تُعدّ غيبوبة الكبد أو الاعتلال الدماغي الكبدي من أخطر المضاعفات التي تحدث عند مرضى التليف أو الفشل الكبدي. وهي حالة يحدث فيها تراكم للسموم في الدم—خاصة الأمونيا—بسبب عدم قدرة الكبد على تنظيفها، فتصل إلى الدماغ وتسبب اضطرابًا شديدًا في الوعي والسلوك، وقد تتطور إلى فقدان الوعي الكامل إذا لم يتم التدخل الطبي سريعًا.

في هذا المقال نوضح أعراض غيبوبة الكبد بالتفصيل، ومراحل تطورها، والعلامات المبكرة التي يجب الانتباه لها قبل الوصول للغيبوبة، بالإضافة إلى أسباب الحالة وكيفية الوقاية منها.

ما هي غيبوبة الكبد؟

غيبوبة الكبد هي اضطراب يصيب الدماغ بسبب تراكم المواد السامة في الدم الناتجة عن قصور الكبد. تبدأ عادةً بتغيرات بسيطة في المزاج والتركيز، وقد تنتهي بفقدان كامل للوعي.

تحدث غالبًا عند:

• مرضى تليف الكبد

• المصابين بفشل الكبد

• التهاب الكبد المزمن

• المصابين بتجمع سوائل أو دوالي المريء

• مرضى الكبد المتقدم بشكل عام

أعراض غيبوبة الكبد: من العلامات المبكرة إلى المراحل المتقدمة

1. اضطرابات في الوعي والتركيز (المرحلة المبكرة)

من أخطر العلامات التي قد تمر دون ملاحظة:

• صعوبة في التركيز

• نسيان متكرر

• بطء في الاستجابة

• تغيّرات بسيطة في السلوك

• صعوبة في إيجاد الكلمات أثناء الكلام

يعتبر ظهور هذه الأعراض مؤشرًا أوليًا على بدء تأثير السموم في الدماغ.

2. تغيّر شخصية المريض وسلوكه

قبل الدخول في الغيبوبة قد يلاحظ المقربون:

• عصبية أو غضب غير مبرر

• اكتئاب مفاجئ

• تصرفات غريبة

• قلق أو توتر

• تقلبات مزاجية حادة

هذه التغييرات تحدث بسبب تأثر مناطق الدماغ المسؤولة عن الانفعال.

اقرأ ايضا : مضاعفات التهاب الكبد: علامات الخطر التي لا يجب تجاهلها

3. اضطراب النوم

تُعدّ علامة مهمة جدًا:

• نوم كثير نهارًا

• أرق ليلاً

  إقرأ أيضا:اسباب تأخر التئام الجروح

• انعكاس في دورة النوم

هذا الانقلاب يحدث غالبًا قبل أسابيع من الغيبوبة.

4. رعشة في اليدين 

تُعد العلامة الأشهر لغيبوبة الكبد.

عندما يمدّ المريض يديه إلى الأمام تظهر رجفة واضحة تشبه رفرفة اليد، وهي علامة قوية على تراكم السموم.

5. رائحة نفس تشبه رائحة السمك 

رائحة مميزة تظهر لدى المريض بسبب تراكم مركبات معينة في الدم.
وهي علامة واضحة على تقدم الحالة.

6. صعوبة في النطق والكلام

• بطء في الكلام

• تلعثم

• حروف غير مفهومة

• تأخر في الجواب

هذه العلامة تدل على تأثير السموم على الجهاز العصبي.

7. ارتباك شديد وفقدان القدرة على الإدراك

يتطور الارتباك إلى:

• عدم معرفة المكان

• عدم معرفة اليوم أو الوقت

• نسيان الأشخاص

  إقرأ أيضا:انتفاخ الذراع بدون ألم: الأسباب، التشخيص، والعلاج

• سلوك غير منطقي

• عدم القدرة على اتخاذ أي قرار

8. فقدان التوازن وصعوبة الحركة

مع زيادة تراكم السموم تظهر:

• صعوبة المشي

• سقوط متكرر

• ضعف عضلي

• بطء شديد في الحركة

9. نعاس شديد قد يصل إلى فقدان الوعي

هذه المرحلة تتضمن:

• نعاس عميق

• عدم قدرة المريض على الاستيقاظ

• استجابة ضعيفة للمؤثرات

• تنفس بطيء

• انخفاض درجة الوعي

• وقد تنتهي بالغيبوبة الكاملة

أسباب غيبوبة الكبد

عادةً تحدث نتيجة واحد أو أكثر من الأسباب التالية:

1. التليف الكبدي المتقدم

أكثر سبب شائع، حيث تتوقف خلايا الكبد عن العمل.

2. العدوى أو الالتهاب

مثل التهاب الكبد الحاد أو التهابات الجسم الأخرى.

3. النزيف من دوالي المعدة أو المريء

يسبب ارتفاع الأمونيا بشكل مفاجئ.

4. الأدوية

خاصة المهدئات، المسكنات القوية، أو الجرعات العالية من مدرات البول.

5. الجفاف الشديد أو نقص الأملاح

6. تناول البروتين بكميات كبيرة عند مرضى الكبد

7. الإمساك الشديد

يزيد تراكم السموم داخل الجسم.

8. الفشل الكلوي المصاحب لأمراض الكبد

متى يجب الذهاب للمستشفى فورًا؟

أي من العلامات التالية تستدعي تدخلًا عاجلًا:

• رعشة شديدة في اليد

• ارتباك مفاجئ

• صعوبة في الكلام

• نوم عميق وصعوبة الإيقاظ

• تغير مفاجئ في السلوك

• نزيف من الفم أو الأنف

• صعوبة في التنفس

غيبوبة الكبد حالة طارئة تحتاج إلى علاج فوري لتجنّب الوفاة.

كيف يتم علاج غيبوبة الكبد؟

يبدأ العلاج عادةً بـ:

• تنظيف الجسم من السموم (لاكتيولوز – ريفاكسيمين)

• إيقاف النزيف إن وجد

• تعويض الأملاح والسوائل

• علاج العدوى

• ضبط مستويات الأمونيا

• مراقبة وظائف الكبد والدماغ

• دعم التنفس في الحالات الشديدة

في الحالات المتقدمة قد يحتاج المريض إلى زراعة كبد.

الوقاية من غيبوبة الكبد

• علاج التهاب وتليف الكبد مبكرًا

• تجنب الأدوية دون استشارة

• تنظيم كمية البروتين

• علاج الإمساك فورًا

• الابتعاد عن الكحول

• إزالة السوائل الزائدة بانتظام

• فحص وظائف الكبد دوريًا

• شرب الماء بانتظام

• الحفاظ على وزن صحي

خلاصة

أعراض غيبوبة الكبد تبدأ بعلامات بسيطة مثل ضعف التركيز وتغيرات المزاج، وتتطور إلى اضطرابات كبرى في الوعي والحركة، وقد تنتهي بفقدان الوعي الكامل إذا لم يتم التدخل الطبي.
الكشف المبكر والمتابعة المستمرة لدى مختصين هو السبيل الأهم لمنع تطور الحالة وإنقاذ حياة المريض.