آثار غسيل الكلى: فهم الأعراض الجانبية وكيفية التعامل معها

ما هي آثار غسيل الكلى؟

يُعدّ غسيل الكلى بمثابة شريان حياة للمرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي، إذ يساهم في تعويض بعض وظائف الكليتين الحيوية. ومع ذلك، فإن الخضوع المنتظم لجلسات الغسيل قد يترتب عليه مجموعة من الآثار الجانبية، التي تختلف شدّتها من شخص لآخر، وتعتمد بشكل كبير على نوع الغسيل المستخدم سواء كان الغسيل البريتوني (Peritoneal Dialysis) أو الغسيل الدموي (Haemodialysis).

وبحسب ما يوضحه موقع سلمتم، فإن أبرز الأعراض الجانبية المرتبطة بغسيل الكلى تشمل:

• الإرهاق والتعب العام: وهو من أكثر الأعراض شيوعًا، ويُعتقد أنه ناتج عن عدم قدرة الغسيل على تعويض جميع وظائف الكلى، إلى جانب تأثير النظام الغذائي الصارم والقيود البدنية التي يفرضها العلاج.

  إقرأ أيضا:علاج التهاب البول للحامل بدون مضاد

• زيادة خطر العدوى: خصوصًا عند استخدام القسطرة أو وجود وصلة دائمة في البطن أو الذراع، مما يُسهّل دخول البكتيريا إلى الجسم ويسبب التهابات قد تكون خطيرة.

• مشاكل في الحياة الجنسية: مثل انخفاض الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب لدى الرجال، وجفاف المهبل عند النساء، وهي أمور قد تؤثر على جودة الحياة النفسية والعاطفية.

• أعراض نفسية: كالشعور بالقلق أو الاكتئاب، وهو ما يتطلب دعماً نفسيًا مستمرًا وتواصلاً مفتوحًا مع الأخصائيين والمعالجين النفسيين.

رغم أن هذه الأعراض قد تُشكّل تحديًا، فإن إدارتها بطريقة صحيحة بمساعدة الفريق الطبي المختص قد يساهم في تحسين جودة حياة المريض على المدى الطويل.

آثار غسيل الكلى بالديلزة الدموية

يُصاحِب عملية الديلزة الدموية آثارًا جانبية إضافية خاصّة بها، وهي:

• انخفاض ضغط الدم: وهو من أكثر الآثار الجانبية المُصاحِبة لعملية الديلزة الدموية شيوعًا، فيكون عادةً مصحوبًا بالغثيان والدوخة، إذ يحدث انخفاض ضغط الدم بشكل رئيسي أثناء هذا الإجراء نتيجة انخفاض مستويات السوائل في الجسم خلال غسيل الكلى.
• جفاف وحكّة في الجسم: وينتج ذلك بسبب تراكم المعادن والأملاح في الجسم بين جلسات غسيل الكلى.
• الإنتان (تعفن الدم): تزداد احتمالية الإصابة بالإنتان في حالات غسيل الكلى، نظرًا لكون هذا الإجراء قد يسمح بدخول البكتيريا وانتشارها عبر الدم، مما قد يؤدي إلى فشل العديد من الأعضاء، ويُصاحِب هذه الحالة الشّعور بالدّوخة وارتفاع درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية أو أكثر.
• متلازمة تململ الساق: هي عبارة عن اضطرابٍ عضلي وعصبي يُصاحِبه الشعور بالحكَّة والوخز، خاصّة في الليل مما يؤثر في القدرة على النوم.
• تشنُّج العضلات: قد يرافق عملية غسيل الكلى تشنُّج العضلات وخصوصًا في أسفل القدمين.
• جفاف الفم.
• تشكُّل الخثرات الدموية.
• نقص التغذية.

أضرار غسيل الكلى بالديلزة البريتونية

يُصاحِب عملية الديلزة البريتونية آثارًا جانبية إضافية خاصّة بها، وهي:

• التهاب الصفاق (التهاب الغشاء الداخلي للبطن): وفيه تحدث الإصابة بالعدوى البكتيرية نتيجة عدم تعقيم المعدّات المُستخدمَة خلال الإجراء، ويسبب التهاب الصفاق مجموعةً من الأعراض كالحمى والغثيان والتقيؤ وآلام المعدة.
• الفتق: يرتفع خطر الإصابة بالفتق لدى الأشخاص الذين يجرون عملية الديلزة البريتونيَّة بسبب الضغط العالي على عضلات البطن، وتجمّع السوائل في هذه المنطقة عدّة ساعات خلال إجراء غسيل الكلى، إذ إنّ ظهور كتلة غير مؤلمة في البطن هي أحد الأعراض الرئيسية لفتق البطن، ويمكن اكتشافها فقط أثناء القيام بالفحوصات الطبية.
• زيادة الوزن: يحتوي السائل المستخدم في عملية الديلزة البريتونيَّة على جزيئاتٍ من السكر، والتي يقوم الجسم بامتصاصها، مما يؤدي إلى زيادة نسبة السعرات الحرارية المُستهلكة لدى الشّخص الخاضع للديلزة البريوتونية.

كيفية التعامل مع الآثار الجانبية لغسيل الكلى

هنالك طرق يمكن من خلالها التّخفيف من الآثار الجانبية المُصاحِبة لعملية غسيل الكلى، من أبرزها:

• شرب كميات كافية من الماء (8-10 أكواب) يوميًا، بالإضافة إلى تجنّب الأطعمة المالحة وتفادي التعرّض لأشعّة الشمس فترات طويلة، للحفاظ على رطوبة الجسم ومستويات ضغط الدم الطبيعية.
• المشي بانتظام وممارسة التمارين الخفيفة التي تساعد على استرخاء العضلات وتقلل تشنّجها.
• استخدام القربة (وسادة تدفئة) لتقليل الألم.
• إعلام فريق غسيل الكلى عند الشعور بالغثيان أو الدوخة، وذلك لتنظيم مستويات إزالة السوائل بشكل أفضل، أو لوصف الأدوية المضادة للغثيان.
• إجراء فحص نقص فيتامين (ب) الذي قد يسبب متلازمة تململ الساق، والتي يعاني منها معظم مرضى غسيل الكلى، ثم استشارة الطبيب لاختيار العلاج المناسب.
• ترطيب الجسم بشكل جيد لتجنب مشكلة تهيّج وحكّة الجلد، ويكون ذلك باستخدام أنواع معينة من الصابون الذي لا يسبب الجفاف، بالإضافة إلى تجنّب المستحضرات المعطّرة لأنّها قد تزيد من حساسية البشرة، وتجنّب الاستحمام بالمياه الساخنة فقد تزيد مشكلة الجفاف.

دواعي مراجعة الطبيب

يُنصَح مرضى غسيل الكلى بمراجعة الطبيب عند شعورهم بالأعراض التالية:

• صعوبة الإخراج.
• أعراض انخفاض ضغط الدم؛ ومنها العطش الشديد والدوخة.
• أعراض الالتهاب؛ ومنها ارتفاع درجة الحرارة والاحمرار في مكان الإجراء.
• الألم الشديد في البطن.
• ملاحظة وجود الفتق.

هل يؤثر غسيل الكلى على قدرة المريض في ممارسة أنشطته اليومية؟

نعم، يؤثر غسيل الكلى بشكل متفاوت على نمط حياة المريض. فعلى الرغم من أن العديد من المرضى يمكنهم الاستمرار في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، بما في ذلك العمل والسفر، إلا أن البعض قد يشعر بالتعب أو يمتنع عن ممارسة التمارين البدنية، خاصةً في حال امتلاء البطن بالسوائل المستخدمة في عملية الغسيل. ومن المهم، كما يشير موقع سلمتم، أن يستشير المريض الطبيب قبل البدء بأي نشاط بدني لضمان سلامته.

هل يحتاج مرضى غسيل الكلى إلى اتباع نظام غذائي خاص؟

بالتأكيد. يُعد الالتزام بحمية غذائية مناسبة جزءًا أساسيًا من علاج غسيل الكلى. إذ يجب مراقبة كميات السوائل، والبروتين، والصوديوم، والبوتاسيوم، والفوسفور بعناية، لتجنّب أي مضاعفات صحية. لذلك، يُوصي موقع سلمتم بضرورة مراجعة أخصائي تغذية لوضع خطة غذائية مخصصة تلائم حالة المريض الصحية واحتياجاته اليومية.

الأسئلة الشائعة حول آثار غسيل الكلى

هل غسيل الكلى مؤلم؟

غسيل الكلى بحد ذاته لا يُسبب الألم، لكن قد يشعر المريض ببعض الانزعاج عند إدخال الإبر أو في حال حدوث مضاعفات معينة خلال الجلسة.

كم مرة يحتاج مريض الفشل الكلوي لغسيل الكلى أسبوعيًا؟

غالبًا ما يحتاج المريض إلى ثلاث جلسات أسبوعيًا، وتستغرق كل جلسة ما بين 3 إلى 5 ساعات، وذلك حسب حالته الصحية ونوع الغسيل المستخدم.

هل تؤثر جلسات غسيل الكلى على جودة الحياة؟

نعم، قد تؤثر جلسات غسيل الكلى على نمط الحياة بسبب الوقت الطويل والقيود الغذائية، إلا أن الكثير من المرضى يواصلون حياتهم اليومية بشكل طبيعي مع الالتزام بالإرشادات الطبية.

هل يمكن التوقف عن غسيل الكلى بعد البدء به؟

لا يمكن التوقف عن غسيل الكلى إلا في حال زراعة كلية جديدة، أو في بعض الحالات النادرة التي تستعيد فيها الكلى جزءًا من وظيفتها.

ما الفرق بين الديال الدموي والديال البريتوني؟

الديال الدموي يتم باستخدام جهاز خارجي يُنقّي الدم، أما الديال البريتوني فيُجرى داخل الجسم من خلال إدخال سوائل إلى تجويف البطن واستخدام الغشاء البريتوني لتنقية الدم.