ما هو أخف أنواع السرطان؟

يساعد تشخيص معظم السرطانات وعلاجها في مراحلها المبكرة على زيادة معدل الشفاء منها، لذا فإن الكشف عن السرطان في الوقت المناسب هو مفتاح النجاة الأساسي، ولا يزال من الصعب للغاية اكتشاف العديد من أنواع السرطان في المراحل المبكرة بسبب موقعها، وتأخر الأشخاص المصابين بها في الإبلاغ عنها، ولكن الثورة التي شهدتها خيارات العلاج ساهمت بشكل واضح في ارتفاع معدلات البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة.

أخف أنواع السرطان

تختلف أنواع السرطان كثيرًا عن بعضها البعض في عدد من الجوانب، ويُصنّف سرطان البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate Cancer) على أنّه أخفها، ويعود السبب في ذلك إلى أن أورام البروستاتا تنمو خلاياها ببطء أو قد لا تنمو على الإطلاق، وعندما يحدث ذلك فإنها لا تُعد أورامًا ضارةً بما يكفي لتحتاج إلى العلاج، ووفقًا للإحصائيات المتعلقة بالسرطان، بلغ معدل البقاء على قيد الحياة بعد 5 سنوات لمن هُم مصابين بسرطان البروستاتا حوالي 99%، ومما يدعو للتفاؤل هو أن الأطباء عادةً ما يكتشفون سرطان البروستاتا في وقت مبكر قبل أن ينتشر إلى أماكن أخرى في الجسم.

أنواع سرطان أخرى خفيفة

إلى جانب سرطان البروستاتا، هناك أنواع أخرى من السرطان تُعد خفيفة ويمكن النجاة منها، وفيما يلي توضيحًا لها:

سرطان الثدي

يتراوح معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات للمرحلة 0 و 1 من سرطان الثدي (بالإنجليزية: Breast Cancer) بين 99% – 100%، ونظرًا لأن فرص المصابات في البقاء على قيد الحياة مرتفعة للغاية إذا تم اكتشاف السرطان مبكرًا، فمن المهم جدًا الالتزام بإجراء الاختبارات الذاتية الكشفية، ويُعد تصوير الثدي الشعاعي (بالإنجليزية: Mammograms)، وفحوصات الثدي السريرية، والفحص الذاتي طرقًا مفيدةً لتحديد سرطان الثدي واكتشافه مبكرًا.

سرطان الغدة الدرقية

يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لمَن هُم مصابين بسرطان الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Cancer) حوالي 98%، ومن الجدير بالذكر أن معظم سرطانات الغدة الدرقية تنمو ببطء؛ مما يوفر مزيدًا من الوقت للعلاج، وعلى الرغم من احتمالية انتشار السرطان إلى الأنسجة المحيطة في الحلق، إلا أن استئصال الغدة الدرقية يمكن أن يكون طريقة فعّالة لاستئصال المرض والتعافي منه.

سرطان الخصية

يختلف معدل البقاء على قيد الحياة لمَن هُم مصابين بسرطان الخصية (بالإنجليزية: Testicular Cancer) بناءً على موقع الورم؛ إذ يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لأورام الخصية الموضعية التي تتواجد في الخصيتين 99%، و 96% لأورام الخصية الإقليمية التي انتشرت إلى الأنسجة أو العقد الليمفاوية القريبة من الخصيتين، وفي المراحل المبكرة من سرطان الخصية يمكن للأطباء إزالة إحدى الخصيتين أو كليهما لعلاج الحالة.

سرطان الجلد

يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة النسبي لمدة خمس سنوات لسرطان الجلد (بالإنجليزية: Skin Cancer) حوالي 92% – 97% في المرحلتين الأولى أ والأولى ب على التوالي، ويُعد هذا السرطان قابلًا للعلاج بشكل كبير إذا تم اكتشافه مبكرًا وعلاجه بشكل صحيح، كما يمكن علاجه بسهولة، ونادرًا ما يُسبب الوفاة.

انتبه لصحّتك ولا تنتظر!

جميع هذه السرطانات تشترك في كونها قابلة للعلاج بدرجة كبيرة عند تشخيصها مبكرًا؛ إذ يزيد العثور على أي سرطان في أقرب وقت ممكن من فرصة علاجه بنجاح، لذلك من المهم مراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض غير طبيعية، أو تغيرات جسدية تشير إلى احتمالية الإصابة بالسرطان في مراحله الأولى، وتذكر أن مفتاح النجاة من السرطان هو اكتشافه في أقرب وقت ممكن، كما تلعب الفحوصات الوقائية والرعاية الصحية الاستباقية دورًا حاسمًا في عيش حياة طويلة وصحية.

عوامل تُحدِّد مدى خُطورة السّرطان

تلعب العديد من العوامل دورًا مهمًا في تحديد معدل البقاء على قيد الحياة للأشخاص المصابين بأنواع مختلفة من السرطان، ومدى فاعلية العلاج المستخدم، وقدرة أجسامهم على الاستجابة له، ومن هذه العوامل:

• الكشف المبكر عن السرطان: يمنح الكشف المبكر عن السرطان فرصةً أعلى للعلاج المبكر منه، وكذلك معدل أعلى للشفاء، وإذا ظهرت أعراض سرطانية مزعجة أو غير طبيعية في وقت مبكر من تطور المرض، فإن فرصة اكتشافه في مراحله المبكرة تكون أكبر بكثير من مراحل نموه وتطوره اللاحقة، وبعد ذلك يكون هناك فرصة أكبر بكثير في أن يتم علاجه بشكل فعّال وكليّ.
• تنوع الطفرات المكتسبة للسرطان: فكلما زاد تنوع الطفرات المكتسبة في السرطان، زادت مقاومة السرطان للعلاج، وتميل السرطانات التي يتم اكتشافها مبكرًا إلى أن يكون لها عدد محدود من الطفرات؛ مما يزيد من احتمالية فعالية العلاج غير الجراحي كالعلاج الكيميائي في استهداف الخلايا السرطانية وقتلها.
• الخمول أو النمو البطيء للسرطان: تميل بعض أنواع السرطان كسرطان البروستاتا، وسرطان الغدة الدرقية إلى النمو ببطء شديد، مما يجعل احتمالية علاجها والتعافي منها أعلى.