إزالة عقد الغدة الدرقية

تنمو عقد الغدة الدرقية غير الطّبيعيّة على شكل كتلة داخل الغدة الدرقية، وعلى الرغم من أن غالبية عقد الغدة الدرقية حميدة أو غير سرطانية، إلا أن نسبة صغيرة منها قد تكون سرطانيّة، لذلك متى يتوجب إزالة عقد الغدة الدرقية جِراحيًّا؟

متى يتوجب إزالة عقد الغدة الدرقية؟

تُزال عقد الغدة الدرقية جراحيًا إذا وجد أنها سرطانيّة، أو يُشتبه بشدة أنّها سرطانية، أو العقد الكبيرة جدًا التي تؤثر سلبًا في التنفس أو البلع، كما قد يفكر الطبيب في إجراء عملية جراحية لمَن يعانون من تضخم الغدة الدرقية متعدد العقيدات الكبير، خاصةً عندما يسبب تضيّقًا في الشعب الهوائية، أو المريء، أو الأوعية الدموية، ومن الجدير بالذكر أن معظم سرطانات الغدة الدرقية قابلة للشفاء ونادرًا ما تسبب مشاكل تهدد الحياة، بالإضافة لذلك يجب مراقبة عقد الغدة الدرقية التي تكون حميدة أو صغيرة جدًا عن كُثب كُل فترة.

كيفية إزالة عقد الغدة الدرقية

هناك نوعان رئيسيان من طرق إزالة عقد الغدة الدرقية تختلفان من حيث كمية الأنسجة التي يتم إزالتها، وفيما يلي توضيحًا لكليهما:

استئصال فص الغدة الدرقية

تتكون الغدة الدرقية من فصين يقعان على جانبي القصبة الهوائية، ويرتبطان ببعضهما البعض من النّصف بقطعة صغيرة من الأنسجة، ولاستئصال فص الغدة الدرقية يقوم الجرّاح بإزالة فص واحد من الغدة الدرقية، وغالبًا ما يسمح إزالة فص واحد بدلاً من فصين للغدة الدرقية بمواصلة إنتاج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية، وإذا أُثبت أن العقدة سرطانية فعادةً ما تُزال بقية الغدة الدرقية في إجراءٍ لاحق.

ويُجرى استئصال الفص بالتخدير العام على الرغم من إمكانية التخدير الموضعي مع المهدئات، وأثناء الإجراء يقوم الجرّاح بعمل شق صغير، وغالبًا ما يُجرى الشق في ثنية الرقبة لتجنب تشكّل ندبة مرئية، وتُراقب الهياكل المجاورة أثناء الإجراء كجارات الدرقية التي تساعد على التحكم بمستوى الكالسيوم في الجسم، والعصب الحنجري الراجع الذي يوفر الحركة إلى الحنجرة، وبمجرد إزالة فص الغدة الدرقية يُغلق الشق بغرز قابلة للذوبان.

استئصال الغدة الدرقية

استئصال الغدة الدرقية (Thyroidectomy) هو الاستئصال الجراحي للغدة الدرقية بأكملها أو جزء منها، ويعتمد مقدار ما يتم استئصاله من الغدة الدرقية على سبب الجراحة؛ فإذا كان هناك حاجة لإزالة جزء فقط من الغدة الدرقية وهو ما يسمى استئصال جزئي للغدة الدرقية (Partial Thyroidectomy)، فقد تعمل الغدة الدرقية بشكلٍ طبيعي بعد الجراحة، أما إذا تمت إزالة الغدة الدرقية كاملةً وهو ما يسمى استئصال الغدة الدرقية الكلي (Total Thyroidectomy) فسيحتاج المصاب إلى تناول علاج بديل لهرمون الغدة الدرقية يوميًا ليحل محل وظيفة الغدة الدرقية الطبيعية.

وأثناء الإجراء يُعطى المصاب تخديرًا عامًا لإرخاء عضلاته ومنع الألم، ثم يقوم الجرّاج بإنشاء شق بمحاذاة ثنية في قاعدة العنق لإزالة جزء من الغدة الدرقية أو كلها، وهناك عدة طرق لاستئصال الغدة الدرقية هي:

• استئصال الغدة الدرقية التقليدي: يتضمن هذا الأسلوب إجراء شق في وسط الرقبة للوصول مباشرةً إلى الغدة الدرقية.
• استئصال الغدة الدرقية عبر الفم: تُجرى من خلال شق داخل الفم وصولًا للغدة الدرقية.
• استئصال الغدة الدرقية بالمنظار: تستخدم هذه الطريقة شقوقًا أصغر في الرقبة، وتُدخل أدوات جراحية وكاميرا فيديو صغيرة من خلال الشقوق، وتوجه الكاميرا الجرّاح إلى موقع الغدة الدرقية أثناء الإجراء لإزالتها.

مخاطر إزالة عقد الغدة الدرقية

لحُسن الحظ تعد مخاطر إزالة عقد الغدة الدرقية ضئيلةً إلى حدٍ ما، وعند حدوثها فإنها قد تشمل ما يلي:

• فقدان الدم أثناء الجِراحة.
• إمكانيّة إصابة الجُرح بالعدوى.
• إصابة الغدد جارات الدرقية أثناء الجِراحة، والتي يمكن أن تسبب انخفاض الكالسيوم والتشنّجات العضلية.
• إصابة العصب الحنجري الراجع الذي يمتد خلف الغدة الدرقية، وفي حال حدوث ذلك سيعاني المصاب من بحة في الصوت.