تشخيص تسرع القلب فوق البطيني

يُعرّف تسرّع القلب فوق البطيني (بالإنجليزيّة: Supraventricular tachycardia) واختصاراً (SVT)، على أنّه عدم انتظام ضربات القلب، يتمثل بزيادة سرعة نبضات القلب أثناء الراحة بحيث يتراوح معدلها بين 120-240 نبضة في الدقيقة الواحدة، وعادةً ما يحدث تسرع القلب فوق البطيني لبضع ثوان، أو قد يستمر لعدة أيام، سنتحدث في هذا المقال عن طرق تشخيص تسرّع القلب فوق البطيني.

تشخيص تسرع القلب فوق البطيني

يستطيع الطبيب تشخيص تسرّع القلب فوق البطيني من خلال أخذ السيرة المرضية للشخص، وإجراء الفحص السريري، كما سيقوم الطبيب بإجراء بعض الاختبارات والفحوصات، وذلك بهدف تحديد نوع تسرّع القلب الذي يُعاني منه الشخص، بالإضافة إلى الكشف عن الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالحالة وما إن كان هناك أي مضاعفات قد حدثت، ومن الفحوصات التي قد تُجرى في هذه الحالات ما يأتي:

• مخطط القلب الكهربائي: (بالإنجليزية: Electrocardiogram) واختصارًا (ECG)، ويُعد من أهم الفحوصات التشخيصية الأوليّة، وهو عبارة عن اختبار يقيس النشاط الكهربائي لضربات القلب، ويقوم هذا الجهاز بذلك بالطريقة التالية:
• تُلصق مجسّات تُعرف باسم الأقطاب الكهربائيّة (بالإنجليزية: Electrodes)، على الصدر، والذراعيّن، والساقيّن، وتوصل بواسطة أسلاك بجهاز تخطيط القلب.
• يقوم الجهاز بترجمة النبضات الكهربائية للقلب على شكل خط متموّج، مما يتيح للطبيب تحديد نمط انتشار التيار الكهربائي في القلب، والكشف عن وجود عدم انتظام ضربات القلب.
• فحص هولتر: (بالإنجليزيّة: Holter Monitor)، وهو عبارة عن جهاز صغير محمول، وعادةً ما يرتديه الشخص لمدة 24 ساعة، بما يُتيح تسجيل وتدوين مخطط كهربائية القلب بشكلٍ مُستمر أثناء ممارسة الأنشطة اليومية.
• جهاز تسجيل الأحداث: (بالإنجليزيّة: Event Recorder)، هو جهاز على شكل هاتف محمول صغير يمكن أن يرتديه الشخص لعدة أسابيع، ويُتِيح هذا الجهاز إمكانية تسجيل تخطيط كهربائية القلب وقت حدوث الأعراض، حيثُ يحتوي على زر تسجيل يُمكن للشخص الضغط عليه في حال ظهور الأعراض، ويُعد هذا الجهاز مفيدًا للمرضى الذين يعانون من نوبات مُتفرقة من تسرع القلب فوق البطيني.
• مخطَّط صدى القلب: (بالإنجليزيّة: Echocardiogram)، وهو إجراء غير جراحي، حيث يقوم الطبيب بفحص القلب بالموجات فوق الصوتية، لتكوين صور لحجم القلب، وبنيته، وحركته.

فحوصات أُخرى

في حال لم يجد الطبيب أيّ اضطراب في نظم القلب أثناء إجراء الفحوصات التي تم ذكرها سابقًا، فقد يُحاول تحفيز حدوث عدم انتظام ضربات القلب لدراسته من خلال إجراء اختبارات أخرى، والتي تتضمن ما يأتي:

• اختبار الإجهاد أو التحمّل: (بالإنجليزيّة: Stress test)، إذ يُعاني العديد من الأشخاص من حدوث تسرّع القلب فوق البطيني أو تفاقمه عند الإجهاد أو ممارسة الرياضة، ويتم إجراء هذا الفحص من خلال جعل الشخص يُمارس تمارين على آلة ركض أو دراجة ثابتة، وفي تلك الأثناء يقوم الطبيب برصد نشاط القلب.
• اختبار الطاولة المائلة: (بالإنجليزيّة: Tilt table test)، قد يُوصِي الطبيب بهذا الاختبار في حال تعرّض الشخص سابقًا لنوبات إغماء، بحيث يتمُّ رصد معدَّل ضربات القلب وضغط الدم عند الاستلقاء على طاولة الفحص، ومن ثُمّ يقوم الطبيب بإمالة الطاولة كما لو كان الشخص واقفاً، حيثُ يُساعد ذلك على رصد استجابة القلب والجهاز العصبي لتغيير وضعية المريض.
• الاختبار الكهروفسيولوجي والتخطيط: (بالإنجليزيّة: Electrophysiological testing and mapping)، يُجرى هذا الاختبار عن طريق استخدام أنابيب رفيعة يُعرف الواحد منها بالقسطرة، وتكون موصولة بأقطاب كهربائية، بحيث يتم إدخالها عبر الأوعية الدموية إلى أماكن مُختلفة داخل القلب، وتكمُن الاستفادة من هذا الفحص فيما يلي:
• تحديد طبيعة انتشار النبضات الكهربائية في القلب، من خلال وضع هذه القسطرة في أماكن محددة داخل القلب.
• تحفيز حدوث اضطراب ضربات القلب بواسطة الأقطاب الكهربائية، ويُتيح ذلك للطبيب فرصة تحديد مكان وسبب نشوء الاضطراب.

أعراض تسرّع القلب فوق البطيني

يشعر المصابون بتسرّع القلب فوق البطيني بالعديد من الأعراض، يمكن ذكر أبرزها على النحو التالي:

• تسارع نبضات القلب.
• الدوخة.
• الإغماء.
• ضيق أو ألم في الصدر.
• صعوبة التنفس.
• التعب.
• الشعور بالحاجة للتبوّل أثناء حدوث نوبة تسرّع القلب فوق البطيني أو بعد ذلك بوقتٍ قصير.

ماذا يحدث في حال عدم علاج تسرّع القلب فوق البطيني

يُمكن أن تؤدي النوبات غير المعالجة والمتكررة من تسرع القلب فوق البطيني إلى إضعاف القلب مع مرور الوقت، وبالتالي الإصابة بقصور القلب (بالإنجليزية: Heart failure)، خاصةً لدى الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل صحية أخرى.

نصائح للوقاية من نوبات تسرّع القلب فوق البطيني

توجد العديد من المحفزات لحدوث نوبة تسرّع القلب فوق البطيني، وللتخفيف من تكرار هذه الحالة يمكن اتباع النصائح التالية:

• اتباع نظام غذائي صحي للقلب.
• ممارسة النشاط البدني.
• الإقلاع عن التدخين.
• الحفاظ على الوزن ضمن الحدود الطبيعية.
• الامتناع عن شرب الكحول.
• تقليل التعرض للتوتر والضغوط النفسية.
• الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
• عدم استخدام الأدوية دون استشارة الطبيب.
• تجنب الإفراط في استهلاك الكافيين.