإعادة توجيه مجرى الهواء (Airway bypass): تُجرى عن طريق التنظير، حيث يتم وضع شبكة معدنية مكان الشعب الهوائية المتضررة من الرئة، مما يسمح بتدفق الهواء بشكل طبيعي عبر أجزاء الرئة الأخرى.
اقرأ ايضا : اعراض ذات الرئة
نصائح هامة لمريض انتفاخ الرئة
يجب أيضاً على مريض انتفاخ الرئة القيام ببعض الأمور لحماية نفسه من آثار المرض، ومنع تقدّمه قدر الإمكان، منها:
- استنشاق الهواء النقي والابتعاد عن الملوّثات: كالغبار، أو الطلاء، أو الغازات الكيماوية، وبعض أنواع العطور والروائح، كما يجب الحرص على صيانة مكيّفات الهواء بشكل منتظم.
- الحصول على المطاعيم الموصى بها من الطبيب: خاصةً مطعوم الإنفلونزا السنوي، ومطعوم المكوّرات الرئوية الذي يحمي من التهاب الرئة.
- تجنّب الهواء البارد: لأنه يزيد من أعراض انتفاخ الرئة، وذلك عبر تجنّب الخروج في الجو البارد، أو ارتداء وشاح أو قناع في الفم والأنف عند الخروج.
- الوقاية من العدوى والالتهابات التنفسية: عبر تجنّب مخالطة الأشخاص المرضى، وغسل أو تعقيم اليدين بانتظام.
- التمرّن باستمرار: لأن الرياضة لها دور في توسعة الرئة، وتحسين كفاءتها، لكن بالطبع يجب استشارة الطبيب أولاً حول أنواع التمارين الرياضية المناسبة حسب الحالة.