ما هي أغشية القلب؟

ما هي أغشية القلب؟

يحيط عضلة القلب من الخارج غشاء يُسمّى التامور (Pericardium)، بينما يبطِّن عضلة القلب من الداخل غشاء يسمّى الشغاف (بالإنجليزيّة: Endocardium)،وفيما يأتي بيان لهذه الأغشية:

غشاء التامور

غشاء التامور هو عبارة عن غشاء مزدوج يحيط بعضلة القلب من الخارج وكأنّه كيس بداخله القلب، ويمكن بيان طبقات غشاء التامور على النحو الآتي:

• الطبقة الخارجية من غشاء التامور: تحيط هذه الطبقة ببدايات الأوعية الدموية الرئيسية الخارجة من القلب، وتتكون من أنسجة ليفية مكوّنة من الكولاجين وألياف الإيلاستين، وعلى الرغم من أنّه غشاء مرن، إلا أنّه غير قابل للتمدُّد، وتكون هذه الطبقة ثابتة في مكانها عن طريق أربطة تصلها بالعمود الفقري، وعضلة الحجاب الحاجز، وعظمة القص، وغيرها من أعضاء الجسم المجاورة لها.
• الطبقة الداخلية من غشاء التامور: وتتكون هذه الطبقة أيضًا من طبقتين هما: الطبقة الجدارية والطبقة الحشوية، ويفصل بينهما فراغ مملوء بسائل، فتبطِّن الطبقة الجدارية الأجزاء الداخلية للطبقة الليفية من غشاء التامور، في حين تحيط الطبقة الحشوية -يُشار لها أيضًا باسم النخاب (بالإنجليزيّة: Epicardium) – بالجزء الخارجي من عضلة القلب، ويحتوي الفراغ بينهما على حوالي 20-30 ميليلتر من السائل، فيساعد هذا على تخفيف الاحتكاك بين الطبقتين أثناء انقباض وانبساط عضلة القلب، ممّا يسمح بحركة القلب بمرونة.

غشاء الشغاف

غشاء الشغاف هو الطبقة الداخلية للقلب، والذي يبطِّن عضلة القلب من الداخل، فيبطِّن حجرات القلب الأربعة العلوية والسفلية، كما يغطي صمامات القلب، وهي البوابات التي تضمن حركة الدم داخل القلب باتجاه واحد فقط، وفي الحقيقة يعد غشاء الشغاف امتدادًا للطبقة المبطِّنة للأوعية الدموية، كما يتكون غشاء الشغاف من طبقتين أحدهما مواجهة للفراغ المكوّن لحجرات القلب، والثانية تتصل مع الطبقة العضلية من القلب.

ما هي وظيفة أغشية القلب؟

لأغشية القلب العديد من الوظائف، ويمكن بيان هذه وظائف كل منها على النحو الآتي:

وظائف غشاء التامور

يؤدي غشاء التامور العديد من الوظائف داخل الجسم، والتي يمكن بيانها على النحو الآتي:

• تثبيت القلب في مكانه والحد من حركته: وذلك بسبّب اتصال غشاء التامور بالعديد من أعضاء الجسم حوله.
• منع امتلاء القلب: وذلك بفضل الطبقة الليفية الخارجية من غشاء التامور غير القابلة للتمدُّد، فتساعد هذه الطبقة على منع زيادة حجم القلب سريعًا، الأمر الذي يمنع زيادة حجم القلب فوق مستوى معين.
• التقليل من الاحتكاك: يساعد السائل الموجود بين طبقتي الطبقة الداخلية من غشاء التامور على التقليل من الاحتكاك الناتج عن حركة القلب.
• حماية القلب من الإصابة بالعدوى: تشكِّل الطبقة الخارجية الليفية من غشاء التامور حاجزًا بين عضلة القلب والأعضاء المحيطة به، مما يساعد على التقليل من احتمالية الإصابة بالعدوى.

وظائف غشاء الشغاف

لغشاء الشغاف العديد من الأدوار المهمة التي يؤديها، فبالإضافة إلى دوره في فصل الدم الذي يتحرك عبر تجويف القلب عن الطبقة العضلية للقلب، فإنّ له دورًا مهمًا في تنظيم انقباض عضلة القلب وانبساطها؛ إذ يحتوي غشاء الشغاف على الأعصاب المساعدة على نقل الإشارات الكهربائية المُنظِّمة لنشاط القلب، فترتبط هذه الأعصاب بعضلة القلب، مما يساعد على تنظيم انقباضها وانبساطها لضخّ الدم من القلب إلى باقي أنحاء الجسم.

بالإضافة إلى ذلك وُجِدَ أنّ لغشاء الشغاف دور في تنظيم نموّ عضلة القلب، كما أنّه يُفرز بعض المواد كمادة الإندوثيلين (بالإنجليزية: Endothelin) التي تحفِّز انقباض الأوعية الدموية، كما تساعد على تنظيم مستويات الأملاح داخل الجسم.

ما هي الأمراض التي تؤثر في أغشية القلب؟

قد تؤثر العديد من الأمراض في أغشية القلب، فقد يُصاب غشاء التامور بالعديد من الأمراض المُسبِّبة للشعور بألم في الصدر، وتسارع ضربات القلب وصعوبة التنفُّس، وغيرها من الأعراض، ومن هذه الأمراض:

• التهاب التامور: يحدث التهاب التامور نتيجة العدوى بالفيروس أو غيرها من الجراثيم، أو نتيجة التعرُّض لجلطة قلبية، أو إصابة جسدية، أو الخضوع لعملية جراحية، أو لغيرها من الأسباب.
• الانصباب التاموري: والذي يحدث عند تراكم السوائل داخل الغشاء.
• اندحاس القلب: (بالإنجليزية: Cardiac tamponade) وينتج هذا عن تراكم السوائل في الفراغ بين طبقات التامور، الأمر الذي يمنع القلب من ضخّ الدم والانقباض بكفاءة.

وكذلك قد يصيب الشغاف العديد من الأمراض مثل:

• التهاب الشغاف: وغالبًا ينتج التهاب الشغاف عن العدوى البكتيرية للطبقة الداخلية للقلب، وتجدر الإشارة إلى ضرورة علاجه مبكِّرًا باستخدام المضادات الحيوية لتجنُّب المضاعفات الناتجة عنه.
• تدلي الصمام التاجي: (بالإنجليزية: Mitral valve prolapse) وهو اضطراب خلقي ناتج عن زيادة سماكة أنسجة الصمام التاجي في القلب، بما فيها طبقة الشغاف، والصمام التاجي هو الصمام ما بين الحجرة السفلية العلوية اليسرى من القلب، والحجرة السفلية اليسرى، والذي يسمح بمرور الدم من الأعلى للأسفل فقط في الأحوال الطبيعية، إلا أنّه في هذا الحالة قد يتسرب جزءًا من الدم في الاتجاه المعاكس.
• المتلازمة السرطاوية القلبية: (بالإنجليزية: Carcinoid Heart Disease) تنتج المتلازمة السرطاوية عندما تفرز بعض الأورام السرطانية النادرة بعض المواد داخل الدم، والتي تؤثر في العديد من أعضاء الجسم، فقد تؤدي إلى ترسُّب بعض الترسبات الليفية داخل طبقة الشغاف في القلب، مما يؤدي إلى زيادة سماكتها، الأمر الذي يؤثر في عمل صمامات القلب.