هل الملح الوردي فعلاً أكثر فائدة من ملح الطعام العادي؟

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشر استخدام الملح الوردي من جبال الهيمالايا بشكل واسع في المطابخ العربية والعالمية باعتباره خياراً “صحيّاً” وأفضل من الملح الأبيض التقليدي.
لكن هل هذه الشهرة تستند إلى حقائق علمية؟ أم أن الملح الوردي مجرد موضة غذائية جديدة؟

ما هو الملح الوردي؟

الملح الوردي هو نوع من الملح الطبيعي الصخري يُستخرج من مناجم خِوْرة في باكستان بالقرب من جبال الهيمالايا.
يمتاز بلونه الوردي المائل للبرتقالي نتيجة احتوائه على كميات ضئيلة من الحديد والمعادن مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم.

ومع ذلك، يشكّل كلوريد الصوديوم أكثر من 97% من تركيب الملح الوردي — وهي نفس النسبة تقريباً في الملح الأبيض العادي.

الفرق بين الملح الوردي وملح الطعام العادي

💡 النتيجة: من الناحية الغذائية، الفرق بين النوعين محدود للغاية. الاختلاف الأساسي في اللون والطعم فقط، وليس في الفائدة الصحية.

إقرأ أيضا:اعراض تشحم الكبد

فوائد الملح الوردي

رغم محدودية الفروق الغذائية، إلا أن بعض الأشخاص يفضلونه لأسباب محددة، منها:

1. خلوه من المواد المضافة الصناعية مثل مضادات التكتل.

2. طعمه اللطيف يجعلك تستخدم كمية أقل، مما يقلل الصوديوم دون أن تشعر.

3. يحتوي على آثار معادن نادرة (لكن بكميات صغيرة جداً لا تؤثر على الصحة بشكل ملموس).

4. يُستخدم في حمامات الملح والعلاجات التجميلية لخصائصه المهدئة للبشرة.

أضرار الإفراط في تناول الملح (أي نوع)

سواء كان وردياً أو أبيض، الإفراط في تناول الملح ضار بصحة القلب والكلى، حيث يؤدي إلى:

• ارتفاع ضغط الدم المزمن.

• زيادة خطر الجلطات والسكتات الدماغية.

• احتباس السوائل وتورم القدمين.

• إرهاق الكلى وزيادة خطر الفشل الكلوي.

🔹 الكمية الموصى بها:
منظمة الصحة العالمية (WHO) تنصح بألا يتجاوز استهلاك الشخص البالغ 5 غرامات يومياً (أي ما يعادل ملعقة شاي صغيرة).

مشكلة نقص اليود في الملح الوردي

الملح الوردي لا يُضاف إليه اليود الصناعي، وهو عنصر ضروري لوظيفة الغدة الدرقية وإنتاج الهرمونات.
بالتالي، الاعتماد عليه وحده قد يؤدي مع الوقت إلى نقص اليود، مما يسبب:

• تضخّم الغدة الدرقية.

• ضعف التركيز والخمول.

• تساقط الشعر وجفاف البشرة.

لهذا السبب، ينصح الأطباء بموازنة الاستخدام بين الملح الوردي والملح المدعّم باليود.

هل يُنصح باستخدام الملح الوردي؟

الإجابة المختصرة: نعم، لكن باعتدال.
يمكن استخدامه كبديل تجميلي أو لإضافة نكهة مميزة للأطعمة، لكن لا يجب الاعتماد عليه وحده كمصدر للملح في النظام الغذائي اليومي.

المهم ليس لون الملح… بل كمّيته.

اقرأ ايضا : أهمية الترطيب اليومي للصحة العامة

الأسئلة الشائعة (FAQ)

❓هل الملح الوردي ينقص الوزن؟

لا، لا توجد أي أدلة علمية على أن الملح الوردي يساعد في فقدان الوزن. هو يحتوي على نفس كمية السعرات (صفر) ونفس الصوديوم تقريباً.

❓هل الملح الوردي يحتوي على سعرات حرارية؟

كلا، الملح الوردي مثل العادي تماماً — خالٍ من السعرات الحرارية.

❓هل يمكن لمرضى الضغط تناول الملح الوردي؟

الملح الوردي يحتوي على نفس كمية الصوديوم تقريباً، لذا يجب على مرضى الضغط تجنّب الإفراط في تناوله.

❓هل الملح الوردي غني بالمعادن؟

يحتوي على آثار بسيطة من معادن مثل الحديد والبوتاسيوم، لكن نسبتها منخفضة جداً ولا تُحدث فرقاً غذائياً.

❓هل يصلح الملح الوردي للطهي اليومي؟

نعم، يمكن استخدامه في الطهي أو تقديم الأطعمة، لكن يُفضَّل أن يحتوي النظام الغذائي أيضاً على ملح مدعّم باليود.

❓هل يمكن للأطفال استخدام الملح الوردي؟

لا مانع، لكن يجب الانتباه إلى الكمية، فالأطفال يحتاجون إلى كميات محدودة جداً من الصوديوم يومياً.

المصادر العلمية والغذائية

1. Harvard Health Publishing.
   “Is Pink Himalayan Salt Healthier Than Regular Salt?”

2. Mayo Clinic.
   “Sodium: How to Tame Your Salt Habit.”

3. World Health Organization (WHO).
   “Salt Reduction and Iodine Fortification.”

4. Healthline.
   “Himalayan Salt vs. Table Salt: Which Is Better?”

5. Cleveland Clinic.
   “Pink Himalayan Salt: Health Benefits and Facts.”

الخلاصة

الملح الوردي جميل اللون ومذاقه مميز، لكنه ليس بديلاً علاجياً ولا أكثر فائدة من الملح العادي.
الفائدة الحقيقية تكمن في تقليل كمية الملح الإجمالية للحفاظ على صحة القلب وضغط الدم.

 استخدم أي نوع من الملح… لكن بحكمة، فالقليل منه يصنع الفرق الكبير.