ينشأ سرطان الفم من الخلايا المُبطِّنة للفم التي تنمو وتتكاثر بشكل غير طبيعي لا يمكن السيطرة عليه، الأمر الذي يؤدي إلى تشكيل ورم داخل تجويف الفم، وكغيره من أنواع السرطانات الأخرى تزداد فرصة علاجه عند تشخيصه في مراحله المبكّرة، لذلك يجب مراجعة الطبيب عند ملاحظة حدوث أي تغيرات في الفم، خاصةً في حال لم تتحسن في غضون 3 أسابيع، بالإضافة إلى ضرورة إجراء فحوصات دورية لدى طبيب الأسنان، لكن كيف يتم تشخيص سرطان الفم؟
المحتويات
تشخيص سرطان الفم
يبدأ الطبيب بالسؤال عن الأعراض التي يشعر بها الشخص أو التغيرات التي لاحظها في فمه، بالإضافة إلى إجراء فحص بدني ينطوي على فحص الشفتين والفم، للتحقق من وجود أي قروح، أو بقع بيضاء، أو مناطق متهيجة داخل الفم، وإن اشتبه الطبيب الإصابة بسرطان الفم فإنه سيحيل المريض إلى المستشفى للخضوع للمزيد من الفحوصات، ويمكن كذلك استشارة أخصائي جراحة الفم، والوجه، والفكين، وتتضمن الاختبارات والإجراءات المُستخدمة لتشخيص سرطان الفم ما يلي:
الخزعة
الخزعة تعني إزالة عينة صغيرة من الأنسجة والخلايا المُشتبه بها لفحصها في المختبر، وذلك بهدف الكشف عن وجود أي خلايا غير طبيعية، أو تغيرات تشير إلى احتمالية الإصابة بالسرطان لاحقًا،ومن أنواع الخزعة ما يلي:
- الخزعة من خلال التخريم: (بالإنجليزية: Punch biopsy) وتنطوي هذه الطريقة على تخدير المنطقة المصابة عن طريق حقنها بمخدر موضعي، يتبعها الطبيب بقطع جزء صغير من الأنسجة المصابة وإزالتها باستخدام الملاقط، وهذا لن يتسبب بالشعور بالألم، ولكن قد يرافقه الشعور بعدم الراحة.
- الخزعة الجراحية: (بالإنجليزية: Incision biopsy) كما الخزعة من خلال التخريم يتضمن هذا النوع استخدام التخدير الموضعي، لأخذ عينة من خلايا الورم، إلا أنّها تسمح بأخذ عينة أكبر من تلك المأخوذة عبر التخريم، وتتضمن أحيانًا استخدام الغرز الطبية لإغلاق الجرح، كما أنّها قد تُسبِّب الشعور بالألم في المنطقة التي أخذت منها العينة.
- خزعة بالإبرة الدقيقة: (بالإنجليزية: Fine-needle aspiration biopsy) وفيها يستخدم الطبيب إبرة رفيعة جدًّا، ومجوفة، متصلة بحقنة تعمل على سحب بعض الخلايا من الورم، ليجري فحصها في المختبر، والخزعة من هذا النوع لا تسبب الألم، ولكنها قد تؤدي للشعور بعدم الراحة، وظهور كدمات.
التنظير
يساعد التنظير على تحديد مدى انتشار السرطان، وفيه يُستخدَم أنبوب مرن متصل بكاميرا صغيرة مرنة، ومضاءة لفحص الحلق، وفيه يبحث الطبيب عن أي علامات لانتشار السرطان خارج الفم، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن أخذ خزعة من الورم أثناء التنظير، ويتضمن عدة أنواع:
إقرأ أيضا:مراحل سرطان القولون- تنظير الأنف: (بالإنجليزية: Nasendoscopy) يستغرق الإجراء ما يقارب 30 ثانية، ويسبقه رش مخدر موضعي لتقليل أي إزعاج في الأنف، أو الحلق.
- التنظير البانورامي: (بالإنجليزية: Panendoscopy) يُشبه هذا التنظير الأنفي، إلا أنّ أنبوب التنظير يكون أكبر، مما يسمح برؤية أفضل لما في داخل الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنّ المريض قد يخضع للتخدير العام قبل إجرائه، ويمكن للطبي استئصال الأورام الصغيرة في حال وجدها أثناء هذا النوع من التنظير.
اختبارات التصوير
تكمن أهمية هذه الاختبارات في التحقق من انتشار السرطان للأنسجة المجاورة مثل: الفك، أو الجلد، بالإضافة إلى الغدد الليمفاوية في الرقبة، وتساعد هذه الاختبارات أيضًا على تحديد مرحلة السرطان ودرجته، وتشمل اختبارات التصوير ما يلي:
- الأشعة السينية: (X-ray)، بما فيها الأشعة السينية للأسنان، للتحقق من وصول السرطان للفك، والأشعة السينية للصدر، لمعرفة ما إذا كان السرطان قد وصل للصدر والرئتين.
- التصوير بالسونار، أو ما يُعرَف بالموجات فوق الصوتية: (Ultrasound scan).
- التصوير بالرنين المغناطيسي: (MRI)، يُنتج هذا الفحص صورًا مفصّلة لما في داخل الجسم، وتُعرَض هذه الصور على شاشة، وتتضمن هذه الطريقة استخدام مغناطيس قوي مرتبط بجهاز كمبيوتر.
- التصوير بالأشعة المقطعية: (بالإنجليزية: CT scan)، ويهدف هذا الفحص لإنتاج سلسلة من الصور التفصيلية للجسم، وقد يُحقَن المريض خلال هذا التصوير بصبغة لإظهار الخلايا السرطانية بوضوح أكبر.
- فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: (PET scan)، وهو اختبار يساعد على الكشف عن كيفية عمل الأعضاء والأنسجة، وقد يساعد أحيانًا على اكتشاف المرض قبل ظهوره في اختبارات التصوير الأخرى، وينطوي على استخدام مادة مشعّة لإظهار نشاط الخلايا، إذ يتم خلاله إعطاء المريض كمية صغيرة من السكر المشع في الوريد، ومن المعلوم أن الخلايا السرطانية تستجيب للسكر بطريقة تختلف عن الخلايا الطبيعية، وهذا يُظهر مواقعها في فحص PET.
هل يساعد التشخيص المبكر لسرطان الفم على الشفاء منه؟
نعم، يساعد الكشف المبكر عن سرطان الفم على زيادة فرص نجاح العلاج والشفاء، إذ قد يزيد ذلك من نسب الشفاء بحوالي 50-90%.
إقرأ أيضا:أعراض سرطان المستقيم عند النساءكيف يمكن الكشف عن الإصابة بسرطان الفم مبكرًا؟
يمكنك القيام بدور فعال يزيد من احتمالية كشفك عن الإصابة بسرطان الفم في مراحله الأولى، وذلك عن طريق اتباعك التالي:
- احرص على إجراء فحص ذاتي مرة واحدة على الأقل شهريًا: يمكنك لذلك استخدام ضوء ساطع ومرآة، وتحقق من المناطق التالية بالنظر إليها ولمسها، وعليك استشارة طبيبك في حال ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية، وتتضمن الأماكن التي يجب فحصها الآتي:
- الشفتين ومقدمة اللثة.
- سقف الفم بعد إمالة الرأس للخلف.
- داخل الفم، والأنسجة المبطِّنة للخدين، واللثة الخلفية بعد سحب الخد نحو الخارج.
- أسطح اللسان.
- أرضية الفم.
- مؤخرة الحلق.
- جانبي الرقبة وأسفل الفك السفلي، وذلك للتحقُّق من وجود أي عقد ليمفاوية منتفخة.
- قم بالفحوصات الدورية بانتظام: توصي جمعية السرطان الأمريكية (American Cancer Society) بإجراء فحوصات سرطان الفم كل 3 سنوات إذا تجاوزت 20 عامًا، وسنويًا إن تجاوزت من 40 عامًا، وذلك نظرًا لأن بعض البقع أو القروح الخطيرة قد تكون صغيرة جدًّا في بادئ الأم، ويصعب عليك رؤيتها بنفسك.
مراحل سرطان الفم
يمكن ترتيب المراحل الأساسية لسرطان الفم وفقًا لما يلي:
المرحلة | مواصفات المرحلة |
0 | تسمّى المرحلة 0 بالسرطان الموضعي، وفيها توجد خلايا غير طبيعية في بطانة الشفتين أو تجويف الفم، وهناك احتمال أن تصبح سرطانية. |
1 | تعد مرحلة مبكرة جدًّا من السرطان، وفيها يكون حجم الورم أقل من 2 سنتيمتر، كما أنّه لم يصل إلى الغدد الليمفاوية بعد. |
2 | فيها يتراوح حجم الورم بين 2-4 سنتيمترات، ولم تصل كذلك للغدد الليمفاوية. |
3 | تشير هذه المرحلة إلى أن حجم السرطان أكبر من 4 سنتيمترات، أو أنّه قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية المتواجدة في الرقبة. |
4 | وهي المرحلة الأكثر تقدّمًا من سرطان الفم، وتشير إلى انتشار السرطان في الجسم، ومن الممكن أن يكون الورم السرطاني حينها بأي حجم. |
إقرأ أيضا:الساركوما العظمية : الأعراض والعلاج