المحتويات
ما هو الضمور الدماغي؟
هو فقدان عدد من الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، مما يؤدي إلى حدوث انكماش في المناطق التي تحوي تلك الخلايا، ويعتمد مقدار تضرر القدرة على الإدراك عند مُصاب الضمور الدماغي على المنطقة المُتضررة، وشدة الضرر،والذي يتراوح بين الحالات الخفيفة التي لا تكون مدعاة للقلق، إلى الحالات الشديدة التي ترتبط عادةً بالأمراض العصبية مثل الخرف.
أسباب الضمور الدماغي
يحدث الضمور الدماغي بشكل طبيعي وبسيط جداً لدى جميع الأشخاص مع التقدم في العُمر، ولكن يحدث أحيانًا تسريع في فقدان خلايا الدماغ والذي ينجم عن عدة أسباب مرضية، منها ما يلي:
- إصابات الدماغ: ومنها الإصابات الناجمة عن السقوط، أو الحوادث.
- السكتة الدماغية: إذ تؤدي إلى انقطاع الدم عن الجزء المصاب، مما يعني فقدان الإمدادات الغذائية والأكسجين في المنطقة، وبالتالي موت الخلايا العصبية فيها.
- أمراض الدماغ: ومن هذه الاضطرابات والأمراض ما يلي:
- الخرف: إذ تؤدي حالات الخرف إلى تلف خلايا الدماغ التدريجي، مما يسبب فقدان الذاكرة، واضطرابات التفكير.
- الزهايمر: يؤدي الزهايمر إلى تلف الخلايا العصبية مؤثراُ على قدرة الشخص على ممارسة نشاطاته اليومية.
- الشلل الدماغي: هو اضطراب حركي ناجم عن النمو غير الطبيعي للدماغ أثناء تكون الجنين في الرحم، ويؤدي إلى العديد من الاضطرابات الحركية.
- التهاب الدماغ: والذي يحدث بسبب عدوى فيروسية، أو بكتيرية، أو بسبب أحد أمراض المناعة الذاتية مثل مرض هاشيموتو، وقد يؤدي التهاب الدماغ إلى النوبات والشلل.
- التصلب اللويحي: أحد أمراض المناعة الذاتية التي يُهاجم فيها الجهاز المناعي طبقة المايلين المُحيطة بالأعصاب، والتي توفر لها الحماية، مما يؤدي إلى تلفها، وتلف الخلايا العصبية، وحدوث مشاكل في الحركة وتنسيقها، ومشاكل في الإحساس، ومع الوقت يسبب ضمور الدماغ.
- حثل المادة البيضاء: هو اضطراب وراثي نادر يتسبب بتلف الطبقة الواقية المُحيطة بالخلايا العصبية والتي تسمى الميالين، ويؤدي إلى مشاكل في الذاكرة، والسلوك، والحركة، والسمع، والرؤية، وعادةً ما يبدأ في مرحلة الطفولة.
- مرض هنتنغتون: وهو اضطراب وراثي يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية بشكل تدريجي، وعادةً ما يبدأ في منتصف العمر، ومع مرور الوقت، يؤثر على القدرات العقلية، والجسدية، ويؤدي إلى الاكتئاب الشديد، والارتعاش.
- مرض بيك: أحد أنواع الخرف، ويُصيب مناطق معينة فقط من الدماغ.
أعراض الضمور الدماغي
تختلف الأعراض باختلاف نوع الضمور الدماغي، فهو يُقسم إلى ثلاثة أنواع؛ وهي: البؤري، والعام، والخلقي، وعادةً ما تظهر الأعراض تِبعًا لنوع الإصابة، كما يلي:
إقرأ أيضا:أعراض التهاب السحايا عند الأطفالالضمور الدماغي البؤري
يُصيب هذا النوع مناطق معينة من الدماغ، وعادةً ما يحدث بشكل تدريجي، وتتفاقم أعراضه مع مرور الوقت، وتختلف الأعراض تبعاً للمنطقة المُصابة من الدماغ، سواء أكانت مركز الحركة، أم مركز الرؤية، أم الإحساس، فيظهر واحد من الأعراض التالية:
- فقدان تنسيق الحركة، وتصلب العضلات وبطء حركتها.
- صعوبة الوقوف بشكل مستقيم والإصابة بشلل جزئي.
- حدوث الرؤية المزدوجة.
- فقدان الإحساس ببعض أجزاء الجسم.
- صعوبة فهم الكلام والتحدث.
- حدوث تغيرات سلوكية.
هناك أعراض شديدة قد يُصاب بها الشخص، وتصل شَدَّتها إلى الدرجة التي تتطلب علاجًا طبيًا طارئًا، ومنها: فقدان الوعي، والنوبات المرضية، والهلوسة، وآلام العين، وسلوكيات شديدة العدوانية أو أفكار انتحارية.
الضمور الدماغي العام
يؤثر هذا النوع من الضمور على الدماغ كاملاً، وعادةً ما يحدث بعد التعرض لإصابة في الرأس، أو بسبب العدوى، أو السكتة الدماغية، وتتضمن الأعراض التالية مجتمعة:
- فقدان القدرة على التفكير، وصعوبة التواصل سواءً بالصوت أو الكتابة، وهي من أكثر أعراضه شيوعًا.
- فقدان الذاكرة.
- الارتباك وفقدان التوازن.
- ظهور صعوبات التعلم.
- الشعور بخدران الأطراف.
- ظهور مشاكل في الرؤية.
ضمور الدماغ الخلقي
يتطور ضمور الدماغ الخلقي في الرحم أثناء تكوين الجنين، وهذا النوع يؤثر على مناطق معينة من الدماغ، وليس الدماغ كاملًا، وتظهر أعراضه أثناء مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة، وقد تتضمن أعراضه تأخر الكلام، صعوبة المشي، حدوث التشنجات، أو الصرع، وصعوبات التعلم.
إقرأ أيضا:تشخيص استسقاء الدماغكيف يتم تشخيص الضمور الدماغي؟
يقوم الطبيب بتشخيص الإصابة من خلال معرفة التاريخ الطبي للمريض، والاضطلاع على الأعراض، واستمراريتها، ووقت ظهورها، وتقييم الإدراك والمعرفة من خلال اختبار اللغة والذاكرة، كما يطلب الطبيب بعض الفحوصات التصويرية للحصول على تشخيص أدق للضمور الدماغي مثل:
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- التصوير المقطعي المحوسب (CT-Scan).
- التصوير النووي (PET).
- التصوير المقطعي بإصدار فوتون واحد.
ما هو علاج الضمور الدماغي؟
عادةً ما تختلف وتتنوع الخيارات العلاجية تِبعًا لموقع الضمور وشِدَّته، وتتضمن خيارات العلاج الآتي:
- الضمور الناجم عن الإصابات والحوادث: علاج لتأهيل الدماغ من خلال علاج النطق، والعلاج الطبيعي، والمتابعة الطبية.
- الضمور الناجم عن العدوى: يجب العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات، أو المضادات الحيوية، فبعلاج العدوى تذهب الأعراض.
- الضمور الناجم عن الحالات المرضية والاضطرابات الوراثية: في حال كان المُسبب إحدى الحالات أو الاضطرابات مثل ألزهايمر، أو الشلل الدماغي، أو مرض هنتنغتون، فلا يوجد لها علاج جذري، بل يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض، ويشمل على الأدوية التي تعمل على إبطاء تقدم الحالة، وتخفيف أعراضها، والعلاج الطبيعي، وعلاج النطق، وهذه العلاجات ضرورية لمساعدة الشخص على استعادة وظائف المخ والتأقلم مع وضعه الجديد.