عضلة القلب

كهرباء القلب

تتحكم الإشارات الكهربائيّة بنظم القلب، فمن الطبيعيّ أن تنقبض عضلة القلب عند مرور الإشارات الكهربائيّة عبرها، وذلك بمعدل 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة الواحدة خلال فترة الراحة، ومن الممكن أن يتفاوت عدد الانقباضات من شخصٍ لآخر حسب العمر، وللتعرف على آليّة عمل كهربائيّة القلب تابع قراءة المقال.

كهرباء القلب

يتكون القلب من نوعين من الخلايا التي تُمكّن الإشارات الكهربائيّة من التحكم بنبضات القلب، وهما:

  • الخلايا الموصلية: (بالإنجليزية: Conducting cells)، وهي الخلايا المسؤولة عن نقل إشارات القلب الكهربائيّة.
  • الخلايا العضليّة: (بالإنجليزية: Muscle cells)، وهي الخلايا التي تسمح بانقباض حجرات القلب بعد أن يتم تحفيزها بواسطة الإشارات الكهربائيّة.

يمكن القول إنّ القلب هو عبارة عن مضخة مكونة من أنسجة عضليّة، بحيث يقوم نظام التوصيل الكهربائيّ بتنسيق انقباض حجرات القلب المختلفة إذ يزود النظام الكهربائيّ القلب بالطاقة اللازمة التي تساعد البطينين والأذينين على العمل معاً لضخ الدم، من خلال التناوب في عملية الانقباض والراحة،[٤] كما يتحكم النظام الكهربائيّ في توقيت ضربات القلب من خلال ضبط معدل نبضات القلب ونظمه، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ العقدة الجيبيّة (بالإنجليزية: Sinus node)، تعمل على توليد الإشارات الكهربائيّة بشكلٍ مستمر بما يُساهم في ضبط إيقاع ومعدل النبضات في القلب الطبيعيّ السليم.

إقرأ أيضا:ما هو أذين القلب؟

 

كيف ينبض القلب؟

ينبض القلب على النحو التالي:

  • تقوم العقدة الجيبيّة الأذينيّة (بالإنجليزية: Sinoatrial node) والتي تسمى منظم ضربات القلب، بإرسال إشارات كهربائيّة.
  • ينقبض الأذينان (بالإنجليزية: Atria)، وهما الحجرتان العلويتان من القلب.
  • ترسل العقدة الأذينيّة البطينيّة (بالإنجليزية: Atrioventricular node) الإشارات الكهربائيّة إلى البطينين.
  • ينقبض البطينان (بالإنجليزية: Ventricles)، وهما الحجرتان السفليتان من القلب.
  • ترسل العقدة الجيبية الأذينيّة إشارات إلى الأذينين لينقبضا مرة أخرى، وهكذا تستمر الدورة مرة بعد الأخرى، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الدورة التي تتمثل بإرسال الإشارات الكهربائية بحيث يتبعها انقباض في الحجرات، تمثّل نبضة واحدة من نبضات القلب.

 

أمراض كهربائية القلب

يعرّف اضطراب نظم القلب (بالإنجليزية: Arrhythmia)، بأنّه مشكلة في معدل أو إيقاع ضربات القلب، إذ ينبض القلب إما بسرعة كبيرة أو ببطء، أو يكون إيقاع نبضاته غير منتظم، ويصنف الأطباء اضطراب نظم القلب إلى صنفين حسب مكان نشأته؛ في الأذين أو البطين، وحسب سرعة ضربات القلب، وفيما يأتي بيان ذلك:

تسارع ضربات القلب

يشير تسارع ضربات القلب (بالإنجليزية: Tachycardia)، إلى ارتفاع سرعة ضربات القلب، إذ يكون معدل سرعة القلب خلال فترة الراحة أعلى من 100 ضربة في الدقيقة الواحدة، ويتم تصنيف تسرع القلب إلى صنفين تبعًا لمكان نشأته، وهما:

إقرأ أيضا:الماء حول القلب : الانصباب التاموري
  • تسرع ضربات القلب في الأذين: ويشمل الأنواع التالية:
  • الرجفان الأذينيّ (بالإنجليزية: Atrial fibrillation).
  • الرفرفة الأذينيّة (بالإنجليزية: Atrial flutter).
  • تسرع القلب فوق البطينيّ (بالإنجليزية: Supraventricular tachycardia).
  • متلازمة وولف باركنسون وايت (بالإنجليزية: Wolff-Parkinson-White syndrome).
  • تسرع ضربات القلب في البطين: ويشمل الأنواع التالية:
  • تسرع القلب البطينيّ (بالإنجليزية: Ventricular tachycardia).
  • الرجفان البطينيّ (بالإنجليزية: Ventricular fibrillation).
  • متلازمة كيو تي الطويلة (بالإنجليزية: Long QT syndrome).

تباطؤ ضربات القلب

يشير تباطؤ ضربات القلب (بالإنجليزية: Bradycardia)، إلى بطء سرعة ضربات القلب، بحيث يكون معدل ضربات القلب خلال فترة الراحة أقل من 60 ضربة في الدقيقة الواحدة، ويشمل تباطؤ ضربات القلب الأنواع التالية:

  • متلازمة العقدة الجيبيّة المريضة (بالإنجليزية: Sick sinus syndrome).
  • إعاقة التوصيل الكهربائيّ (بالإنجليزية: Conduction block).

عوامل خطر الإصابة بأمراض كهربائية القلب

توجد مجموعة من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بأمراض أو اضطرابات كهربائية القلب، مع الأخذ بالاعتبار أنه من الممكن أن يُصاب الشخص باضطرابات كهربائيّة القلب دون وجود أيّ عوامل خطر، وبشكلٍ عامّ تتضمن عوامل خطر اضطراب كهربائية القلب ما يأتي:

  • التقدم في السن.
  • الإصابة بمرض السكريّ.
  • الإصابة بانقطاع النفس النوميّ (بالإنجليزية: Sleep apnea).
  • الإجهاد المزمن.
  • الإصابة باضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهيّة العصبيّ (بالإنجليزية: Anorexia nervosa).
  • الإصابة باضطرابات أملاح الدم (بالإنجليزية: Electrolyte imbalances)، مثل انخفاض نسبة البوتاسيوم أو الكالسيوم في الدم.
  • الإصابة بأي نوع من أمراض القلب الأساسيّة أو وجود عوامل جينية مُعينة لدى الشخص، والتي من الممكن أن تؤثر في كهربائيّة القلب أو قد تزيد من احتمالية الإصابة باضطراب نظم القلب.
  • استخدام بعض الأدوية التي قد تؤدي إلى اضطراب نظم القلب كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها.

تشخيص أمراض كهرباء القلب

يقوم الطبيب بتشخيص أمراض كهرباء القلب عن طريق أخذ السيرة المرضية وتوجيه بعض الأسئلة للشخص؛ بما في ذلك سؤاله عن العلامات والأعراض التي يشكو منها، وإجراء الفحص السريري، إضافة إلى القيام ببعض الاختبارات، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:

إقرأ أيضا:أسباب ضربات القلب السريعة
  • تحاليل الدم: (بالإنجليزية: Blood tests)، تتم هذه الاختبارات للتحقق من نسب بعض المواد في الدم التي قد يدل وجودها على خطر الإصابة باضطراب نظم القلب؛ مثل البوتاسيوم وهرمونات الغدة الدرقيّة.
  • تخطيط صدى القلب: (بالإنجليزية: Echocardiogram)، إذ يتم في هذا الاختبار فحص عضلة القلب وصماماته باستخدام الموجات فوق الصوتيّة.
  • تخطيط كهربائيّة القلب: (بالإنجليزية: Electrocardiogram)، واختصاراً (ECG or EKG)، ويتم هذا الاختبار بوضع أقطاب كهربائيّة على الجلد، لتسجيل الإشارات الكهربائيّة التي تنتقل عبر عضلة القلب، وتوضيحها على ورقة رسم بيانيّ.
  • اختبار الإجهاد: (بالإنجليزية: Stress test)، يتم من خلال هذا الاختبار إجراء تخطيط كهربائيّة القلب أثناء استخدام جهاز المشي أو الدراجة الثابتة، وذلك لمراقبة معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويكون الهدف منه معرفة مقدار الجهد الذي يتحمّله القلب قبل مواجهة مشاكل في نظم القلب أو عدم حصول القلب على كميةٍ كافيةٍ من الدم.
  • مسجل النوبة الحلقيّ القابل للغرس: (بالإنجليزية: Implantكهرباء القلبable loop recorder)، يتم زرع هذا الجهاز تحت الجلد، ويقوم بتسجيل النشاط الكهربائيّ للقلب بشكلٍ مستمر، ومن ثم يرسل المعلومات التي تم تسجيلها إلى الطبيب.
  • قسطرة القلب: (بالإنجليزية: Cardiac catheterization)، ويُجرى هذا الاختبار في سبيل الحصول على صورةٍ مُفصلةٍ لكل من حجرات القلب، وصماماته، وشرايينه التاجية.
  • اختبار الطاولة المائلة والرأس مرفوع: (بالإنجليزية: Head-up tilt table test)، يتم من خلال هذا الاختبار قياس الاختلاف في معدل ضربات القلب وضغط الدم في حالة الوقوف والاستلقاء، ويهدف هذا الاختبار إلى الكشف عن سبب نوبات الإغماء وما إذا كانت ناتجة عن خلل في الجهاز الكهربائيّ، أو العصبيّ، أو الوعائيّ.

متى تجب مراجعة الطبيب؟

يجب على الشخص مراجعة الطبيب على الفور عند شعوره بأيّ أعراض لاضطرابات نبض القلب، وذلك لتحديد مشاكل القلب في حال وجودها، ووضع خطة علاجية مناسبة بناءً على ذلك، ومن الجدير بالذكر أن اضطراب دقات القلب في العادة يكون غير ضار، ولكن في بعض الأحيان قد يكون الأمر طارئاً، بما يستدعي إجراء التشخيص الفوري واتخاذ الإجراءات العاجلة.

السابق
ما هو تامور القلب؟
التالي
حجرات القلب