تصيب هشاشة العظام (Osteoporosis) الرجال والنّساء من كافة أنحاء العالم، إلا أنّ النّساء اللواتي تجاوزت أعمارهم سن اليأس هنّ أكثر عرضةً للإصابة به، إذ تُوصَف عظام الأشخاص المصابين بهشاشة العظام بأنها ضعيفة وقابلة للكسر بسهولة بالرّغم من عدم الضّغط عليها بقوّة أو التعثّر والسّقوط، وعادةً ما تكون كسور المُصابين بهشاشة العظام في عظام الورك والرسغ والعمود الفقري، فما هي أسباب هشاشة العظام؟
المحتويات
أسباب هشاشة العظام
هنالك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، ومنها ما يلي:
سوء التّغذية
هنالك بعض العناصر الغذائية الهامّة لصحّة العظام، وأيّ خللٍ في مستواها الطّبيعي يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، ومن هذه العناصر:
- الكالسيوم: يتمّ تخزين 99% من الكالسيوم في العظام والأسنان، وهو المسؤول عن منحهم القوة والصلابة؛ لهذا فإن انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم يحفّز تحلّل العظام وتحرير الكالسيوم من مخازنه، وعلى المدى البعيد تصبح العظام ضعيفةً وهشّة.
- فيتامين (د): يحفز فيتامين (د) على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، لهذا فإن نقصه لمدةٍ طويلة يؤدي إلى نقص الكالسيوم، مما يزيد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام.
نقص النشاط البدني
لا بدّ من الحفاظ على النشاط البدني سواءً كان من خلال الحركة المُنتظمة خلال اليوم أو بممارسة التّمارين الرياضية التي تزيد قوة العظام، لهذا فإنّ الأشخاص ذوي النّشاط البدني القليل معرّضون لاحتمالية الإصابة بهشاشة العظام أكثر من الأشخاص الذين يتمتعون بلياقةٍ بدنية ونشاطٍ حركي.
إقرأ أيضا:أعراض هشاشة العظامانخفاض هرمون الإستروجين لدى النساء
يعدُّ انخفاض هرمون الإستروجين (Estrogen) لدى النساء من الأسباب الرّئيسية لإصابتهن بهشاشة العظام؛ إذ تعاني معظم النساء في مرحلة انقطاع الطّمث من تغيّر يطرأ على إنتاج هرمون الإستروجين، ليقلّ مستواه عن المعدّل الطّبيعي، مما يؤدي إلى نقصانٍ سريع في كثافة العظام وزيادة احتمالية الإصابة بهشاشة العظام.
انخفاض هرمون التيستوستيرون لدى الرجال
يحتاج الرجال إلى هرموني التستوستيرون (Testosterone) والإستروجين لتعزيز صحّة وكثافة العظام، إذ يُحوّل جسم الرجال هرمون التيستوستيرون إلى الإستروجين الذي يحافظ على كثافة العظام، إلا أنّ الرجال الذين يعانون من انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون يكونون أكثر عرضةً للإصابة بهشاشة العظام.
الاضطراب الهرموني
يعتبر من الأسباب الهامّة التي من شأنها زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، ومن الأمثلة على الهرمونات التي يؤدي اضطرابها إلى مشاكل في العظام:
- الثيروكسين: تؤدي زيادة مستوى الثيروكسين عن المعدل الطّبيعي وخاصّة عند الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) إلى سرعة فقدان كثافة العظام، فلا تستطيع الخلايا البانية للعظام (Osteoblast) التعويض عن العظام المتحللة بالسرعة المطلوبة والكافية، وبالتالية الإصابة بهشاشة العظام.
- الهرمون جار درقي (PTH): يحفز الهرمون (PTH) امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، كما أنه يُحفّز العظام على تحرير الكالسيوم من مخازنه، ومن ثم فإن زيادة مستوى هذا الهرمون في الدم يُسرّع تحلل العظام لإطلاق المزيد من الكالسيوم إلى مجرى الدم، مما يسبب ضعفًا في العظام.
الإصابة ببعض الأمراض
هناك بعض الأمراض التي تؤدي إلى نقص الكالسيوم الضروري لصحة العظام، مثل:
إقرأ أيضا:كيفية زيادة هرمون الإستروجين- مرض الاضطرابات الهضمية (Celiac Disease): ينتج عن حساسية الجسم لبروتين الجلوتين الذي يعمل على إتلاف بطانة الأمعاء، وهذا بدوره يعرقل عملية امتصاص الكالسيوم وفيتامين (د) من الأطعمة، ويؤدي استمرار هذه المشكلة الصّحية دون علاج أو متابعة طبية إلى نقصٍ حادّ في مستوى تلك العناصر الغذائية في الدم، مما يزيد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام.
- أمراض الكلى: تعجز الكلى المُصابة عن الاحتفاظ بالنسبة الكافية من الكالسيوم، مما يسبب فقدان كمية كبيرة من الكالسيوم عبر البول، وانخفاض مستوى الكالسيوم بالدم بشكل كبير دون تعويضه، وبالتالي تحفيز العظام على إطلاق الكالسيوم من مخازنه لفترةٍ طويلة، مما يُضعِفَها ويجعلها هشّة.
التدخين
يعتبر التدخين من السّلوكيات الخَطِرة التي تستهدف قوة العظام للأسباب التالية:
- يؤدي إلى اضطراب هرمون الإستروجين الضروري لصحة العظام.
- يقلل تدفق الدم للخلايا العظمية، وبالتالي عدم وصول المواد المغذية والعناصر المهمة التي تحتاجها العظام.
- يُقلِّل امتصاص الجسم للكالسيوم.
- تُقلِّل مادة النيكوتين التي تحتويها السجائر إنتاج الخلايا المكوّنة للعظام.
تناول بعض الأدوية
يؤدي تناول بعض أنواع الأدوية لفتراتٍ طويلة إلى فقدان العظام، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، ومن الأمثلة عليها: الكورتيزون، ومضادّات التشنّج.
العوامل المؤثرة على هشاشة العظام
تتعدد العوامل التي لها دور كبير في زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، مثل:
إقرأ أيضا:أعراض التهاب الغدة الكظرية- العمر: يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام مع التقدُّم بالعمر.
- العِرْق والسلالة: يعتبر الأشخاص ذو البشرة البيضاء والآسيويين أكثر الأجناس عرضةً لخطر الإصابة بهشاشة العظام.
- الجنس: تعدُّ النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنةً بالرجال.
- التاريخ المرضي للعائلة: يزداد خطر إصابة الشخص بهشاشة العظام إن كان أحد الوالدين أو الأشقّاء مُصابين بها.
الوقاية من هشاشة العظام
هناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها للوقاية من هشاشة العظام، وهي كالتالي:
- تناول الأطعمة الغنيّة بالكالسيوم، مثل الزبادي، والخضراوات الورقية الخضراء.
- تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (د)، مثل؛ الأسماك الزيتية، اللحوم الحمراء، والكبدة.
- اتبّع نظام غذائي صحي متوازن؛ بحيث يكون غنيًّا بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
- الإقلاع عن التدخين.
- التقليل من تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- ممارسة التّمارين الرّياضية بانتظام.