البنكرياس وما علاقته بتنظيم سكر الدم؟

يؤدي البنكرياس وظائف مهمّة في الجسم، أبرزها إفراز هرمونات تنظّم مستوى السكّر في الدم، وكذلك إفراز إنزيمات تساعد على هضم الطعام، وللاطّلاع على وظائفه بالتفصيل تابع هذا المقال.

ما وظيفة البنكرياس

ينتج البنكرياس نوعين من المواد الكيميائية المهمة والتي لها دور حيوي في الجسم بكميّات مناسبة وضمن أوقات معيّنة، وهي الإنزيمات والهرمونات، وتاليًا بيان ذلك:

تنظيم مستوى السكر في الدم

فيما يتعلق بدور البنكرياس في تنظيم مستوى السكر في الدم فإنّ الحديث يدور حول الجزء الذي يفرز الهرمونات فيه كهرمون الإنسولين، وهو ما يُشار إليه باسم جزر لانجرهانس (بالإنجليزية: Islets of Langerhans)، وتاليًا تفصيل ذلك.

• الإنسولين:

يلعب الإنسولين دورًا مهمًّا في مساعدة خلايا الجسم على استخدام السكّر كمصدر للطاقة، إذ يسمح بانتقال السكر من الدم إلى داخل الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة، أو تخزينه إلى حين الحاجة إليه، ويُنتَج هرمون الإنسولين في خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس، وتجدر الإشارة إلى أنّ نقص الإنسولين في الجسم قد يسبِّب زيادة مستويات السكر في الدم، ليؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بمشاكل صحية كمرض السكّري.

• غلوكاغون:

يأتي هنا دور خلايا ألفا الموجودة في البنكرياس لإنتاج هرمون الغلوكاغون (بالإنجليزية: Glucagon)، الذي يعمل على زيادة نسبة السكّر في الدم عند انخفاض مستوياته عن المستوى الطبيعي، حيث يرسل إشارات إلى الكبد ليطلق السكّر المُخزّن فيه ويحرّره.

• هرمون أميلين:

يساعد هرمون أميلين (بالإنجليزية: Amylin) الجسم على التحكّم في الشهيّة والرغبة في تناول الطعام، ويُصنَّع في خلايا بيتا في البنكرياس.

إفراز العصارة الهاضمة

يفرز البنكرياس عصارة تحتوي على مجموعة من الإنزيمات التي تحول الطعام إلى جزيئات أصغر ممّا كانت عليه لتسهّل امتصاصها عبر الأمعاء،^[٢] وتنتقل العصارة عبر قنوات البنكرياس إلى الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة المعروف بالاثني عشر (بالإنجليزية: Duodenum)، ومن الجدير بالذكر أنّ البنكرياس تُصنِّع يوميًّا حوالي 237 مليلترًا من العصارة المملوءة بالإنزيمات المختلفة، ومن هذه الإنزيمات:

• إنزيم ليباز:

يتعاون إنزيم ليباز (بالإنجليزية: Lipase) مع العصارة الصفراويّة (بالإنجليزية: Bile) التي ينتجها الكبد لتكسير الدهون الموجودة في الطعام، أي أنّ عدم وجود كميّة كافية منه يتسبب بحدوث مشكلة في امتصاص الدّهون والفيتامينات الذائبة فيها، وهي فيتامينات A، D، E، K، ممّا يؤدي إلى الإصابة بالإسهال وظهور الدهون في البراز.

• إنزيم البروتياز:

يفرز البنكرياس إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Proteases)، وتتضمن هذه مجموعتين من الإنزيمات المسؤولة عن تحليل البروتينات إلى وحدات أصغر هي الأحماض الأمينيّة، التي يمكن امتصاصها عبر جدار الأمعاء، وحقيقة ينتج البنكرياس هذه الإنزيمات على شكل مواد بدائيّة غير نشطة تُخزّن داخله، ثم يفرزها إلى الأمعاء بشكلها غير النشط، حيث تُنشّط هناك عن طريق إنزيمات موجودة في الاثني عشر، منها ما أنتجه البنكرياس بنفسه، وتختلف هاتين المجموعتين في موضع تكسير الروابط داخل البروتين لإنتاج الأحماض الأمينية، ويمكن بيان هاتين المجموعتين كما يأتي:

• الإنزيمات المحلّلة للببتيدات الدّاخليّة: (بالإنجليزية: Endopeptidases) وتتضمن إنزيم تريبسين، وكيموتريبسين (بالإنجليزية: Chymotrypsin)، وإيلاستيز (بالإنجليزية: Elastase)، والتي تقوم بكسر الروابط الداخلية للبروتينات.
• الإنزيمات المحلّلة للببتيدات الخارجيّة: (بالإنجليزية: Exopeptidases) وتتضمن إنزيم كاربوكسي ببتايديز (بالإنجليزية: Carboxypeptidases)، والتي تقوم بكسر الروابط الموجودة في نهاية البروتينات مُسبِّبة إطلاق حمض أميني واحد في كل مرة.

• إنزيم أميليز:

يعمل إنزيم أميليز (بالإنجليزية: Amylase) على هضم الكربوهيدرات وتحليل النّشويّات إلى سكّريات بسيطة، ليستخدمها الجسم لاحقًا في الحصول على طاقة، وإنّ عدم وجود ما يكفي من هذا الإنزيم يؤدي إلى المعاناة من الإسهال نظرًا لعدم هضم الكربوهيدرات.

أمراض البنكرياس الشائعة

نظرًا لدور البنكرياس الكبير في كافّة أجزاء الجسم، فإن أي مشكلة فيه تؤدّي إلى تضرّر الجسم بالكامل، وفيما يأتي بيان أمراض البنكرياس الشائعة:

مرض السكري من النوع الأول

يوصف مرض السكري من النوع الأول بأنّه أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس ويدمرها عن طريق الخطأ، فلا تتمكّن من إفراز هرمون الإنسولين، مسبّبًا بذلك ارتفاع مستويات السكر في الدم، ولا يزال سبب حدوثه غير واضح إلى الآن، ولكنّه قد يكون نتيجة عوامل وراثيّة وبيئيّة، وهو النوع الذي غالبًا ما يُصيب الأطفال.

مرض السكري من النوع الثاني

يحدث مرض السكري من النوع الثاني بسبب عدم قدرة خلايا الجسم على معالجة سكر الجلوكوز، بما فيها خلايا الكبد، والعضلات، والخلايا الدهنية، فيبدأ البنكرياس بإنتاج كميات إضافية من الإنسولين لتعويض ذلك، ولكن مع مرور الوقت لا يتمكن من تغطية كافة احتياجات الجسم للإنسولين، مما يؤثر في قدرة الجسم على التحكم في مستويات السكر في الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع هو النوع الأكثر شيوعًا من مرض السكري، وهو غالبًا ما يُصيب البالغين، إلا أنّه انتشر مؤخرًا بين الأطفال.

التليّف الكيسي

التليّف الكيسي (بالإنجليزية: Cystic fibrosis) هو أحد الاضطرابات الوراثيّة التي تؤثر في العديد من أجهزة الجسم، مثل الرئتين والبنكرياس، إذ يؤثر في الخلايا المُنتجة للمخاط، والعرق، والعصارة الهضمية، فيزيد من لزوجة الإفرازات، ممّا يسبِّب انسداد الأنابيب والممرات فيهما تحديدًا، فيؤدي إلى الإصابة بمرض السكري ومشاكل في الجهاز الهضمي، وغيرها من المشاكل.

سرطان البنكرياس

تتعدّد أنواع سرطان البنكرياس، حيث يؤثر كل منها في نوع خلايا مُعين، وغالبًا يصاحب الورم أعراضًا قليلة أو قد يكون بدون أعراض في المراحل المبكرة للإصابة، ممّا يصعب اكتشافه إلا في مراحل متقدّمة منه، وإنّ النوع الأكثر شيوعًا هو سرطان الخلايا المُبطِّنة لقناة البنكرياس.

التهاب البنكرياس

يحدث التهاب البنكرياس عندما تتراكم إنزيمات البنكرياس وتُنشَط داخله، فتبدأ بهضم العضو نفسه، وقد تكون إمّا نوبات حادّة مؤلمة تحدث لعدّة أيّام فقط ثمّ ما تلبث أن تختفي، أو قد تكون حالة مزمنة تتطور على مدار سنوات.

قصور البنكرياس الإفرازي

قصور البنكرياس الإفرازي (بالإنجليزية: Exocrine Pancreatic Insufficiency) وفيه لا ينتج البنكرياس ما يكفي من الإنزيمات الضرورية للجسم للقيام بالوظائف المختلفة من تكسير الغذاء وامتصاصه، ممّا يؤدّي إلى مشاكل في الهضم.