المحتويات
مقدمة :
تُعدّ متلازمة توريت (Tourette Syndrome) من الاضطرابات العصبية المزمنة التي تبدأ غالبًا في مرحلة الطفولة، وتتميّز بوجود عُرّات (Tics) صوتية أو حركية لا إرادية ومتكررة. وعلى الرغم من التقدم الطبي، لا يزال السبب الدقيق لهذا الاضطراب غير معروف تمامًا. لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والبيوكيميائية تلعب دورًا في ظهور هذه المتلازمة.
أولًا: العوامل الوراثية
تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في الإصابة بمتلازمة توريت. فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى (مثل الأب أو الأم أو الأشقاء) مصابون بهذه المتلازمة يكونون أكثر عرضة للإصابة بها. ويُعتقد أن المتلازمة تنجم عن تفاعل معقد بين عدة جينات، لا عن طفرة في جين واحد فقط، مما يُفسّر التباين الكبير في الأعراض بين المصابين ضمن نفس العائلة.
أمثلة من الدراسات:
دراسة نُشرت في مجلة Nature Genetics تشير إلى ارتباط بعض المتغيرات الجينية بزيادة خطر الإصابة.
الباحثون في جامعة ييل (Yale University) أوضحوا وجود طفرات في جينات تؤثر على تطور الدماغ في حالات متلازمة توريت.
ثانيًا: العوامل البيئية
تشير الأدلة إلى أن بعض العوامل البيئية قد تسهم في ظهور أو تفاقم أعراض متلازمة توريت، خاصة في حال ترافقها مع الاستعداد الجيني. من هذه العوامل:
إقرأ أيضا:السكتة الدماغية (Stroke): دليل طبي شامل للتشخيص والعلاج والوقايةالعدوى البكتيرية، مثل الإصابة بـالمكورات العقدية (Streptococcus)، والتي قد تؤدي إلى اضطرابات مناعية تُساهم في ظهور التشنجات.
الضغط النفسي أو الصدمة النفسية في الطفولة.
مضاعفات الحمل أو الولادة مثل نقص الأكسجين عند الولادة أو التعرض للنيكوتين والكحول داخل الرحم.
ثالثًا: اضطرابات في الناقلات العصبية
تُعدّ الناقلات العصبية مواد كيميائية تلعب دورًا في نقل الإشارات داخل الدماغ، وأهمها:
الدوبامين (Dopamine): يُعتقد أن فرط النشاط في نظام الدوبامين قد يساهم في ظهور العُرّات.
السيروتونين والنورإبينفرين: يرتبطان بالحالة المزاجية والقلق، وهما عنصران مهمّان في تفسير الأعراض المصاحبة لمتلازمة توريت.
🔬 أظهرت فحوصات الدماغ عبر تقنيات التصوير الوظيفي (مثل fMRI) وجود تغيرات في مناطق معينة من الدماغ لدى المصابين، تحديدًا في العقد القاعدية (Basal Ganglia) المسؤولة عن التحكم الحركي.
من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
الأطفال الذكور: إذ تبلغ نسبة إصابة الذكور إلى الإناث 3 إلى 4 أضعاف.
إقرأ أيضا:الخرف الوعائي: دليل شامل للأسباب، الأعراض والعلاجوجود تاريخ عائلي مع المتلازمة أو اضطرابات عصبية مشابهة.
المصابون باضطرابات أخرى مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) أو الوسواس القهري (OCD).
الخاتمة: هل يمكن الوقاية من متلازمة توريت؟
حتى الآن، لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من متلازمة توريت، لكن التشخيص المبكر والتدخل السلوكي والطبي يمكن أن يساعد في تقليل شدة الأعراض وتحسين جودة الحياة.
📝 نصيحة طبية: إذا لاحظت على طفلك حركات أو أصوات لا إرادية تستمر لأكثر من سنة، لا تتردد في استشارة طبيب أعصاب أطفال.
إقرأ أيضا:صرع الفص الصدغي: هل هو خطير؟ (تحليل طبي شامل للمخاطر والعلاج)المصادر العلمية:
National Institute of Neurological Disorders and Stroke (NINDS)
Leckman JF, Tourette’s syndrome. The Lancet, 2002.
Mataix-Cols D, et al. Biological Psychiatry, 2015.