ما هي حالة خمول الغدة الدرقية عند الأطفال؟ وهل لها أنواع؟ وما أعراضها وأسباب حدوثها؟ وما الطرق المتبعة في تشخيصها وعلاجها؟ وهل يمكن أن يترتب عليها أيّ مضاعفات؟ إجابة هذه التساؤلات وأكثر تجده في المقال الآتي:
المحتويات
خمول الغدة الدرقية عند الأطفال: إليك أهم المعلومات عنها
تحدث حالة خمول أو قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism) عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من هرمونات الغدة الدرقية، وهذه الحالة عادةً ما تُعد من أحد أكثر اضطرابات الغدة الدرقية شيوعًا لدى الأطفال صغار السن.
وهرمونات الغدة الدرقية تكمن أهميتها في العديد من وظائف الجسم المختلفة، مثل: النمو والتطور، والعمليات الأيضية، والحفاظ على نظم معدل ضربات القلب، وغيرها.
لذلك لا بدّ من معالجة خمول الغدة الدرقية عند الأطفال بأسرع وقتٍ ممكن لتجنيب إصابتهم بأيّ مضاعفات أو مخاطر صحية، حيث غالبًا ما يتم علاجها من خلال استخدام بعض أنواع الأدوية.
ما هي أنواعها؟
تتضمن حالة خمول الغدة الدرقية لدى الأطفال عدة أنواع، وذلك بناءً على سبب حدوثها، من أهمها ما يأتي:
- خمول الغدة الدرقية المناعي الذاتي (Autoimmune hypothyroidism): والذي يُعرف أيضًا بالتهاب الغدة الدرقية الليمفاوي المزمن (Chronic lymphocytic thyroiditis)، أو التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو (Hashimoto’s thyroiditis) وهو يحدث نتيجة قيام الجهاز المناعي بمهاجمة الغدة الدرقية مسببًا إتلافها وإعاقة قيامها بوظائفها على النحو الصحيح.
- خمول الغدة الدرقية الخلقي (Congenital hypothyroidism): أيّ أن الاضطراب يكون موجودًا لدى الأطفال عند الولادة، والذي غالبًا ما يكون سببه فشل نمو الغدة الدرقية قبل الولادة، أو عدم قدرة الغدة على تصنيع هرمونات الغدة الدرقية منذ الولادة، وفي حال لم يتم معالجتها بالشكل الصحيح، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث بعض المشكلات الصحية الخطيرة.[٣]
- خمول الغدة الدرقية علاجي المنشأ (Iatrogenic hypothyroidism): يُعد من أشكال قصور الغدة الدرقية المكتسب، والذي يحدث بسبب استئصال الغدة الدرقية جراحيًا، وبالتالي يصبح جسم الطفل غير قادر على إنتاج هرمون الغدة الدرقية.
- خمول الغدة الدرقية المركزي (Central hypothyroidism): يحدث عندما يكون الدماغ تحديدًا غير قادر على إنتاج هرمون الغدة الدرقية (TSH)، وذلك نتيجة حدوث تطور غير طبيعي لمنطقة ما تحت المهاد أو الغدة النخامية، أو التعرض لصدمة، أو تشكل ورم، كما يُعد من اضطرابات الغدة الدرقية الأقل شيوعًا، وغالبًا ما يكون لدى مرضى هذا النوع غدة درقية طبيعية.
ما الأعراض المصاحبة لها؟
تتمثل أبرز الأعراض المصاحبة لحالة خمول الغدة الدرقية عند الأطفال كل مما يأتي:
إقرأ أيضا:نصائح بعد استئصال الغدة الدرقية- تباطؤ معدل نمو الطفل.
- امتلاك الطفل وجه سمين.
- تورم اليدين والقدمين.
- ضعف في العضلات.
- الشعور بالكسل والنعاس.
- الإمساك.
- التعب العام.
- جفاف فروة الرأس مع الشعور بحكة مزعجة.
- جفاف الجلد وخشونته.
- التقلبات المزاجية.
- زيادة الوزن، بالرغم من عدم تناول المزيد من الطعام أو ممارسة الرياضية بشكل أقل.
- تضخم الغدة الدرقية.
- الشعور بالبرد.
- ضعف الذاكرة وقلة التركيز.
- بطء التطور الجنسي.
ما عوامل خطر الإصابة بها؟
قد تزيد فرصة المعاناة من خمول الغدة الدرقية عند الأطفال في حال تعرضهم لأحد عوامل الخطر الآتية:
- وجود اضطرابات في الكروموسومات.
- الإصابة بأحد اضطرابات المناعة الذاتية، مثل: مرض السكري من النوع الأول، أو الاضطرابات الهضمية.
- الحصول على كميات عالية أو قليلة جدًا من اليود.
- تعرض الغدة الدرقية لإصابة ما.
- الخضوع لعلاج إشعاعي في كل من الرأس والرقبة.
- التهاب الغدة الدرقية بسبب عدوى فيروسية.
- اضطرابات الغدة النخامية.
- النوع، فالفتيات عرضة لهذا النوع من الأمراض أكثر من الفتيان.
ما الطرق المتبعة في تشخيصها؟
يتم تشخيص خمول الغدة الدرقية عند الأطفال من خلال إجراء الاختبارات التشخيصية الآتية:
إقرأ أيضا:ما هي أعراض الغدة الدرقية الخاملة والنشطة؟- الفحص البدني: حيث سيقوم الطبيب المختص بإجراء فحص جسدي للطفل بشكل كامل، بالإضافة إلى السؤال عن تاريخه العائلي والمرضي.
- اختبار الدم: وذلك للتحقق من مستويات هرمونات الغدة الدرقية لدى الطفل.
- التصوير المقطعي المحوسب: الذي يُستخدم لعمل صورة مفصلة للغدة الدرقية، ليتم من خلالها التحقق من وجود المشكلات الصحية فيها.
كيف يتم علاجها؟
يتم علاج هذه الحالة في معظم الأحيان من خلال استخدام العلاج البديل لهرمونات الغدة الدرقية الاصطناعي والمعروف باسم ليفوثيروكسين (Levothyroxine)، والذي يأتي على شكل أقراص، ويُؤخذ بجرعة حبة واحدة يوميًا.
ونظرًا لأن الجسم قد يحتاج مع الوقت لجرعات أعلى من هذا الهرمون الصناعي، فلا بدّ من إعادة الاختبار للطفل بشكل دوري للتأكد من إعطائه الكمية المناسبة من هذا الهرمون وتعديل جرعاته بما يتناسب مع وضعه الصحي.
ما المضاعفات الصحية المترتبة عليها؟
إن في حال عدم علاج خمول الغدة الدرقية عند الأطفال بالشكل الصحيح، قد يترتب على المصاب بعض المضاعفات والمخاطر الصحية، منها:
- تضخم الغدة الدرقية: والذي يترتب عليه مواجهة بعض الصعوبات والمشاكل في عمليتي البلع والتنفس.
- مشاكل في القلب: قد يزيد خمول الغدة الدرقية من احتمالية إصابة الطفل على المدى البعيد بأمراض القلب والفشل القلبي، وذلك نتيجة ارتفاع مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) لديه.
- اعتلال العصبي المحيطي: إن تطور القصور في الغدة الدرقية دون الخضوع لأيّ علاج قد يتسبب بتلف الأعصاب الطرفية، وهي الأعصاب المسؤولة عن نقل المعلومات من الدماغ والحبل الشوكي إلى باقي أجزاء الجسم، وغالبًا ما يترتب على هذه الحالة؛ الشعور بالألم، والوخز، وتنميل الذراعين والساقين.
- غيبوبة الوذمة المخاطية: تًعد غيبوبة الوذمة المخاطية (Myxedema coma) من الحالات النادرة التي تهدد الحياة، والتي تحدث نتيجة استمرار الخمول وعدم علاجه لفترات طويلة، وقد تزداد فرصة حدوثها عادةً بسبب الإصابة بعدوى، أو استخدام بعض المهدئات، أو التعرض لأيّ ضغوطات جسدية.