المحتويات
ما هي حساسية اللاكتوز عند الرضيع؟
حساسية اللاكتوز أو عدم تحمل اللاكتوز (Lactose intolerance) هي حالة تحدث عندما لا يتمكن الجهاز الهضمي للرضيع من هضم اللاكتوز (وهو سكر موجود في حليب الأم، وأنواع عديدة من الحليب الصناعي بنسبة تتراوح ما بين 5-7%)، بسبب انخفاض مستوى إنزيم اللاكتيز (Lactase) في الأمعاء الدقيقة -فهو الإنزيم المسؤول عن تحطيم سكر اللاكتوز إلى مركبات أخرى ليتمكن الجسم من هضمها بسهولة-.
وكثيرًا ما يخلط الأهل بين حساسية اللاكتوز وحساسية الحليب؛ بسبب تشابه أعراض الحالتين معًا وارتباطهما بالحليب، ونؤكد هنا أن حساسية الحليب هي نوع من أنواع حساسية الطعام التي تحدث بسبب حدوث رد فعل مناعي مفرط تجاه بروتين محدد موجود في الحليب.
ما سبب حساسية اللاكتوز عند الرضيع؟
كما ذكرنا سابقًا يُعزى سبب حدوث حساسية اللاكتوز عند الرضع إلى انخفاض نسبة إنزيم اللاكتيز في الأمعاء الدقيقة للرضيع، ولحساسية اللاكتوز أنواع مختلفة تختلف أسبابها بعض الشيء، ونوضحها كالآتي:
- نقص اللاكتيز النمائي
وهي حالة تُصيب الرضع الذين يولدون مبكرًا، إذ لا تحتوي الأمعاء الدقيقة على الكمية الكافية من الإنزيم لهضم سكر اللاكتوز، وتستمر هذه الحالة لفترة قصيرة فقط، ويمكن للطفل بعدها شرب حليب الأم أو الحليب الصناعي الذي يحتوي على اللاكتوز.
- نقص اللاكتيز الخلقي
وهي حالة جينية نادرة جدًا تحدث عند ولادة طفل بنقص في إنزيم اللاكتيز في جهازه الهضمي، وتُسبب هذه الحالة أعراضًا شديدة لدى الرضيع.
إقرأ أيضا:أعراض حساسية السمك عند الكبار- نقص اللاكتيز الثانوي
وفيها يحدث انخفاض نسبة إنزيم اللاكتيز؛ بسبب إصابة الطفل بمرض يؤثر على جهازه الهضميّ مثل إصابة الرضيع بالتهاب في المعدة والأمعاء أو مرض السيلياك، وغالبًا تستمر هذه الحالة لفترة قصيرة إذ تتحسن أعراضه خلال عدة أيام إلى أسابيع، أو عندما يتم علاج الحالة المسببة للأعراض.
هل لحساسية اللاكتوز عند الرضيع أي أعراض؟
في حال كان طفلك الرضيع يُعاني من حساسية اللاكتوز ستلاحظ عليه الأعراض الآتية بعد تناوله منتجات الحليب بفترة تتراوح ما بين 30 دقيقة إلى ساعتين:
- إسهال.
- تقلصات وتشنجات في المعدة.
- انتفاخ، مما يُسبب ظهور المعدة أكبر من المعتاد.
- غازات.
- ألم في المعدة، وقد تلاحظه بالآتي لعدم قدرة الرضيع على التحدث أو التعبير عن شعوره بالألم:
- يتقوس ظهره.
- يشد على يديه.
- يركل برجله.
- بكائه عند خروج الغازات.
كيف يُشخص الطبيب حساسية اللاكتوز عند الرضيع؟
في حال ملاحظتك للأعراض السابقة واستمرارها لفترة طويلة نوصيك بضرورة مراجعة الطبيب فورًا، إذ سيطرح الطبيب مجموعة من الأسئلة على الأهل لأخذ السيرة المرضية والصحية للطفل ولعائلتهِ وطبيعة الأعراض التي يُعاني منها الرضيع.
وفي حال شك الطبيب بإصابة الطفل بحساسية اللاكتوز، فقد يُوصي بإجراء الفحوصات الآتية:
إقرأ أيضا:حساسية اكل الزيتون- اختبار التنفس بالهيدروجين:
يقوم الطبيب بإعطاء الطفل سائلًا يحتوي على مستويات مرتفعة من اللاكتوز، ثم يقيس كمية الهيدروجين في أنفاسهِ على فترات منتظمة، وفي حال كانت كمية الهيدروجين كبيرة، فقد يُشير ذلك إلى عدم قدرة الطفل على هضم اللاكتوز وامتصاصه بصورة كاملة.
- تحليل البراز:
في حال لم يتمكن الطبيب من إجراء اختبار التنفس بالهيدروجين للرضيع سيقوم بإجراء فحوصات مختلفة للبراز تتضمن الآتي:
- فحص درجة حموضة البراز؛ ففي حال كان البراز حمضيًا (أي أنّه درجة حموضته قليلة) فيُشير ذلك إلى عدم امتصاص اللاكتوز بصورة صحيحة وإصابة الرضيع بعدم تحمل اللاكتوز.
- فحص الغلوكوز في البراز؛ إذ يُشير احتواء براز الرضيع على الغلوكوز إلى عدم هضم سكر اللاكتوز في معدة الطفل بصورة صحيحة.
- تنظير للأمعاء:
في حال لم تُجدِ الفحوصات السابقة نفعًا، أو في حال كان الرضيع يُعاني من أعراض شديدة، فقد يُوصي الطبيب المختص بإجراء تنظير للأمعاء لحساب مستوى إنزيم اللاكتيز مباشرة في الأمعاء.
ما هو علاج حساسية اللاكتوز عند الرضيع؟
يعتمد علاج حساسية اللاكتوز عند الرضيع على السبب الأساسي ونوع الحساسية التي يُعاني منها، فمثلًا في حال كان يُعاني من حساسية اللاكتوز الخلقية فهنا يجب مراجعة الطبيب وأخصائي تغذية لتحديد الطرق المناسبة لعلاج، كأن يُوصي بإعطاء الطفل نوعية محددة من الحليب الصناعي لا تحتوي على اللاكتوز، وتجنبه للأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز كالحليب والجبن وغيرها.
إقرأ أيضا:اسباب حساسية الأرتكاريابينما لو كان سبب حساسية اللاكتوز ثانوياً كإصابة الطفل بعدوى في المعدة والأمعاء فهنا قد يصف الطبيب أدوية مناسبة لحالته مع ضرورة حرص الأم على الاستمرار في إرضاعه سواء رضاعة طبيعية أو صناعية إذ ستزداد نسبة الإنزيم في الأمعاء تدريجيًا، وستختفي الأعراض التي يُعاني منها، وفي حالات معينة قد يُوصي الطبيب بنوعية محددة من الحليب الصناعي لا تحتوي على اللاكتوز لفترة تتراوح ما بين 1-4 أسابيع ثم العودة تدريجيًا لحليب الأم أو الحليب الصناعي المعتاد.