ما هو أخطر أنواع السرطان

السرطان حالة طبية تنمو فيها بعض خلايا الجسم بشكل غير طبيعي لا يمكن السيطرة عليه، وهُناك إمكانيّة لانتشار السّرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم من الموقع الأولي الذي نما فيه، ويمكن أن يبدأ السرطان في أي مكان تقريبًا في جسم الإنسان، والذي يتكون من تريليونات الخلايا.

أخطر أنواع السرطان

يُعد سرطان الرئة (بالإنجليزية: Lung Cancer) السبب الرئيسي لوفيات السرطان في جميع أنحاء العالم، ووفقًا لمعهد السرطان الوطني (National Cancer Institute) تُقدر الوفيات بسرطان الرئة والشعب الهوائية في عام 2021 بحوالي 131,880 وفاة، وعلى الرغم من التطورات الحديثة التي تشهدها طرق علاج السرطان، إلا أن معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لسرطان الرئة لا تزال ضعيفة مقارنةً بالسرطانات الشائعة الأخرى، وبناءً على الفحص المجهري ينقسم سرطان الرئة إلى نوعين هما سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة (بالإنجليزية: Small Cell Lung Cancer)، وسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة (بالإنجليزية: Non-Small Cell Lung Cancer)، واعتمادًا على نوع ومرحلة سرطان الرئة يمكن أن تتضمن طرق العلاج المستخدمة كلًا من الجراحة، والعلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy)، والعلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation Therapy).

المُعرّضون لخطر الإصابة بسرطان الرئة

الأشخاص الذين يدخنون هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة من غيرهم، على الرغم من أن سرطان الرئة يمكن أن يحدث أيضًا لدى الأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقًا، ويزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة مع طول مدة التدخين، وعدد السجائر التي يُدخنها الشخص، ومن المرجح أيضًا أن يُصاب الشخص بالمرض إذا كان موجودًا في عائلته، أو إذا تعرّض لغاز الرادون وبعض المواد الكيميائية الأخرى كالأسبستوس، والزرنيخ، والكروم، والنيكل، والبريليوم، والكادميوم، والقطران، ويُعد سرطان الرئة أكثر شيوعًا بين الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية “HIV” من أولئك الذين لا يعانون من هذا الفيروس، علمًا أن الخبراء لا يعرفون إلى الآن العلاقة التي تربط كلا الحالتين معًا.

فحوصات للكشف المبكر عن السرطان

هُناك العديد من الفحوصات المستخدمة للكشف المبكر عن السرطان، إلا أن الأطباء لا ينصحون الجميع بإجرائها روتينيًا، وتوصي فرقة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية (USPSTF) بإجراء فحص سنوي لسرطان الرئة باستخدام التصوير المقطعي بجرعة منخفضة (LDCT) للأشخاص الذين:

• لديهم تاريخ من التدخين يصل إلى 20 علبة أو أكثر.
• المدخنون الحاليون، أو أولئك الذين أقلعوا عن التدخين خلال الـ 15 عامًا الماضية.
• الذين تتراوح أعمارهم بين 50 – 80 عامًا.

وفي القِدم، استخدم الأطباء الأشعة السينية القياسية للصدر (بالإنجليزية: Standard Chest X-rays) للتحقق من وجود علامات لسرطان الرئة كتشكل بقعة مشبوهة في الرئة، بينما تساعد الأشعة السينية التقليدية على الكشف عن سرطان الرئة؛ إذ إنها تقدم صورًا أقل تفصيلاً من زاوية واحدة مقارنةً بتقنية التصوير الأكثر تقدمًا كالتصوير المقطعي المحوسب، والتي تستخدم الأشعة السينية من زوايا متعددة لإنشاء صور مفصلة للرئتين، إضافةً إلى ذلك يستخدم التصوير المقطعي المحوسب الحلزوني بجرعة منخفضة (بالإنجليزية: Low-Dose Helical CT Scan) للكشف عن سرطان الرئة، وهو فحص سريع وغير مؤلم يأخذ صورًا ثلاثية الأبعاد متعددة للصدر، ويتحرك في حركة لولبية حول الجسم، وبالمقارنة مع الفحص التقليدي بالأشعة المقطعية ينتج عن التصوير المقطعي المحوسب بجرعة منخفضة إشعاعًا أقل بخمس مرات.

هل يمكن علاج سرطان الرئة؟

في الحقيقة، لا يمكن القول بأن سرطان الرئة مرض قابل للشفاء أو لا بطريقةٍ مباشرة، إذ يعتمد الشفاء الناجح منه على وقت اكتشاف المرض، والمشكلات الصحية الأخرى التي قد ترافقه، ومع ذلك هناك دائمًا فرصة أحيانًا ما تكون صغيرة جدًا لتكرار الإصابة بسرطان الرئة حتى بعد أن يسكن المرض ويختفي لسنوات أو عقود، وحتى لو كان سرطان الرئة غير قابل للشفاء التام فإنه دائمًا ما يكون قابلاً للعلاج، وقد ساعدت التطويرات والتحسينات في طرق علاج سرطان الرئة الكثير من الناس على البقاء على قيد الحياة، ومع ذلك لا يزال معدل الوفيات المرتفع يُشكل مصدر قلق خطير في المجتمع الطبي.

أنواع سرطان أخرى خطيرة

كما أسلفنا الذكر، يحتل سرطان الرئة المرتبة الأولى في قائمة الوفيات الناتجة عن مرض السرطان في العالم، ويليه عدد من السرطانات نوضحها تاليًا وِفقًا لما نُشِر في موقع (WebMD):

• سرطان القولون والمستقيم: (بالإنجليزية: Colorectal Cancer)، حوالي 1 من كل 20 شخصًا في الولايات المتحدة سيصابون بسرطان القولون والمستقيم في مرحلة ما من حياتهم، وقُدّر معدل الوفيات عام 2014 بـ 50,310 وفيات.
• سرطان الثدي: (بالإنجليزية: Breast Cancer)، ما يقرب من 1 من كل 8 نساء في الولايات المتحدة ستصاب بسرطان الثدي في حياتها، ويمكن للرجال الإصابة به أيضًا لكن باحتمال أقل يُقدر بـ 1 ​​من كل 1000، وقُدّر معدل الوفيات عام 2014 بـ 40,430 وفاة.
• سرطان البنكرياس: (بالإنجليزية: Pancreatic Cancer)، يمكن أن يُصاب حوالي 1 من كل 67 شخصًا بالمرض، وقُدّر معدل الوفيات عام 2014 بـ 39,590 وفاة.
• سرطان البروستاتا: (بالإنجليزية: Prostate Cancer)، يُصاب واحد من كل سبعة رجال بالمرض خلال حياته، وقُدّر معدل الوفيات عام 2014 بـ 29,480 وفاة.

تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان

في الواقع، لا يمكن دائمًا تجنّب السرطان، ولكن هناك أموراً يمكن القيام بها لتقليل المخاطر حتى لو كان لدى الشخص عوامل خطر غير قابلة للتعديل كتاريخ العائلة الطبي، وتشمل هذه الأمور:

• إجراء فحوصات الكشف عن السرطان الموصى بها: تشمل فحوصات سرطان الثدي، وعنق الرحم، والقولون والمستقيم، وسرطان الرئة.
• الحِفاظ على وزن صحي: إذ إن زيادة الوزن أو السمنة تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، والقولون، وبطانة الرحم، والكلى، والمريء، والبنكرياس، وإنّ ممارسة النشاط البدني أمرًا مهمًا بغض النظر عن الوزن أو العمر.
• اتباع نظام غذائي صحي: يشمل ذلك الحد من اللحوم الحمراء، واللحوم المصنعة، والحبوب المكررة، والحلويات.
• الحد من استهلاك الكحول: إذ يرتبط استهلاك الكحول المفرط بخطر الإصابة بسرطان الثدي، والقولون والمستقيم، والمريء، والفم، والكبد.
• الإقلاع عن التدخين: إذ إن واحد من كل ثلاثة أنواع من السرطانات يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالتدخين، بما في ذلك 80% من جميع حالات سرطان الرئة.