مراحل السرطان ودرجاته

بعد أن يتمّ تشخيص السرطان، يعمل الأطباء على تصنيفه لدرجات ومراحل، إذ تصف مرحلة السرطان حجم الورم ومدى انتشاره إلى باقي أنحاء الجسم، بينما تصف درجة السرطان مظهر الخلايا السرطانية، فما هي مراحل السرطان؟ ودرجاته؟

مراحل السرطان

إن تحديد مرحلة السرطان ودرجته من الأمور المهمة المساعدة على اختيار الأطباء الخطة العلاجية الأنسب، وفي الحقيقة يوجد عدّة أنظمة لتحديد مراحل السرطان، لعلّ أكثرها استخدامًا هما النظامين الآتيين:

• نظام تصنيف الورم والعُقد والنّقائل (بالإنجليزيّة: Tumor-node- metastasis staging system) والمعروف اختصارًا ب(TNM).
• نظام تصنيف مراحل السرطان الرقميّ (بالإنجليزيّة: Numbered cancer stage system).

نظام تصنيف الورم والعُقد والنّقائل (TNM)

يمكن لاسم نظام TNM أن يعطينا خلاصة عمل هذا النظام فيشير T إلى الورم (Tumor)، وN إلى العقد (Node) وM إلى مدى انتشار السرطان (Metastasis)، وسيتمّ تفصيل كلّ منها فيما يلي:

• T: يشير عادةً إلى حجم الورم السرطانيّ ومدى انتشاره إلى الأنسجة القريبة، ويقسّم إلى الأرقام 1،2،3،4 إذ يعبّر الرقم 1 عن الورم الأقل حجمًا، والرقم 4 عن الورم الأكبر حجمًا.
• N: تبيّن مدى انتشار السرطان إلى العقد الليمفاويّة، وتقسّم بين الأرقام (0-3)، إذ يشير الرقم 0 إلى عدم احتواء العقد الليمفاوية على خلايا سرطانيّة، ورقم 3 إلى احتواء الكثير من العقد الليمفاويّة على خلايا سرطانيّة.
• M: تصف مدى انتشار السرطان من الورم الأساسي إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهي إمّا رقم 1 أي أنّ السرطان قد انتشر، أو رقم 0 الذي يشير إلى عدم انتشاره.

نظام تصنيف مراحل السرطان الرقميّ

وفي هذا النظام يتمّ الإشارة إلى مراحل السرطان بالأرقام الرومانيّة، وأنواع السرطان عمومًا، ويتمّ تصنيفها ضمن أربعة أرقام، من المرحلة رقم I (1) إلى مرحلة رقم IV (4)، وهناك بعض أنواع السرطان يتمّ التصنيف الرقمي فيها بدءًَا من الرقم 0، وسيتم بيان ذلك فيما يلي:

• المرحلة صفر: أي أن الخلايا السرطانية لم تنتشر من الورم الأساسيّ إلى الأنسجة الأخرى، وهذا النوع من الأورام السرطانيّة لديه قابلية عالية للتماثل للشفاء، ويمكن علاجه جراحيًا عبر استئصال الورم كاملًا.
• المرحلة الأولى (I): تصف الورم السرطاني محدود الحجم، والذي لم يتوسّع إلى العقد الليمفاويّة أو الأجزاء الأخرى من الجسم، وعادةً ما تشير هذه المرحلة إلى السرطان الذي تمّ اكتشافه في مرحلة مبكرة.
• المرحلة الثانية والثالثة (II و III): يكون الورم السرطاني هنا قد توسّع إلى الأنسجة القريبة، ومن الممكن وصوله إلى العقد الليمفاويّة أيضًا، ولكنه لم يصل إلى الأجزاء البعيدة من الجسم.
• المرحلة الرابعة (IV): وفي هذه المرحلة يكون قد انتشر الورم السرطانيّ إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويسمّى بالسرطان المتقدم أو المنتشر.

أنظمة تصنيف مراحل السرطان الأخرى

بعض أنواع السرطان لا تصنّف ضمن الأنظمة السابقة مثل؛ أورام الدماغ أو أورام الجهاز العصبي المركزي، إذ إنّ مثل هذا النوع من السرطانات من النادر انتشاره خارج الدماغ أو الحبل الشوكي، ولا يوجد نظام تصنيف لهذا النوع من السرطانات.

هل يمكن لمرحلة السرطان أن تتغيّر؟

في غالب الأمر لا يتم تغيير تصنيف السرطان من مرحلة لأخرى، حتى وإن تغيّرت طبيعة الورم السرطاني مع الوقت، فيعتمد الأطباء على التصنيف الأولي للورم السرطاني عند التشخيص، ويتمّ إضافة ملحوظات عن التغيير الحاصل على الورم في حال حدوثه، لكن هناك حالات من الممكن استحداث تصنيف جديد لمرحلة السرطان فيها، وذلك حين يعود السرطان إلى الجسم بعد الشفاء منه بشكل وطبيعة مختلفة، حينها يتمّ إعادة الفحوصات كلها واعتماد النتائج الجديدة بإضافة المرحلة الجديدة إلى التشخيص دون استبدالها.

درجات السرطان

أمّا بالنسبة لدرجات السرطان، التي تصف طبيعة الخلايا السرطانية ومدى اختلافها عن الخلايا الطبيعية، ويتم معرفة ذلك تحت المجهر، وبشكل عامّ فإن الدرجة الأقل هي للورم السرطانيّ بطيء النمو، والدرجة الأعلى هي للورم سريع النمو، ويمكن تفصيل ذلك كما يلي:

• الدرجة الأولى: لا يختلف شكل الخلايا السرطانيّة عن الخلايا الطبيعيّة، ولا تتكاثر وتنقسم بتسارع عالي.
• الدرجة الثانية: تختلف الخلايا السرطانيّة عن الخلايا الطبيعيّة، وتكون سرعة انقسامها أعلى من الخلايا الطبيعيّة.
• الدرجة الثالثة: تظهر الخلايا السرطانيّة بشكل غير الطبيعيّ بصورة واضحة، وتكون سرعة نمّوها هائلة.

فائدة تحديد مرحلة السرطان

يعدّ تحديد مرحلة السرطان من الأمور الهامّة للغاية طبيّاً، ويرجع ذلك إلى أسبابٍ عدّة، نذكر منها الآتي:

• العلاج: بعد تصنيف السرطان من حيث المرحلة، يمكن للأطباء تحديد الخيارات العلاجية، واختيار أفضل خطة علاجية ممكنة للحالة، فمثلًا؛ يمكن استخدام العلاج الكيماويّ للحالات السرطانيّة المتقدمة، بينما يلجأ الأطباء للخيار الجراحي في حال الكشف المبكّر عن السرطان.
• التوقعات المستقبلية للحالة: يمكن لتحديد مرحلة السرطان أن يعطينا فكرة عن مدى تقدّم المرض علاجيًا وعن تطور الحالة المرضيّة للمريض، فكلما كان الكشف عن السرطان مبكرًا، كانت نسبة استجابة المرض للعلاج أفضل.
• البحوثات: يتمّ عمل هذه البحوث للمقارنة بين الخطط العلاجية للحالات ضمن تصنيف واحد، وذلك للحصول على أفضل الخيارات العلاجيّة الممكنة.

الفحوصات والتحاليل اللازمة لتحديد مرحلة السرطان

ينبغي إجراء عدد من الفحوصات والتحاليل لمريض السرطان كي يحدّد الطبيب مرحلة الورم السرطاني لديه، أبرز هذه الفحوصات والتحاليل يمكن الإشارة إليها فيما يلي:

• الفحص السريري: يمكن للفحص السريري أن يساعد على تحديد حجم الورم السرطاني وذلك بعد تحديد مكانه في الجسم.
• الفحوصات الإشعاعيّة: مثل التصوير بالأشعة السينيّة (X-rays)، والتصوير المقطعي المحوسب (CT Scan)، والتصوير بالرنين المغناطيسيّ (MRI)، والتصوير بالموجات فوق الصوتيّة (السونار)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، وهي مهمّة للغاية لتحديد حجم الورم السرطاني ومكانه.
• التنظير الداخلي: ويفيد في بعض الأحيان لتحديد مكان السرطان وذلك عن طريق جهاز المنظار الطبي، وهو أنبوب يتمّ وضعه داخل الجسم ويكون مربوطًا بآلة تصوير فيديو، وذلك لتحديد طبيعة ومكان الورم السرطانيّ.
• الخزعة: وهي جزء من الورم أو الكتلة، يتمّ أخذها للفحص في المختبر.
• فحوصات مخبرية: إذ يتمّ عمل فحوصات مخبريّة لخلايا السرطان نفسها؛ سواءً أُخذت من خزعة أو عند إزالة الورم جراحيًا، بالإضافة إلى فحوصات الدم التي يمكن لها المساعدة على تحديد المرحلة لبعض أنواع السرطان.