يمكن تعريف التهاب القصبات الهوائيّة (Bronchitis) على أنّه التهاب يحدث في بطانة القصبات الهوائية المسؤولة عن توصيل الهواء من وإلى الرئتين، ومن ضمن مسبّبات هذا الالتهاب هي الحساسيّة فما هي حساسيّة القصبات الهوائية؟ وما هي مسبّباتها؟ وكيف يوصي الأطباء بعلاجها؟
المحتويات
حساسية القصبات الهوائية
يمكن لمهيّجات الحساسيّة مثل الغبار وحبوب اللقاح والدخان أن تتسبّب التهاب القصبات الهوائيّة التحسّسي، وقد تستمرّ أعراض هذا الالتهاب لفترة طويلة، أو تتكرّر باستمرار، وفي العادة فإنّ بقاء أعراض هذا الالتهاب الناجم عن التحسّس لأكثر من ثلاثة شهور تجعل منه مرضاّ مزمناً يسّمى بالتهاب القصبات المُزمن (Chronic bronchitis) وهو أحد أنواع داء الانسداد الرئويّ المزمن (COPD).
أعراض حساسية القصبات الهوائية
هنالك عدّة أعراض قد تلازم مريض حساسية القصبات الهوائية نذكر منها ما يلي:
السعال: وهو أحد الأعراض الرئيسيّة، فيعاني مريض حساسيّة القصبات الهوائيّة من سعال يوميّ قد يستمرّ لثلاثة شهور أو أكثر، وتختلف شدّته من مريض لآخر.
تكوّن البلغم: وعادةً ما يكون مصاحبًا للسعال وقد يظهر بلون أبيض أو شفّاف.
الصفير عند التنفس أو الأزيز: وهو من أكثر الأعراض شيوعًا، ويصدر عند تدفّق الهواء عبر القصبات الهوائيّة المتهيّجة والمتضيّقة بسبب الالتهاب التحسسي.
ضيق التنفّس: وعادةً فإنّ ضيق التنفّس يظهر في مرضى تحسّس القصبات الهوائيّة عند ممارسة التمارين، أو بذل جهد معيّن، إلّا أنّ هذا العَرض يزداد سوءًا مع استمراريّة المرض وتطوّره.
إقرأ أيضا:اسباب الحساسية المفاجئةهناك أعراض عامّة أخرى قد تظهر في مريض حساسيّة القصبات الهوائيّة منها التعب العامّ، وألم الصدر، واحتقان الحلق، وتورّم الشفاه، وازرقاق البشرة.
أسباب حساسية القصبات الهوائية
هناك مسبّبات عديدة لمرض حساسيّة القصبات الهوائيّة، يمكن تفصيلها كالآتي:
- التدخين: ويعدّ تدخين السجائر هو المسبّب الرئيس الذي يزيد من نسبة الإصابة بمرض تحسّس القصبات الهوائية، إذ أنّ 75% من مرضى تحسس القصبات هم من المدخنين، كما أنّ للتدخين السلبي دور أيضًا في زيادة الإصابة بالمرض.
- التعرّض للمهيّجات بأنواعها المختلفة، كالغبار، وملوّثات الهواء، وأبخرة المواد الكيميائيّة.
- وجود تاريخ مرضي لمرض الانسداد الرئوي المزمن COPD في العائلة
- التقدّم في العمر، وتزداد الخطورة بزيادة عمر المريض عن 40 عامًا.
- تكرار الإصابة بالعدوى التي تصيب الجهاز التنفسيّ والأمراض التنفسيّة المختلفة.
تشخيص حساسية القصبات الهوائية
بعد أخذ التاريخ المرضي للمريض والقيام بالفحص البدني قد يوصي الأطباء بإجراء بعض الفحوصات الطبيّة لتشخيص حساسيّة القصبات الهوائيّة ومن هذه الفحوصات التالي:
- عمل صورة أشعة سينيّة للصدر (Chest X-Ray): ويمكن لهذه الصورة أن تساعدنا في تحديد المسبّب للأعراض عند المريض وتحديد وجود الالتهاب من عدمه، ومعرفة مكان الالتهاب، ويزداد هذا الإجراء أهمية إن كان الشخص مدخنا أو سبق له التدخين.
- فحص كفاءة الرئة (Pulmonary function tests): ويتم هذا الفحص باستنشاق المريض للهواء بصورة قويّة وذلك من أجل تحديد سعة الرئتين وكفاءتهما، بالإضافة إلى تحديد سرعة إخراج الهواء وتدفّقه عبر الزفير، ويتمّ ذلك باستخدام جهاز متصّل بأنبوب يستنشق من خلاله المريض الهواء أو يخرجه، يستخدم هذا الفحص عادةً في حالات الربو أو ما يعرف بالانتفاخ الرئوي (Emphysema).
- فحص البلغم (Sputum Test): ويمكن أيضًا زراعة البلغم لتحديد وجود مسبّبات الحساسيّة أو الالتهاب في الجهاز التنفسي.
علاج حساسية القصبات الهوائية
لعلاج حساسيّة القصبات الهوائيّة جانبين، أحدهما يتعلّق بتغييرات في أنماط الحياة التي تساهم في زيادة نسبة الإصابة بالمرض ويمكن تفصيلها كالآتي:
إقرأ أيضا:حساسية البيض- التوقّف عن التدخين.
- العمل في أماكن جيّدة التهوية، إذا كان الشخص يتعامل مع مواد كيماويّة.
- الابتعاد عن مهيّجات التحسّس ما أمكن، وارتداء كمامة في الأماكن التي تكثر فيها.
علاج حساسية القصبات الهوائية بالأدوية
أمّا فيما يخصّ الجانب الدوائي فيمكن بيانها فيما يلي:
- موسّعات القصبات الهوائيّة (Bronchodilators): وتشمل الموسّعات قصيرة الأمد والتي تخفّف الأعراض مباشرةً، إلّا أنّ مفعولها لا يمتدّ لوقت طويل، ومن الأمثلة عليها ألبيترول (Albuterol) المعروف تجاريًّا ببخاخ Ventolin، بالمقابل فإن الموسّعات طويلة الأمد تمتدّ لفترة أطول، وتحتاج وقت أكبر لتخفيف الأعراض، وعمومًا فإنّ هذه الموسّعات تعمل على إرخاء العضلات المحيطة بالممرّات الهوائيّة، الأمر الذي يزيد من سرعة تدفّق الهواء من وإلى الرئتين، ونذكر مثالًا عليها دواء فورميترول (Formoterol) المعروف تجاريًا ب Foradil.
- الكورتيزون (Steroids): وتقلل من الالتهاب الموجود في القصبات الهوائيّة، مخفّفة بذلك الأعراض المصاحبة للالتهاب التحسّسي كالسعال، وضيق التنفس، يُعطى الستيرويد بعدّة أشكال، إلّا أنّ وصوله عن طريق جهاز للاستنشاق يوصله بتركيز أعلى للقصبات الهوائيّة، ويجعله أكثر فعاليّة ومن الأمثلة على بخاخ الكورتيزون بخاخ بوديسونيد (Budesonide) ومن أسمائه التجاريّة Pulmicort.
- مذيبات البلغم (Mucolytics): وتعمل هذه الأدوية على ترقيق البلغم وجعله أقل لزوجة، مخفّفًا بذلك السعال المصاحب للمرض، ونذكر شراب كوفيكس (Cofex) أو حبوب ميوسينيكس (Mucinex) كمثال عليها.
- العلاج بالأكسجين (بالإنجليزيّة: Oxygen THerapy): ويستخدم هذا النوع من العلاج لتدعيم الجسم بالأكسجين، وعادةً ما يوصف للحالات الأكثر خطورة والتي يقلّ فيها تدفّق الهواء المشبع بالأكسجين بشكل واضح للرئتين، ممّا يشكّل تهديدًا على حياة المريض.
دواعي زيارة الطبيب
يجب عليك مُراجعة الطبيب في حال ظهور أي من الأعراض التالية:
إقرأ أيضا:أعراض حساسية القمح- ضيق في التنفس، أو صفير مع النفس.
- حمى تزيد عن 38 درجة مئوية.
- سعال يُصاحبه بلغم مخلوط بالدمّ.
- إن حدث تغيّر في لون المخاط لأصفر مُخضر أو بني.
- إن استمرّت نزلة البرد لديك لأكثر من أسبوعين لثلاثة أسابيع دون حدوث تحسّن في الأعراض.