يستجيب الجسم بطريقته الخاصّة لكلّ ما تقوم به، فمثلًا عندما تكون مستلقيًا أو جالسًا ثمّ تقف فجأة، فإن جسمك يستجيب لهذا ويحافظ على الاتّزان عن طريق تضيّق الأوعية الدمويّة الذي يمنع انخفاض ضغط الدّم بشكل مفاجئ، وهذا يضمن إمدادات الدماغ الثابتة بالدم المؤكسد، ولكن عدم تضيق الأوعية الدموية يمثّل شكلًا من أشكال انخفاض ضغط الدم فيما يُعرف بانخفاض ضغط الدم الانتصابي سنأتي على بيانها بالتفصيل.
المحتويات
انخفاض ضغط الدم الانتصابي
يعد انخفاض ضغط الدم الانتصابي (بالإنجليزية: Orthostatic hypotension) استجابة فيسيولوجيّة غير كافية عند الوقوف المفاجئ تؤثّر في ضغط الدّم، وتتمثّل بانخفاض ضغط الدّم الانقباضي (بالإنجليزية: Systolic blood pressure) بمقدار 20 مليمترًا زئبقيًا، وهو الضغط الواقع على جدران الشرايين الدموية عند ضخ الدم من القلب، أو بانخفاض ضغط الدم الانبساطي (بالإنجليزية: Diastolic blood pressure) بمقدار 10 مليمترات، وهو الضغط الواقع على جدران الشرايين الدموية بين نبضات القلب أثناء راحته، ويكون الانخفاض في غضون 3 دقائق من الوقوف، وذلك مقارنة بضغط الدم في وضع الجلوس أو الاسترخاء، فيظهر على شكل شعور خفيف بالدوار قد يشعر به الفرد في حال تحرّك من مكانه وقوفًا بسرعة كبيرة، وقد يكون ذلك حادّا لفترات قصيرة، أو مزمنًا يستمرّ لسنوات، كما قد تصاحبه أعراض عديدة في بعض الحالات، ومن المرجّح أن يعاني الجميع من شكل خفيف ومبسّط من انخفاض ضغط الدم الانتصابي، الذي لا يعد مرضًا في حد ذاته، بل هو عرض لاضطراب آخر.
إقرأ أيضا:ألم الرأس بسبب انخفاض الضغطأعراض انخفاض ضغط الدم الانتصابي
تتضمن أعراض انخفاض ضغط الدم الانتصابي ما يأتي:
- الدوخة أو الدوار عند الوقوف، وهما العرضان الرئيسيان والعلامة الفارقة في انخفاض ضغط الدّم الانتصابي، وسرعان ما يشعر الفرد بالتحسّن فور الجلوس أو الاستلقاء.
- الإغماء.
- ألم في الصّدر، أو الكتف، أو الرقبة.
- صعوبة في التركيز.
- الصّداع.
- خفقان القلب.
- الغثيان.
- الشعور بالحرّ والتعرّق.
- ضيق في التنفس.
- ضعف أو تعب عام.
- التواء الساق.
- ضبابية الرؤية.
آلية الاستجابة الطبيعية لانخفاض ضغط الدم
قبل الخوض في انخفاض ضغط الدم الانتصابي يجدر بيان أن إحدى آليات الاستجابة الطبيعية لانخفاض ضغط الدم تتمثل باستشعار مستقبلات الضّغط (بالإنجليزية: Baroreceptors) أي انخفاض في ضغط الدم فور حصوله، حيث ترسل إشارات إلى مراكز الدّماغ تنبّهه ليتصّرف، فيستجيب بإرسال إشارات إلى القلب لينبض بشكل أسرع ويضخ المزيد من الدّم، ويؤدّي ذلك إلى استقرار ضغط الدم، وعودته إلى وضعه الطبيعي، كما تعمل مستقبلات الضغط على تضييق الأوعية الدموية مما يزيد من ضغط الدم، ويساهم بعودته إلى طبيعته.
أسباب انخفاض ضغط الدم الانتصابي
يحدث انخفاض ضغط الدّم الانتصابي عندما يكون هناك سبب أو عامل غيّر في العملية الطّبيعيّة في الجسم لمواجهة انخفاض ضغط الدّم، حيث توجد مجموعة من الأسباب التي قد تؤدّي إلى تعكير صفو الاستجابة الطبيعيّة للجسم عند انخفاض ضغط الدم، ومن هذه الأسباب:
إقرأ أيضا:أكلات تقلل ضغط الدم المرتفع- ارتفاع ضغط الدّم.
- حالات طبيّة معينة: مرض السكري، أو فشل القلب، أو تصلب الشرايين.
- تناول أدوية معيّنة: مثل بعض مدرات البول، ومضادات الاكتئاب، وأدوية خفض ضغط الدم.
- حالات عصبية مثل مرض باركنسون.
- بعض أنواع الخرف.
- الجفاف.
- نقص فيتامين B12 أو فقر الدم.
- الراحة لفترات طويلة.
- إدمان الكحول.
- تناول الوجبات، وهذا أكثر شيوعًا لدى كبار السّن، فبعض النّاس يعانون من انخفاض ضغط الدّم بعد تناول وجبات الطّعام.
تشخيص انخفاض ضغط الدم الانتصابي
تتضمن الفحوصات المستخدمة في تشخيص انخفاض ضغط الدم الانتصابي ما يأتي:
- التّاريخ الطبيّ والفحص البدني: ويتضمّن ذلك جميع الحالات الطبيّة والأدوية التي تؤخذ بشكل منتظم.
- فحوصات الدّم: مثل فحص السكّر في الدّم أو هرمونات الغدة الكظريّة.
- تخطيط صدى القلب أو الإيكو: (بالإنجليزية: Echocardiography) للتحقّق من وجود بعض أمراض القلب.
- اختبار ميل الطّاولة: (بالإنجليزية: Tilt table test) يجرى هذا الفحص لتقييم استجابة الجسم مع تغيّر وضعيّته.
- مناورة فالسالفا: (بالإنجليزية: Valsalva maneuver) يعمل هذا الفحص على تحليل معدّل ضربات القلب وضغط الدم بعد عدة دورات من التنفس العميق، للتحقّق من أداء الجهاز العصبي اللاإرادي.
إقرأ أيضا:علاج هبوط ضغط الدم
علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي
يهدف العلاج المستخدم لانخفاض ضغط الدم الانتصابي إلى رفع ضغط المريض الانتصابي -عند الوقوف- دون رفع ضغط دمه في وضع الاستلقاء، وذلك للحد من أعراض انخفاضه، وزيادة الوقت الذي يستطيع به المريض الوقوف، وبالتّالي تحسين قدرته على أداء الأنشطة اليوميّة المختلفة، وتتضمن العلاجات كلًا من التّالية:
- تغيير جرعة الدواء الذي قد يتسبّب بانخفاض ضغط الدّم الانتصابي، أو تغييره بشكل كامل إلى دواء آخر.
- أدوية تعمل على زيادة حجم الدّم وضغطه، وتستخدم في حالات نادرة، ومن هذه الأدوية:
- دروسيدوبا (بالإنجليزية: Droxidopa).
- العامل المحفّز لهرمون مكون الكريات الحمر (بالإنجليزية: Erythropoiesis-stimulating agents).
- فلودروكورتيزون (بالإنجليزية: Fludrocortisone).
- ميدودرين هيدروكلوريد (بالإنجليزية: Midodrine hydrochloride).
- بيريدوستيجمين (بالإنجليزية: Pyridostigmine).
- شرب 6-8 أكواب من الماء أو المشروبات منخفضة السّعرات الحراريّة يوميًّا، ما لم يوصِ الطبيب بالحدّ من شرب السّوائل.
- تجنّب الاستحمام بماء شديد السخونة.
- استخدام وسائد إضافيّة لرفع الرأس عند النوم.
- استخدام عدة أنواع من الملابس الضاغطة، كجوارب ضغط بطول الركبة.