يُشار إلى مرض الإيدز (AIDS) أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة (Acquired Immunodeficiency Syndrome)، بأنّه المرحلة المتقدّمة والأخيرة من الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري، الذي يُهاجِم خلايا معيّنة في الجهاز المناعي، فيجعلها عاجزة عن العمل، الأمر الذي يجعل الجسم أكثر احتماليةً للإصابة بالأمراض.
المحتويات
ظهور مرض الإيدز في الدم
بعد التعرُّض لفيروس الإيدز؛ فإن الفحص والتشخيص المبكّر للمرض أمران مهمّان لرفع معدّلات نجاح العلاج، والطّريقة الوحيدة لمعرفة الإصابة بالفيروس أو نفيها تكون بإجراء التحاليل المعنيّة بذلك، إمّا عن طريق أخذ عينة من الدّم أو اللعاب، أو البول في حالات محددة، وعند الحصول على نتيجة إيجابية لتحليل الأجسام المضادة؛ فإنَّ هذا يعني أن الجسم قد تعرّض لفيروس الإيدز وشكّل الأجسام المضادّة للفيروس في مجرى الدم، لكن لا بدّ من إجراء اختباراتٍ أخرى لتأكيد النّتيجة، فإذا كانت نتيجة التحاليل الأخرى إيجابية هذا سيؤكّد الإصابة بفيروس الإيدز.
ما التّحاليل المُستخدمَة في تحليل الإيدز؟
يختلف وقت ظهور الفيروس في الدم من شخصٍ إلى آخر، كما يعتمد على نوع الفحص المُستخدَم للكشف عنه، إذ تشمل الفحوصات والتحاليل المُستخدمة في تحليل الإيدز ما يلي:
- تحاليل المُستضد/ الأجسام المُضادة: (Antigen/antibody tests)؛ تُجرَى هذه التّحاليل للكشف عن المستضدات والأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية، فالمستضدّات مواد توجد على الفيروس تحفّز الجهاز المناعي لدى الشّخص المُصاب، وقد تظهر في الدم بكمياتٍ كبيرة خلال أسابيع قليلة بعد التعرُّض للفيروس، ومن ناحيةٍ أخرى يبدأ الجهاز المناعي في جسم المُصاب بتشكيل الأجسام المضادّة استجابة لوجود الفيروس، ويتمّ إجراء هذا التحليل ما بين 18 – 45 يومًا بعد الإصابة بالعدوى عند إجرائه على عينة دم وريدية، كما يتوافر على شكل تحليلٍ سريع يُجرَى على عينة دم عن طريق وخز طرف الإصبع، والذي يحتاج وقتًا أطول للكشف عن الإصابة بالعدوى ليستغرق ما بين 18 – 90 يومًا بعد التعرُّض للفيروس.
إقرأ أيضا:طرق انتقال التهاب الكبد الوبائي C
يمكن الكشف عن مستضدّ فيروس الإيدز (p24) قبل تطوُّر الأجسام المضادّة، والتي عادةً ما تستغرق من أسابيع إلى شهور حتى تصبح قابلة للكشف في التحليل.
- تحليل الحمض النووي: (NATs-Nucleic Acid Testing)، يتحقق من وجود فيروس الإيدز في الدم، ويمكن الكشف عن الإصابة بعد مرور 10- 33 من التعرّض للفيروس ودخوله الجسم، وعلى الرغم من سرعة الفحص، إلّا أنّه مكلف وغير مُعتمد بشكل روتيني إلا في الحالات ذات الخطورة المرتفعة للتعرُّض للفيروس، أو الحالات التي تظهر فيها الأعراض الأولية لعدوى فيروس الإيدز.
ليس من الضّرورة أن تعني النتيجة الإيجابية الإصابة بفيروس الإيدز، إذ إنَّ الإيدز هو المرحلة الأخيرة للإصابة بالعدوى.
ما بعد ظهور مرض الإيدز في الدم
يُنصَح بمراجعة طبيبٍ مختصّ فور ثبوت الإصابة بفيروس الإيدز من أجل تحديد خطة العلاج المُثلى والموعد الأنسب لبدء العلاج وذلك بعد إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من كفاءة عمل الجهاز المناعي، بالإضافة إلى الصّحة العامّة للمُصاب، وسرعة تطوُّر العدوى في الجسم، ومن أبرز هذه الفحوصات ما يلي:
- تحليل تعداد الدم (CBC): لمراقبة تعداد كريات الدم البيضاء وخاصّة خلايا (CD4)، وذلك للتحقق من تأثير الفيروس في الجهاز المناعي.
- المسح الكيميائي: يقيس هذا الفحص تراكيز بعض المواد في الدم؛ كالأملاح وسكر الدم، لتقييم مدى كفاءة عمل كلٍّ من الكبد والكلى.
- فحوصات للكشف عن العدوى: تُجرَى هذه الفحوصات للتحقق من الإصابات السّابقة أو الحالية بأيّ من أنواع العدوى التي قد تتفاقم مع الإصابة بفيروس الإيدز، كالتهاب الكبد الوبائي من النوع (أ)، أو (ب)، أو (سي)، أو داء السل (Tuberculosis)، أو الزّهري (Syphilis).
- الحمل الفيروسي: يقيس اختبار الحمل الفيروسي كمية فيروس الإيدز في الدم.
- مقاومة الأدوية: يُتابِع هذا الفحص مدى فعالية العلاج ونتائجه أكثر من كونه فحصًا تشخيصيًا، إذ يوصي الأطباء بإجراء فحص مقاومة الدواء لكلّ شخصٍ مُصاب بفيروس الإيدز لاختيار الدواء الأنسب، وذلك لقدرة الفيروسات على التحوّر والتعرّض لطفرات مما يجعله مُقاومًا لبعض الأدوية.
هل يوجد علاج لمرض الإيدز؟
لا يوجد علاج يحقق التعافي التام من عدوى فيروس الإيدز، إذ إنّه بمجرد التعرُّض للإصابة بالفيروس سيبقى في الجسم مدى الحياة، لكن هنالك العديد من العلاجات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمُصاب، وتقليل كمية الفيروس بالدم وتأثيره في الجسم، بالإضافة إلى تقليل خطورة انتقال الفيروس إلى الأشخاص الآخرين، ويُطلَق عليها اسم مضادات الفيروسات القهقرية (ART – Antiretroviral therapy)، والتي يُوصَى بها لكلّ شخصٍ مُصاب بفيروس الإيدز.
إقرأ أيضا:فيروس الورم الحليمي البشري عند الرجال