المحتويات
المقدمة
تضخم الرئة أو النفاخ الرئوي (Emphysema) هو أحد أشكال مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، يتميز بتلف الحويصلات الهوائية في الرئتين بشكل دائم. ينتج عن هذا التلف فقدان مرونة أنسجة الرئة، مما يؤدي إلى صعوبة في إخراج الهواء من الرئتين واحتباس الهواء بداخلها. يعتبر التدخين العامل الرئيسي المسبب لهذا المرض، الذي يتطور تدريجياً ويؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض.
الأعراض السريرية لتضخم الرئة
1. الأعراض التنفسية
ضيق النفس (Dyspnea):
يبدأ خفيفاً عند بذل المجهود
يتفاقم مع تقدم المرض ليظهر حتى أثناء الراحة
يوصف من قبل المرضى كشعور بعدم القدرة على أخذ نفس كافٍ
السعال المزمن:
قد يكون جافاً أو مصحوباً ببلغم
عادة ما يكون أسوأ في الصباح
الأزيز الصدري (Wheezing):
صوت صفير أثناء الزفير
إقرأ أيضا:أعراض خراج الرئة: دليل شامل لأهم العلامات والعلاجاتناتج عن ضيق في الشعب الهوائية
2. الأعراض العامة
التعب والإرهاق المزمن:
بسبب الجهد المبذول في عملية التنفس
نقص الأكسجة المزمن
فقدان الوزن غير المقصود:
نتيجة زيادة استهلاك الطاقة للتنفس
قد يؤدي إلى ضمور العضلات
3. العلامات الجسدية
تغير شكل الصدر (الصدر البرميلي):
بسبب احتباس الهواء المزمن
يصبح القطر الأمامي الخلفي للصدر أكبر
استخدام العضلات التنفسية المساعدة:
استخدام عضلات الرقبة والكتفين للتنفس
انقباض عضلات البطن عند الزفير
زرقة (Cyanosis):
في الحالات المتقدمة
إقرأ أيضا:تليف الرئة: الأسباب، الأعراض، والعلاجتلون الشفتين والأظافر باللون الأزرق
تشخيص تضخم الرئة
1. الفحوصات السريرية
سماع أصوات تنفسية ضعيفة مع إطالة الزفير
قرع الصدر (Percussion) يعطي صوتاً رناناً
2. الفحوصات التصويرية
الأشعة السينية للصدر:
تظهر فرط تهوية الرئتين
تسطح الحجاب الحاجز
التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan):
أكثر دقة لتقييم تلف الحويصلات الهوائية
3. اختبارات وظائف الرئة
قياس التنفس (Spirometry):
انخفاض في نسبة FEV1/FVC
صعوبة في إخراج الهواء
قياس سعة الرئة (Lung Volume Measurement):
زيادة في الحجم المتبقي (Residual Volume)
إقرأ أيضا:سرطان الرئة النقيلي
العلاج والإدارة
1. الإقلاع عن التدخين
الخطوة العلاجية الأكثر أهمية
برامج المساعدة على الإقلاع عن التدخين
2. العلاج الدوائي
موسعات الشعب الهوائية:
ناهضات بيتا طويلة المفعول (LABA)
مضادات الكولين طويلة المفعول (LAMA)
الكورتيكوستيرويدات المستنشقة:
للحالات المتوسطة إلى الشديدة
المضادات الحيوية:
عند وجود عدوى بكتيرية
3. العلاج بالأكسجين
للحالات المتقدمة مع نقص الأكسجين
استخدام مستمر لأكثر من 15 ساعة يومياً
4. إعادة التأهيل الرئوي
برامج تمارين لتحسين تحمل المجهود
تدريب على تقنيات التنفس الفعال
الوقاية
التوقف عن التدخين
تجنب تلوث الهواء
الالتزام باللقاحات (الإنفلونزا والمكورات الرئوية)
الكشف المبكر عند ظهور الأعراض الأولية
الخاتمة
يعد تضخم الرئة مرضاً تنفسياً مزمناً يتطلب تشخيصاً مبكراً وإدارة دقيقة لمنع تطوره. على الرغم من أن التلف الرئوي الناتج غير قابل للعلاج، إلا أن التدخلات العلاجية يمكن أن تحسن بشكل كبير من جودة حياة المريض وتقلل من حدة الأعراض. ننصح جميع الأفراد المعرضين للعوامل الخطورة، وخاصة المدخنين، بمراجعة الطبيب عند ظهور أي من الأعراض التنفسية المزمنة.