قد يُصاب العديد من الأشخاص بعيوب خلقية قد تؤثر في شكل ووظيفة الكلى والمسالك البولية، فما هي العيوب الخلقية في المسالك البولية؟ وكيف يتم التعامل معها؟
المحتويات
العيوب الخلقية في المسالك البولي
تمثل العيوب الخلقية في المسالك البولية مجموعة من التشوهات التي تصيب بُنية الكلى أو أي أجزاء أخرى في المسالك البولية عند الولادة،ويُعد هذا النوع من التشوهات أحد أكثر العيوب الخلقية شيوعاً.
أنواع العيوب الخلقية في المسالك البولية
يمكن ذكر أنواع العيوب الخلقية في المسالك البولية على النحو التالي:
تشوهات الكلى الخلقية
ومنها ما يلي:
- الكلية الحذوية: (Horseshoe kidney)، ويتمثّل باندماج الكلى معًا لتشكل كلية واحدة مقوسة.
- داء الكلى متعددة الكيسات: (Polycystic kidney disease)، وهو عبارة عن احتواء إحدى الكليتين أو كليهما على أكياس مملوءة بالسوائل.
- عدم التَخلّق الكُلويّ: (Renal agenesis)، إذ قد يولد الطفل بكلية واحدة، أو بدون كليتين.
- نقص تنسّج الكلية: (Renal hypoplasia)، إذ قد يولد الطفل مع كلية أو كليتين صغيرتين بشكلٍ غير طبيعي.
- خلل التنسّجِ الكُلويّ: (Renal dysplasia)، ويتمثل عدم تشكّل إحدى الكليتين أو كليهما بشكلٍ صحيح.
تشوهّات الحالب الخلقية
ومنها ما يلي:
إقرأ أيضا:تسرب البروتين من الكلى- الحالب المزدوج: (Duplicated ureter)، وهي حالة تؤدي إلى نشوء حالبين من الكلية الواحدة، على عكس الطبيعي والذي يتمثل بنشوء حالب واحد من كل كلية.
- انسداد الاتصال الحُوَيضيّ الحالبيّ: (Ureteropelvic junction obstruction)، وهو عبارة عن انسداد في المنطقة التي تتصل فيها الكلية بالحالب.
- انسداد الاتصال الحالبيّ المثاني: أو ما يُعرف أيضاً بالقلية الحالبيّة (Ureterocele)، وهي عبارة عن انسداد في المنطقة التي يتصل بها الحالب بالمثانة.
- الارتداد المثاني الحالبي: (Vesicoureteral reflux)، وهي حالة تنطوي على عودة البول من المثانة إلى الكلية عن طريق الحالب.
تشوّهات الإحليل الخلقية
ومنها ما يلي:
- الصمام الإحليلي الخلفي: (Posterior urethral valve)، تؤثر هذه الحالة في الذكور فقط، وتحدث نتيجة نشوء طيات في الإحليل الخلفي والتي تعمل كصمّامات تُعيق تدفق البول من المثانة، وبالتالي يزداد الضغط في المثانة، ويمكن أن يُعاني الطفل من صعوبة في التبول وضعف في تدفق البول.
- تضيق الإحليل: (Urethral stricture) يمكن أن يسبب انسدادًا في أحد أجزاء مجرى البول، ويُعد شائعاً بين الذكور مُقارنة بالإناث، وعادةً ما يظهر بشكل مشابه للصمام الإحليلي.
- تدلي الإحليل: (Urethral prolapse)، وهو عبارة عن بروز جزء صغير من الإحليل البعيد خارج الفتحة الخارجية للبول، على شكل كتلة بين الشفرين، وتحدث هذه الحالة بشكلٍ رئيسي عند الإناث، وقد تظهر في مرحلة الطفولة أو في وقتٍ لاحق من الطفولة، وفي الواقع لا يسبب تدلي الإحليل أعراضًا في العادة وقد يزول من تلقاء نفسه، ولكن قد ينزف النسيج المتدلِّي ويُسبب ظهور بقع دموية على الملابس الداخلية.
- ظهور الإحليل في موضع خاطئ: بحيث تكون فتحة الإحليل (فتحة التبول) في غير موضعها الطبيعي، ويُمكن أن تؤثر هذه الحالة في الإناث والذكور كالآتي:
- الإناث: قد تكون فتحة الإحليل بين البظر والشفرين، أو داخل فتحة المهبل، أو في حالات نادرة على البطن.
- الذكور: قد تظهر فتحة الإحليل على الجانب السفلي من القضيب، أو قد تظهر على الجانب العلوي من القضيب.
- الإحليل المزدوج: (Duplicated urethras)، وهي حالة نادرة تتمثل بنشوء إحليلين أو أكثر، بحيث يكون أحدهما فقط متصلًا بالمثانة، ولكن في بعض الأحيان قد يكونان متّصلين مع بعضهما البعض.
تشوّهات المثانة الخلقية
ومنها ما يلي:
إقرأ أيضا:سلس البول- تلف أعصاب المثانة: مثل المثانة المترهلة (Flaccid bladder)، حيثُ تكون عضلات المثانة ضعيفة ومترهلة، مما يؤثر سلباً في قدرة المثانة على الانقباض بشكلٍ صحيح لتفريغ نفسها، مما يجعل البول تحت ضغط منخفض، والمثانة التشنجية (Spastic bladder) والتي تتمثل بتقلص المثانة بشدة، ويكون البول في المثانة تحت ضغط مرتفع.
- رِتج المثانة: (Bladder diverticulum)، وهو عبارة عن كيس خارجي ينشأ في جدار المثانة، ويمكن أن يتراكم البول داخل هذا الكيس ويسبب التهابات المسالك البولية.
- انقلاب المثانة للخارج: (Bladder exstrophy)، وهي حالة نادرة تكون فيها المثانة خارج جسم الجنين، بحيثُ تبرز من أسفل البطن وتكون مرئية، مما يؤدي إلى خروج البول عبر جدار البطن بدلاً من مجرى البول.
علامات وأعرض العيوب الخلقية في المسالك البولية
غالبًا ما يتم الكشف عن التشوهات الخلقية في الكلى والمسالك البولية قبل ولادة الطفل، ولكن في حال عدم اكتشاف هذه الحال قبل الولادة، فقد تظهر على الطفل أعراض في مرحلة الرضاعة أو الطفولة، والتي نذكر منها ما يلي:
- حمى مجهولة السبب.
- الإصابة بالتهابات المسالك البولية بصورة متكررة.
- صعوبة التبول أو صعوبة التدريب على استخدام الحمام، لدى بعض الأطفال.
- الخمول، والتعب المستمر.
- الغثيان.
- انتفاخ في اليدين، أو القدمين، أو الوجه بالقرب من العينين، أو في منطقة البطن.
- التقيؤ.
- التهيج.
- ألم في بطن.
- الإسهال.
- بول ذو رائحة كريهة.
- ضعف النمو.
- فقدان الوزن أو عدم زيادة الوزن.
- فقدان الشهية.
أسباب العيوب الخلقية في المسالك البولية
إن وجود تاريخ عائلي للإصابة بمشاكل الكلى أو المسالك البولية قد يزيد من خطر ولادة طفل مصاب بأحد هذه العيوب الخلقية، وبالرغم من ذلك فغالباً ما يكون سبب العيوب الخلقية غير معروف، إضافةً لذلك يُمكن أن تزيد بعض العوامل البيئية أيضاً من احتمالية الإصابة بالعيوب الخلقية في المسالك البولية، ومنها:
إقرأ أيضا:التكيسات الكلوية: الأعراض والعلاج- النساء المصابات بداء السكري خلال الحمل.
- النساء اللاتي تناولن بعض الأدوية التي تضر بالكلى خلال الحمل.
- النساء اللاتي عانين من مشاكل في مستويات بعض الفيتامينات والمعادن، مثل حمض الفوليك والحديد، أثناء الحمل.
تشخيص الإصابة بالعيوب الخلقية في المسالك البولية
عادةً ما يتم تشخيص الإصابة بالعيوب الخلقية في المسالك البولية قبل الولادة أثناء إجراء الفحوصات الروتينية للمرأة الحامل عن طريق إجراء السونار، كما يمكن أن يقوم الطبيب بإجراء فحوصات تصويرية إضافية قبل الولادة لتقييم المشكلة بدقة أكبر وفهم المخاطر التي يتعرض لها الطفل، أمّا في حال تمّ الكشف عن العيوب الخلقية لاحقًا بعد ولادة الطفل أي في مرحلة الطفولة، فقد يقوم الطبيب بإجراء اختبارات إضافية للكشف عن حالة الكلى وتقييم مدى قدرة الكلى على أداء وظائفها، ومن هذه الاختبارات نذكر ما يلي:
- فحص البول للتحقق من وجود عدوى، أو وجود بروتين في البول.
- فحص الدم لتقدير وظائف الكلى، مثل: معدل الترشيح الكبيبيّ (GRF).
- فحص الدم للبحث عن خلايا الدم الحمراء المنخفضة (فقر الدم) أو اضطرابات الأملاح والمعادن في الدم.
- التصوير الطبقي (CT scan)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكلى والمسالك البولية.
- فحص تصوير المثانة والإحليل الإفراغي (VCUG)، وهو عبارة عن اختبار تصوير يتم من خلال استخدام الأشعة السينية وصبغة لمعرفة كيفية تدفق البول داخل وخارج المثانة.
- اختبار التصوير النووي (Nuclear imaging test) لتقييم وظائف الكلى وتصريف البول.
- خزعة للكلى.
علاج العيوب الخلقية في المسالك البولية
يعتمد علاج العيوب الخلقية في المسالك البولية على نوع العيب الخلقي والوضع الصحي للمريض، حيثُ سيحتاج المريض في العادة إلى مراقبة ورعاية وعلاج مستمر من ممارسي الرعاية الصحية ذوي الخبرة في مثل هذه الحالات، ويمكن ذكر طرق العلاج على النحو التالي:
علاج تشوهات الكلى الخلقية
عادةً ما يتم استخدام دواء أو أكثر لخفض ضغط الدم المرتفع، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors)، مثل: كابتوبريل (Captopril) أو حاصرات مستقبلات أنجيوتينسين (ARBS)، مثل لوسارتان (Losartan)، ويعمل الأطباء على تأخير الحاجة إلى غسيل الكلى أو زراعة الكلى لأطول فترة ممكنة، إذ إنّ غالبية المرضى قد يعانون في النهاية من فشل كلوي، وهذا يعني احتياجهم إلى غسيل الكلى بشكلٍ مستمر أو زراعة الكلى، إضافةً إلى ذلك يمكن أن تساعد بعض العلاجات الأخرى على منع حدوث المضاعفات؛ ومنها هرمون النمو أو مكملات فيتامين د
علاج تشوهّات الحالب الخلقية
قد يتم اللجوء إلى الخيار الجراحي بالنسبة للمشاكل التي تؤثر في الجزء السفلي من المسالك البولية، وذلك اعتمادًا على حالة المريض، حيثُ قد تُساعد الجراحة على تصحيح صمام مجرى البول غير الطبيعي، أو على تدفق البول بشكلٍ طبيعي من الحالب إلى المثانة، أمّا بالنسبة للكلى المتضخمة فعادةً ما يتم اللجوء إلى عملية تُعرف برأب الحويضة (Pyeloplasty) لتصحيح التشوه.
علاج تشوهّات الإحليل الخلقية
عادةً ما يتم علاج عيوب الإحليل التي تسبب أعراض شديدة، وذلك عن طريق إجراء عملية جراحية لتصحيح العيب.
علاج تشوهّات المثانة الخلقية
يُعد الخيار الجراحي ضروري في مثل هذه الحالات، إذ يجب إجراء الجراحة في غضون 48 ساعة من الولادة، ويمكن أن تكون نسبة نجاح العملية الجراحية مرتفعة.