يعود سبب الشعور بآلام أسفل الظهر لدى بعض الأشخاص إلى الإصابة بأمراض عظام العجز، فما هي هذه الحالة؟ وما أعراضها؟ وكيف يتم علاجها؟
المحتويات
أمراض عظام العجز
تعرف أمراض عظام العجز بالتهاب المفصل العجزي الحرقفي (Sacroiliac joint dysfunction or sacroiliitis)، وهي تمثل الشعور بالألم في المفصل العجزي الحرقفي (Sacroiliac joint)، ويعد هذا المفصل مهماً لإبقاء الشخص مستقيماً أثناء الجري أو المشي، إذ يمثل المنطقة الممتصة للصدمات نظراً لكونه يعمل على توزيع القوة والضغط عبر الحوض وأسفل الجسم بما يساهم في تثبيت العمود الفقري وحمايته، وفي حال تعرض هذا المفصل لإصابة فإنه قد يلتهب بما يؤثر في قدرته على توزيع الضغط بالتساوي.
ما هي أعراض أمراض عظام العجز؟
تتراوح شدة أعراض أمراض عظام العجز بين الخفيفة إلى الشديدة وذلك اعتمادًا على سبب الإصابة التي تعرض لها الشخص وشدتها، وهناك نوعان من أمراض عظام العجز: الحادة أي التي تحدث بشكلٍ مفاجئ وتتعافى في غضون أيام أو حتى أسابيع، والمزمنة والتي يستمر الشعور بها طوال الوقت لأكثر من 3 أشهر أو قد تزداد شدتها سوءًا عند ممارسة أنواع معينة من الأنشطة، ونذكر من أبرز أعراض أمراض عظام العجز ما يأتي:
- آلام أسفل الظهر التي تتراوح بين الخفيفة إلى الشديدة، وقد يشعر بها المريض عادةً في جانب واحد فقط من أسفل الظهر، ولكن في بعض الحالات فإنها تؤثر في كلا جانبي الظهر.
- الشعور بالألم الذي ينتشر في منطقة الوركين، والأرداف، والفخذ، وأعلى الظهر، وكذلك فإن الألم في هذه الحالة قد يؤثر في جانب واحد فقط، ولكن يمكن الشعور به في كلا الجانبين في بعض الحالات.
- عدم استقرار منطقة الحوض أو أسفل الظهر، وهذا ما قد يؤثر في قدرة الشخص على الوقوف أو المشي، أو الانتقال من وضعية الوقوف إلى الجلوس.
- الشعور بتيبس منطقة أسفل الظهر، والوركين، والحوض، والفخذ، إلى جانب محدودية الحركة فيها، ويترتب على ذلك مواجهة الشخص صعوبة في أداء بعض الحركات، مثل صعود الدرج أو الانحناء للأمام.
- زيادة شدة الألم سوءًا عند بذل المزيد من الضغط على المفصل العجزي الحرقفي كما قد يحدث عن صعود الأدراج، أو الجري، أو القفز، أو تطبيق وزن إضافي على جانب واحد من الجسم، أو الوقوف لفترات زمنية طويلة، أو ممارسة أعمال شديدة.
أسباب أمراض عظام العجز
هنال العديد من الأسباب التي تكمن وراء الإصابة بأمراض عظام العجز، ومنها الآتي:
إقرأ أيضا:ما أسباب التهاب العظام؟- الإصابات الرضحية: والتي تكون ناجمة عن الاصطدامات المفاجئة كما يحدث عند السقوط، أو التعرض لحادث سيارة، أو التعرض لإصابة العمل، أو الخضوع لجراحة في منطقة الورك أو العمود الفقري.
- التهاب المفاصل: والذي قد يتسبب بتلف المفصل العجزي الحرقفي، وهناك نوع من الروماتيزوم قد يؤثر في العمود الفقري ويعرف بالتهاب الفقار اللاصق (Ankylosing Spondylitis).
- الحمل والولادة: إذ قد يحدث تآكل في الغضاريف نتيجة تتمدد الأربطة بما يسمح للحوض بالتمدد مع اقتراب موعد الولادة، إلى جانب الوزن الزائد التي تحصل عليه المرأة خلال فترة الحمل، وهذا قد يؤدي إلى حدوث استجابة التهابية في المفصل العجزي الحرقفي.
- أسباب أخرى: مثل الإصابة بأمراض المناعة الذاتية كالتهاب المفاصل الفقاري المحوري (Axial spondyloarthritis)، أو الظروف الأخرى؛ كارتداء حذاء المشي بعد الخضوع لجراحة في القدم أو الكاحل، أو ارتداء الأحذية غير الداعمة.
عوامل خطر الإصابة بأمراض عظام العجز
هناك عدة عوامل خطر مرتبطة بأمراض عظام العجز، وهي كالتالي:
- الأشخاص الرياضيون.
- المصابون باعوجاج جانبي العمود الفقري.
- الأشخاص الذين يملكون ساق أطول من الأخرى.
- الأشخاص الذين يخضعون لتدريبات شديدة لفترة زمنية طويلة.
- النساء، فهنّ أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة مقارنةً بالرجال.
تشخيص أمراض عظام العجز
يعتمد تشخيص أمراض عظام العجز على القيام بما يأتي:
إقرأ أيضا:علاج ألم أسفل الظهر عند النساء- الفحص البدني: والذي يضمن السؤال عن تاريخ التعرض للإصابة، ومكان الألم، وما إن كان المريض يعاني من أي مشاكل في الوقوف أو النوم؛ وقد يطلب الطبيب من المريض الوقوف أو التحرك في اتجاهات مختلفة مع تحديد موضع الشعور بالألم، وقد يكشف الطبيب عما إن كان الشخص يشعر بالألم عند لمس منطقة المفصل العجزي الحرقفي.
- اختبارات التصوير: مثل تصوير منطقة المفصل بالأشعة السينية، وعلى الرغم من ذلك فإن الصورة لا تعطي نتائج أكيدة حول تشخيص ألم المفصل العجزي الحرقفي.
- إعطاء حقن التخدير: وذلك بهدف الكشف عن السبب الدقيق وراء الشعور بألم أسفل الظهر، فإذا تم إعطاء حقن التخدير في منطقة المفصل العجزي الحرقفي ولوحظ بأن الألم قد توقف بشكل تام فذلك يدل على أن سبب ألم أسفل الظهر هو وجود مشكلة في المفصل العجزي الحرقفي، ولكن قد تتسرب المادة المخدرة إلى الأجزاء القريبة من هذه المنطقة؛ بما يؤثر في دقة نتيجة هذا الاختبار.
علاج أمراض عظام العجز
هناك مجموعة من العلاجات التي يتم التوصية بها لأمراض عظام العجز، ومنها الآتي:
- الراحة: الحصول على فترة راحة تتراوح بين يوم إلى يومين.
- الكمادات: تطبيق كمادات الثلج أو الكمادات الدافئة على منطقة أسفل الظهر والحوض، إذ يساهم ذلك في تخفيف الألم والالتهاب في منطقة المفصل، وتخفيف تشنج العضلات، ومنح الشعور بالراحة.
- الأدوية: فقد يصف الطبيب مسكنات الألم غير الستيرويدية (NSAIDS) لتخفيف الالتهاب والشعور بالألم.
- العلاج اليدويّ: والذي يجرى تحت إشراف مختص بتقويم العظام، ويتضمن القيام بحركات معينة واتخاذ وضعيات مناسبة للمريض لتخفيف الأعراض لديه.
- حقن التخدير: فكما تستخدم في التشخيص فهي تستخدم في العلاج، بحيث يتم تخفيف الألم بشكل سريع، ويلجأ لذلك في العديد من الحالات قبل إخضاع الشخص لجلسة العلاج الطبيعي.
- استخدام الدعامة أو تقويم العضلات: بحيث يتم لف دعامة الحوض حول منطقة الخصر وشدها بقوة؛ بما يساهم في تثبيت المنطقة في حال فرط حركة المفصل العجزي الحرقفي.
- العلاج الطبيعي: والذي يجرى بصورة تدريجية وتحت رقابة وإشراف مختص، إذ يساهم هذا العلاج في تقوية العضلات المحيطة بالمفصل العجزي الحرقفي إلى جانب زيادة نطاق الحركة بشكل مناسب.
- ممارسة التمارين الهوائية الخفيفة: إذ يساهم ذلك في تعزيز التعافي عن طريق زيادة تدفق الدم إلى منطقة المفصل العجزي الحرقفي، وينصح بالسباحة إذ إن طفو الجسم فوق الماء يساهم في تقليل الضغط على المفصل الذي يشعر الشخص فيه بالألم.
- الجراحة: ويلجأ لهذا الخيار في حال لم تُجدي الطرق السابقة فعالية في تخفيف الألم، وتجرى الجراحة بهدف تثبيت المفصل العجزي الحرقفي، وتعزيز نمو العظام التي تلفت في هذه المنطقة.[
