امراض خلايا الدم الحمراء

مرض انحلال الدم

انحلال الدم

تعريف مرض انحلال الدم

مرض انحلال الدّم (Hemolytic disease) من الأمراض التي تحدُث عند الأطفال حديثي الولادة، وهو اضطراب في الدم يحدث عندما لا تتوافق فصائل دم الأم والطفل أثناء الحمل، ومن المرجح أن يحدث أثناء الحمل الثاني والأحمال اللّاحقة، وليس الحمل الأوّل، ويعني هذا المَرض أنّ خلايا الدّم الحمراء عند الطّفل تتكسّر وتتحلل بسُرعة؛ ففي الوضع الطّبيعي تستمر خلايا الدم الحمراء لمدة 120 يومًا في الجسم، أمّا في حالات مرض انحلال الدّم يتم تدميرها في الدم بسرعة وبالتالي لا تدوم طويلاً.

سبب الإصابة بمرض انحلال الدم

يحدُث مرض انحلال الدّم عند الطفل بسبب اختلاف فصيلة دمه عن فصيلة دم أمه، فمثلًا إذا كانت الأم ذات فصيلة دم سلبية العامل الرايزيسي وكان الطفل في رحمها ذا فصيلة دم إيجابيّة العامل الرايزيسي، حينها ستنتقل خلايا الدم الحمراء من الجنين إلى دم الأم عبر المشيمة، ويحدُث مرض انحلال الدّم عند الطفل بعدما يرى الجهاز المناعي للأم كريات الدم الحمراء للطفل على أنها غريبة، فلن يتقبّلها وسيبدأ بمُهاجمتها، وحينها ستتحلل خلايا الدّم الحمراء في دم الطّفل مُبكرًا، وهذا ما يُفسّر حُدوث مرض انحلال الدّم.

متى يزيد خطر إنجاب طفل مُصاب بانحلال الدم؟

يمكن أن يزيد خطر إنجاب طفل مُصاب بمرض انحلال الدّم في الحالات الآتية:

إقرأ أيضا:متى يختفي الصفار عند المواليد؟
  • زُمرة دم الأم سلبيّة وزُمرة دم الطّفل إيجابيّة ولم تتلقَّ الأم إبرة العامل الرايزيسي من قبل.
  • زُمرة دم الأم سلبيّة وزُمرة دم الطّفل إيجابيّة ولم تتلقَّ الأم إبرة العامل الرايزيسي بالرغم من توعيتها بذلك مُسبقًا.

أعراض مرض انحلال الدم

أثناء الحمل، لن تلاحظ الأم أي أعراض، ولكن عند إجراء الفحوصات الدّورية أثناء الحمل سيُلاحِظ الطّبيب ميلان السائل المُحيط بالطّفل بالرّحم (السائل الأمينوسي) إلى اللون الأصفر، وهذا بسبب مادّة البيليروبين (مادة تتشكل عندما تتحلل خلايا الدم)، ويُلاحِظ الطّبيب عدّة أعراض على الطّفل بعد فحص السّونار، مثل كبد الطّفل كبير، أو طحاله كبير، أو قلبه كبير، وقد يكون هناك أيضًا سوائل زائدة في المعدة أو الرئتين أو فروة الرأس عند الطّفل، أمّا بعد الوِلادة ستظهر الأعراض الآتية:

  • شُحوب بشرة الطّفل (بسبب وجود عدد قليل جدًا من خلايا الدم الحمراء -فقر الدم).
  • ميلان الحبل السّري للطفل للون الأصفر.
  • اصفرار جلد الطفل وبياض عينيه (هذا اليرقان غالبًا ما يبدأ في غضون 24 إلى 36 ساعة من الولادة).
  • كبر حجم الطّحال والكبد عن الطفل.
  • تورّم شديد في جسم الطفل بالكامل.
  • صُعوبة تنفس الطّفل.
  • يكون لون بول الطّفل داكنًا جدًا.
  • كثرة تعب وتهيج الطفل بصورة ملحوظة.
  • سرعة ضربات قلب الطفل.
  • سرعة تنفس الطفل.
  • لا يرضَع الطفل بصورة كافية.

تشخيص مرض انحلال الدم

يمكن تشخيص مرض انحلال الدّم أثناء الحمل أو بعد ولادة الطفل، وقد تشمل الفحوصات التي يتم إجراؤها أثناء الحمل ما يلي:

إقرأ أيضا:الثلاسيميا الصغرى : كل ما تحتاج معرفته
  • فحص تعداد الدم الكامل (CBC) للأم.
  • فحص السّونار (الموجات فوق الصوتية).
  • فحص عيّنة من السائل الأمنيوسي.
  • فحص عينة من خلايا الحبل السري.

أمّا فحوصات بعد الولادة التي تُجرى للطفل، فهي:

  • فحص تعداد الدم الكامل (CBC) للطفل.
  • فحص دم الحبل السري للطفل.

علاج مرض انحلال الدم

عند اكتشاف المرض أثناء الحمل من الممكن أن يتم نقل الدم للجنين في بعض الأحيان حتى ينضج وتتم ولادته بأمان، وتُعطى الأم أدوية الكورتيزون الآمنة عليها وعلى الجنين لكي تكتمِل رئتا الجنين ويتضُج استعدادًا للولادة المحتملة في وقت أبكر من المعتاد إذا لزم الأمر، أمّا بعد الولادة يتم التعامل مع فقر الدم الحاد الناجم عن مرض انحلال الدّم عند الطّفل بنفس الطريقة التي يعالج بها أي فقر دم آخر، وسيكون العلاج كما يأتي:

  • عمليات نقل الدم المستمرة للطفل.
  • علاج اليرقان إن وجد، وذلك بتعريض المولود لأضواء ساطعة خاصة، أو عن طريق نقل الدم.
  • السوائل الوريدية (تساعد هذه السوائل الجسم على التخلص من البيليروبين الزائد والبقاء رطبًا).
  • الأكسجين الإضافي.
  • الغلوبولين المناعي الوريدي (IVIG)، وهو سائل يحتوي على أجسام مضادة يساعد على منع تدمير خلايا الدم الحمراء.

هل يُمكن الشّفاء التّام من مرض انحلال الدّم؟

نعم، مرض انحلال الدّم هو حالة مؤقتة تبقى لفترة قصيرة وعادةً ما تختفي الأجسام المضادة التي تدمر خلايا الدم الحمراء عند الطفل في غضون 8 – 12 أسبوعًا من ولادته، ومع الرعاية الطبية المناسبة لن تحدُث أي مشاكل طبية مُستقبلًا عند الطفل.

إقرأ أيضا:علاج حساسية الدم

هل يحدُث انحلال الدّم عند البالغين؟

نعم، هُناك حالة تُسمّى بفقر الدّم الانحلالي تحدُث في أي عُمر (لدى البالغين والأطفال)، وقد تحدُث لأسباب أخرى مكتسبة أو راثيّة، مثل:

  • وُجود حالة وراثية تؤثر على خلايا الدم الحمراء مثل: (فقر الدم المنجلي، أو الثلاسيميا، أو نقص إنزيم G6PD).
  • التعرض لعدوى معينة مثل: (الملاريا، حمى جبال روكي المبقعة، داء المستدمية النزلية، فيروس نقص المناعة البشرية).
  • تلقّي نقل دم من متبرع لا تتطابق فصيلة دمه مع المُتلقي.
السابق
مرض فقر الدم بسبب نقص الحديد
التالي
متى يكتشف مرض الثلاسيميا؟