امراض الصدرية والتنفسية

الاسترواح الصدري: الأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج

الاسترواح الصدري

المقدمة

الاسترواح الصدري، أو ما يُعرف بـ “انكماش الرئة”، هو حالة طبية تحدث عندما يتسرب الهواء إلى التجويف الجنبي (الفضاء بين الرئة وجدار الصدر)، مما يؤدي إلى ضغط على الرئة وانهيارها جزئيًا أو كليًا. تُعد هذه الحالة من الحالات الطارئة التي تتطلب تشخيصًا سريعًا وعلاجًا فوريًا لتجنب المضاعفات الخطيرة.

في هذا المقال، سنستعرض أعراض الاسترواح الصدري بالتفصيل، بالإضافة إلى أسبابه، أنواعه، طرق التشخيص، والعلاجات المتاحة.


أعراض الاسترواح الصدري

تختلف أعراض الاسترواح الصدري حسب نوعه (ابتدائي، ثانوي، أو توترِي) ومدى شدته. بعض الحالات قد تكون بدون أعراض (غير عرضية)، بينما في حالات أخرى تكون الأعراض شديدة ومهددة للحياة.

1. الأعراض الشائعة

  • ألم صدري مفاجئ وحاد:

    • يوصف الألم عادةً بأنه طعن أو تمزق في جانب الصدر (غالبًا الجانب المصاب).

    • قد يزداد الألم عند التنفس العميق أو السعال.

    • في بعض الحالات، ينتشر الألم إلى الكتف أو الظهر.

  • ضيق التنفس (Dyspnea):

    إقرأ أيضا:متلازمة مخرج الصدر
    • يشعر المريض بصعوبة في أخذ نفس عميق.

    • قد يترافق مع تسارع في التنفس (Tachypnea) كرد فعل طبيعي لنقص الأكسجين.

  • السعال الجاف:

    • قد يعاني المريض من سعال غير منتج (بدون بلغم)، ناتج عن تهيج الرئة.

2. أعراض الاسترواح الصدري التوترِي (Tension Pneumothorax)

هذه حالة طبية إسعافية تهدد الحياة وتتطلب تدخلًا فوريًا. تشمل الأعراض:

  • تدهور سريع في التنفس: ضيق تنفس شديد مع زرقة (ازرقاق الجلد بسبب نقص الأكسجين).

  • تسارع ضربات القلب (Tachycardia) وانخفاض ضغط الدم (Hypotension).

  • انتفاخ الوريد الوداجي (JVD) بسبب زيادة الضغط في الصدر.

  • انزياح القصبة الهوائية (Tracheal deviation) إلى الجانب السليم.

3. أعراض الاسترواح الصدري الصامت (غير العرضي)

في بعض الحالات، خاصةً مع الاسترواح الصدري الصغير، قد لا تظهر أعراض واضحة، ويتم اكتشافه بالصدفة عبر الأشعة السينية (X-ray).

إقرأ أيضا:تليف الرئة: الأسباب، الأعراض، والعلاج

أسباب وعوامل خطر الاسترواح الصدري

1. الاسترواح الصدري الأولي (العفوي)

  • يحدث دون سبب واضح، غالبًا لدى الذكور الشباب طويلي القامة والنحيلين.

  • يرتبط بتكون فقاعات هواء صغيرة (Bleb) على سطح الرئة، والتي تتمزق فجأة.

  • التدخين يزيد من خطر الإصابة بهذا النوع.

2. الاسترواح الصدري الثانوي

يحدث بسبب أمراض رئوية موجودة مسبقًا، مثل:

  • داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD).

  • الربو الشديد.

  • التليف الكيسي (Cystic Fibrosis).

  • الالتهابات الرئوية (مثل الالتهاب الرئوي أو السل).

  • أورام الرئة.

3. الاسترواح الصدري الرضي (Traumatic Pneumothorax)

ينتج عن إصابات الصدر، مثل:


تشخيص الاسترواح الصدري

يعتمد التشخيص على:

  1. الفحص السريري:

    • أصوات تنفس غير متماثلة (ضعف أو انعدام الأصوات في الجانب المصاب).

    • قرع الصدر (Percussion): صوت رنان (Hyperresonance) في الجانب المصاب.

  2. التصوير الإشعاعي:

    • الأشعة السينية للصدر (Chest X-ray): تُظهر خط الجنبة (Pleural line) مع غياب النسيج الرئوي خلفه.

    • الفحص بالتصوير المقطعي (CT Scan): أكثر دقة في الحالات المعقدة.

  3. الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تُستخدم في الإسعافات الأولية لتأكيد التشخيص بسرعة.


علاج الاسترواح الصدري

يعتمد العلاج على حجم الاسترواح وشدة الأعراض:

1. العلاج التحفظي (للاسترواح الصغير غير العرضي)

  • المراقبة مع متابعة بالأشعة السينية.

  • إعطاء الأكسجين لتعزيز امتصاص الهواء.

2. الشفط بالإبرة (Needle Aspiration)

  • يُستخدم لاسترواح متوسط الحجم مع أعراض.

  • يتم إدخال إبرة لسحب الهواء من التجويف الجنبي.

3. أنبوب الصدر (Chest Tube)

  • يُستخدم في الحالات الكبيرة أو المتوترة.

  • يتم إدخال أنبوب لتصريف الهواء وإعادة توسيع الرئة.

4. الجراحة (في الحالات المتكررة)

  • تنظير الصدر (VATS): لإزالة الفقاعات الهوائية أو إصلاح تمزق الرئة.

  • التصاق الجنبة (Pleurodesis): لمنع تكرار الحالة.


الوقاية من الاسترواح الصدري

  • الإقلاع عن التدخين.

  • إدارة الأمراض الرئوية المزمنة بشكل جيد.

  • تجنب التعرض لإصابات الصدر.


الخلاصة

الاسترواح الصدري قد يكون حالة بسيطة أو مهددة للحياة حسب نوعه وشدته. الأعراض الرئيسية تشمل ألمًا صدريًا مفاجئًا، ضيق التنفس، وسعال جاف، بينما يتطلب الاسترواح التوترِي تدخلًا إسعافيًا فوريًا. التشخيص يعتمد على الفحص السريري والتصوير، والعلاج يتراوح بين المراقبة والجراحة.

إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة، استشر الطبيب فورًا لتجنب المضاعفات الخطيرة.

السابق
التهاب الرئة عند كبار السن: الأعراض، الأسباب، التشخيص، والعلاج
التالي
مضاعفات مرض السيلان: المخاطر الحقيقية إذا تُرك دون علاج