سرطان البروستات : أهم المعلومات

يمثل سرطان البروستات أو البروستاتا ثاني أعلى نسبة من الإصابة في السرطان لدى الرجال حول العالم، بعد سرطان الرئة، وفقاً للمنظمة العالمية لأبحاث السرطان، حيث سُجلت أكثر من مليون إصابة جديدة في عام 2018، ولحسن الحظ فإنه يتميز بكونه أكثر الأنواع قابلية للشفاء، حيث تشفى 99% من الحالات عند تشخيصه في المراحل الأولى.

سرطان البروستات

سرطان البروستاتا هو نمو خلايا غدة البروستاتا بشكل غير طبيعي، والبروستاتا هي غدة موجودة في الجهاز التناسلي الذكري، أسفل المثانة وأمام المستقيم، وتكمن أهميتها في قدرتها على إنتاج الجزء السائل من المني، وغالباً ما تشفى حالات الإصابة بهفي حال اكتشافه مبكرًا كما ذكرنا سالفاً.

ما هي أنواع سرطان البروستات؟

يوجد عدة أنواع من سرطان البروستاتا والتي تصنَّف بالاعتماد على نوع الخلايا التي بدأ منها السرطان، ويعد السرطان الغدّي (Adenocarcinoma) أكثر أنواع سرطان البروستاتا شيوعاً، ويبدأ هذا السرطان من خلايا غدّة البروستاتا نفسها، كما يمكن أن تحدث أنواع أخرى نادرة من سرطان البروستاتا، وهي:

• سرطان الخلايا الانتقالية.
• الساركوما.
• سرطان الخلايا الحرشفية.

أعراض سرطان البروستات

لا تظهر أعراض سرطان البروستاتا في مراحله المبكرة غالبًا، ويمكن تفصيل أعراض سرطان البروستاتا الشائعة كالتالي:

• صعوبة في بدء التبول والحفاظ عليه.
• وجود رغبة متكررة في التبول، خاصة في الليل.
• وجود دم في البول أو في السائل المنوي.
• الشعور بألم أثناء التبول.
• الشعور بألم عند القذف في بعض الحالات.
• صعوبة في الانتصاب أو الحفاظ عليه.
• ألم أو انزعاج عند الجلوس في حالة تضخم البروستاتا.

أعراض قد تحدث في المراحل المتقدمة:

• حدوث كسر أو آلام في العظام، وخاصة في الوركين، أو الفخذين، أو الكتفين.
• حدوث وذمة أو انتفاخ في الساقين أو القدمين.
• فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
• الشعور بالتعب.
• حدوث تغييرات في عادات الأمعاء.
• الشعور بألم في الظهر.

ما الذي يسبب سرطان البروستات؟

ينجم سرطان البروستاتا عن حدوث تغيرات في الحمض النووي لخلايا البروستاتا الطبيعية، مما يؤدي إلى نمو الخلايا وانقسامها بسرعة أكبر من الطبيعي، وهذا يشكل ورمًا قد يغزو الخلايا المجاورة، ولكن في الحقيقة لا يوجد هناك سبب واضح ومعروف لحدوث سرطان البروستاتا وتغير الحمض النووي، ولكن هناك عدة عوامل من الممكن أن تساهم في حدوثه وزيادة فرصة الإصابة به، مثل:

• العِرق: يعد الرجال من ذوي الأصل الأفريقي أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا بمقدار الضعف من الرجال البيض.
• وجود تاريخ عائلي: تزداد فرصة الإصابة في حال كان الأب أو الأخ مصابا بسرطان البروستاتا، وخاصة إذا تم التشخيص في سن مبكرة.
• اتباع نظام غذائي عالي الدهون: مثل الإكثار من اللحوم الحمراء أو منتجات الألبان عالية الدسم.
• السمنة: تساهم السمنة في زيادة فرصة الإصابة بسرطان البروستاتا.
• التقدم في العمر: تزداد فرصة الإصابة بسرطان البروستاتا بعد سن ال50.

تشخيص سرطان البروستات

يوصي الطبيب ببعض الاختبارات في حال الاشتباه بسرطان البروستات، ومن هذه الاختبارات ما يلي:

• فحص المُستضدّ البروستاتيّ النوعيّ (PSA): قد يشير ارتفاع مستواه إلى الإصابة بسرطان البروستاتا، وعادة ما يستخدم الطبيب نتائج اختبار PSA مع اختبارات أخرى لتشخيص الإصابة بسرطان البروستاتا، نظراً لأنّ العديد من المصابين بسرطان البروستاتا لديهم مستويات طبيعية من هذا المستضد.
• فحص البروستاتا عبر فتحة الشرج: ويعرف بفحص المستقيم الرقمي، أو اختصاراً (DRE)، ويُستخدم إلى جانب اختبار المستضد البروستاتي النوعي، وينطوي هذا الفحص على تحسس غدة البروستاتا من خلال إدخال الطبيب لإصبعه في المستقيم، ولكن لم يعد يوصى باستخدام فحص المستقيم الرقمي كإجراء روتيني للرجال الذين لا يعانون من أعراض سرطان البروستاتا.
• الخزعة: يسحب الطبيب عينة أنسجة من مناطق مختلفة من البروستاتا، ثم يفحصها تحت المجهر، ويكون سحب الخزعة بمساعدة الموجات فوق الصوتية، وتتميز الخزعة بأنها الطريقة الوحيدة التي تؤكد الإصابة بسرطان البروستاتا.
• اختبار 4Kscore: أحد علامات أو واسمات الأورام، ويمكن استخدام عينة من الدم أو البول، وتظهر الدراسات أنّ هذا الاختبار أكثر دقة من فحص PSA.
• الفحوصات التصويرية، مثل:
• التصوير بالرنين المغناطيسي: (MRI) يساعد على التحقق من وجود أي مناطق غير طبيعية في البروستاتا، كما يمكن أن يساهم في رؤية الانتشار المبكر للسرطان خارج البروستات.
• الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم: ينطوي هذا الفحص على فحص البروستاتا من خلال إدخال جهاز خاص في المستقيم لتصويرها.

كيف يتم علاج سرطان البروستات؟

من الممكن علاج سرطان البروستاتا وفق التالي:

• الانتظار اليقظ أو المراقبة النشطة: وهذا يعني أنّ الطبيب سيراقب حالة المريض دوم تقديم أي علاج، وهذا يكون في حال كان سرطان البروستاتا غير عدواني، في مراحله المبكرة، ولا يرافقه ظهور أعراض.
• الجراحة: ويكون بهدف استئصال البروستاتا.
• العلاج الإشعاعي: يُستخدم بمفرده أو بالتزامن مع العلاج الهرموني.
• العلاج الكيميائي: تساعد هذه الأدوية على قتل الخلايا السرطانية وقد تؤثر في الخلايا الطبيعية، من أمثلتها: مثل دوسيتاكسل (Docetaxel) من أسمائه التجارية: ®Taxotere، ويلجأ الأطباء لهذه الأدوية عادة في حال عدم استجابة السرطان للعلاج الهرموني بعد انتشاره خارج البروستاتا.
• تجميد أو تسخين أنسجة البروستاتا المصابة: يتم اللجوء إلى هذه الطريقة عندما يكون حجم الورم صغيراً جداً ولا يمكن إجراء العملية الجراحية.
• العلاج المناعي: تساعد هذه الأدوية على تعزيز جهاز المناعة ومساعدته على التعرف على الخلايا السرطانية، لمهاجمتها والتخلص منها.
• العلاج الدوائي الموجّه: يساعد هذا العلاج على قتل الخلايا السرطانية المستهدفة، عن طريق منع طفرات معينة موجودة داخل هذه الخلايا، ويوصى باستخدام هذه الأدوية في حال فشل العلاج الهرموني أو في حالات سرطان البروستاتا المتقدم أو المتكرر.

من الجدير بالعلم أنّ اكتشاف السرطان في مراحل متأخرة أو بعد انتشاره إلى أجزاء أخرى في الجسم قد يقلل فرص الشفاء التام، وتتركز العلاجات حينها على تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة.

الوقاية من سرطان البروستات

يمكنك تقليل فرصة الإصابة بسرطان البروستاتا من خلال التالي:

• اتبع نظاماً غذائياً صحياً ومناسباً: من المستحب أن تكثر من الخضراوات، الفواكه، والحبوب الكاملة، لمساهمتها في تعزيز صحتك؛ فهي غنية بالفيتامينات، والعناصر الغذائية، واجعلها خيارك الأول في الوجبات الغذائية.
• حاول ممارسة التمارين الرياضية معظم أيام أسبوع: تساعد التمارين الرياضية على تحسين صحتك العامة، وبالتالي ابدأ الآن، واحرص على زيادة وقت التمرين تدريجياً.
• حافظ على وزنك صحيًّا.
• استشر طبيبك في حال قلقك من الإصابة بسرطان البروستات.

هل سرطان البروستاتا قابل للشفاء؟

نعم، إذا تم اكتشافه في مراحله المبكرة، كما ينبغي معرفة أنّ هناك بعض أنواع سرطان البروستاتا التي لا تكون عدوانية ولا تتطور أبدًا، لذلك يقترح الطبيب المراقبة النشطة عن كثب بهدف ملاحظة أي تقدم في السرطان قبل اللجوء إلى الخيارات العلاجية المختلفة.